هل تحسم الأسلحة الكيميائية مسارات حرب الجليد؟

هل تحسم الأسلحة الكيميائية مسارات حرب الجليد؟

هل تحسم الأسلحة الكيميائية مسارات حرب الجليد؟


13/02/2024

في ظهور هو الأول مع وسيلة إعلام أمريكية منذ الغزو الروسي لأكرانيا، أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات في مقابلة استمرت لمدّة ساعتين مع المحاور تاكر كارلسون عبر قناة (فوكس نيوز). وزعم بوتين أنّ موسكو ليس لديها مصلحة في توسيع دائرة الحرب إلى ما هو أبعد من أوكرانيا؛ مثل: بولندا ولاتفيا.

وزعم الرئيس الروسي أنّ بلاده مستعدة للحوار مع أوكرانيا والغرب حول كيفية إنهاء الحرب، والإفراج عن مراسل صحيفة (وول ستريت جورنال) إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا منذ ما يقرب من عام بتهمة التجسس.

وعلى الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تغييرات كبيرة في القيادة العسكرية الأوكرانية، ممّا أثار التكهنات بأنّ الصراع سيتخذ اتجاهاً جديداً.

زيلينسكي عيّن نائب وزير الدفاع السابق أولكسندر بافليوك قائداً جديداً للقوات البرية، وقد خلف بافليوك الجنرال أولكسندر سيرسكي الذي تم تعيينه قائداً أعلى للقوات المسلحة.

كما عيّن زيلينسكي عدداً من الضباط الكبار محل العديد من الضباط العسكريين رفيعي المستوى، بما في ذلك قادة الدفاع الإقليمي والقوات المحمولة جواً. وتمّت إقالة فاليري زالوزني من منصبه كقائد أعلى للقوات المسلحة يوم الخميس الفائت بعد عامين من الغزو الروسي الشامل.

كانت القوات الروسية قد تخلّت عن الضفة الغربية لنهر دنيبرو قبل عام

وكان القائد الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي قد أكد يوم الجمعة الفائت أنّ نجاح أوكرانيا في الحرب ضد روسيا سيعتمد على الابتكار المستمر في التقنيات المستخدمة في ساحة المعركة، مثل: الطائرات دون طيار وأنظمة الراديو الإلكترونية.

من جهتها، كشفت الإمارات العربية المتحدة الخميس الفائت أنّها توسطت في عملية تبادل (100) أسير حرب بين روسيا وأوكرانيا.

اتهامات متبادلة باستخدام المواد السامة

بحسب وكالة (رويترز) للأنباء، وجهت أوكرانيا اتهامات لروسيا باستخدام الأسلحة الكيميائية، في أكثر من (200) هجوم على أرض المعركة في شهر كانون الثاني (يناير) الفائت وحده، كما زعمت أنّها سجلت حالات استخدمت فيها القوات الروسية هذه المواد منذ غزوها الأراضي الأوكرانية قبل عامين.

بدورها، نفت روسيا مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، واتهمت القوات الأوكرانية باستخدامها، ولم يقدم أيّ من الجانبين أدلة تدعم روايته.

وسبق أن اتهمت أوكرانيا موسكو باستخدام الكلوروبيكرين، الذي ظهر كغاز سام في الحرب العالمية الأولى. وخصّ البيان الأخير الصادر عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية بالذكر غاز CS))، أو الغاز المسيل للدموع، وقال إنّ روسيا استخدمته في قنابل يدوية مختلفة.

جدير بالذكر أنّ غاز CS))، الذي تستخدمه قوات الشرطة على نطاق واسع لفض الشغب، محظور في ساحات المعارك بموجب الاتفاقية الدولية للأسلحة الكيميائية، التي تنص في المادة الأولى على تعهد كل دولة طرف بعدم استخدام عوامل مكافحة الشغب كوسيلة من وسائل الحرب.

ووفقاً لوكالة (رويترز)، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إنّه "تم تسجيل (815) حالة استخدام ذخيرة محملة بمواد كيميائية سامة من قبل روسيا، ومن بينها (229) في كانون الثاني (يناير) الفائت. 

بدوره، قال الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد مجموعة العمليات الأوكرانية "تافريا"، المتمركزة في جنوب شرق البلاد: إنّ القوات الروسية تقوم باستخدام ذخيرة محملة بالمواد الكيميائية عبر طائرات دون طيار، وذكر الكلوروبيكرين، في إشارة إلى مواد كيميائية قال إنّها استخدمت في هجمات يوم الخميس الفائت.

وقبل عام اتهمت روسيا القوات الأوكرانية باستخدام أسلحة كيميائية غير محددة، في هجمات بطائرات دون طيار، في منطقة شرق أوكرانيا التي تحتلها روسيا.

وربما تأتي الاتهامات الروسية الجديدة من أجل التغطية على تقرير (منظمة هيومن رايتس ووتش)، الذي قال إنّ ما لا يقلّ عن (8) آلاف شخص قتلوا بسبب القتال، أو لأسباب مرتبطة بالحرب، خلال الحصار الذي فرضته روسيا على مدينة ماريوبول لعدة أشهر في أوائل العام 2022، في أحد أعنف المعارك في الصراع المستمر منذ عامين.

الرئيس الأوكراني

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف زعم أنّ القوات الأوكرانية هي المسؤولة عن مقتل المدنيين في مدينة ماريوبول المحاصرة، بحسب (رويترز). ومع ذلك، اعترف في مكالمة مع الصحفيين بأنّ موسكو لم تراجع بعد تقرير (هيومن رايتس ووتش)، الذي يعرض تفاصيل الدمار الذي لحق بالمدينة الواقعة جنوب شرق أوكرانيا.

تصعيد روسي في مواجهة الدفاعات الأوكرانية

وصف الجيش الأوكراني الوضع على طول الخطوط الأمامية للحرب في الشرق والجنوب بأنّه صعب، وزعم أنّه صدّ (87) محاولة هجوم للقوات الروسية خلال يوم السبت الفائت. وأضاف أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية صدّت هجوماً روسياً آخر بطائرة دون طيار على كييف خلال الليل، زاعماً أنّه أسقط (40) من أصل (45) طائرة بدون طيار أطلقتها روسيا.

من جهة أخرى، زعمت وكالة المخابرات العسكرية الرئيسية الأوكرانية أنّ القوات الروسية في أوكرانيا المحتلة تستخدم محطات (ستارلينك) التي تنتجها شركة (سبيس إكس) التابعة لإيلون ماسك للاتصالات عبر الأقمار الصناعية. ونقلت عن المتحدث أندريه يوسوف قوله: "تمّ تسجيل حالات استخدام المحتلين الروس للأجهزة المذكورة، وقد بدأت تأخذ طبيعة نظامية".

وقالت الوكالة في بيان لها: إنّ المحطات تستخدم من قبل وحدات مثل: لواء الهجوم الجوي الروسي 83، الذي يقاتل بالقرب من بلدتي كليششيفكا وأندرييفكا المحاصرتين في منطقة دونيتسك الشرقية المحتلة جزئياً. ولم تذكر الوكالة ما إذا كانت المحطات قد تم شراؤها من الخارج، أم تم الاستيلاء عليها؟

يذكر أنّه تمّ إرسال هذه المحطات على وجه السرعة لمساعدة أوكرانيا بعد الغزو الروسي في شباط (فبراير) 2022، وأدت دوراً حيوياً لاتصالات ساحة المعركة في كييف.

من جهتها، قال شركة (ستارلينك): إنّها لا تتعامل مع الحكومة الروسية أو الجيش الروسي، وقالت إنّها سوف تحقق في الادعاء، وتتخذ الإجراءات لإلغاء تنشيط المحطة إذا تم تأكيدها.

على صعيد آخر، وبحسب (دويتش فيللة)، قال جهاز مكافحة الاستخبارات العسكرية الألماني (MAD): إنّ ألمانيا تشتبه في أنّ روسيا تقف وراء سلسلة من الرحلات الجوية غير المصرح بها بطائرات دون طيار، فوق القواعد العسكرية الألمانية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) عن جهاز مكافحة الاستخبارات العسكرية قوله: إنّ بعض أنشطة التجسس المشتبه بها تركز على معسكرات تدريب الجيش الألماني لجنود من أوكرانيا.

وقال متحدث باسم القيادة الإقليمية للجيش الألماني لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): إنّ الطلعات الجوية الواضحة تمّ رصدها في بداية ونهاية الدورات التدريبية للجنود الأوكرانيين.

مواضيع ذات صلة:

ما الذي حل بطائرات أوكرانيا مؤخراً؟ وما علاقة إيران وإسرائيل؟

أردوغان يترك الفلسطينيين لمصيرهم ويركز على أوكرانيا

يوميات حرب الجليد: الطائرات الروسية تهدد شريان الحياة الاقتصادي في أوكرانيا




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية