هل تتبع الانشقاقات اغتيالات؟ كيف ستتخلص حماس من السنوار وإرثه؟

هل تتبع الانشقاقات اغتيالات؟ كيف ستتخلص حماس من السنوار وإرثه؟

هل تتبع الانشقاقات اغتيالات؟ كيف ستتخلص حماس من السنوار وإرثه؟


25/02/2024

تتجه حركة حماس الفلسطينية، إلى أصعب أزماتها الداخلية في تاريخها، وقد تجعلها في الأيام التالية، لانتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي انطلق في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، الماضي في "مهب الريح".

وكما يتوقع محللو السياسة وكتابها، بأن تفرض الحرب تغيّرات على الطبقة السياسية والعسكرية الحاكمة في تل أبيب، فإنها أيضا ستنال من حركة حماس وقادتها وعناصرها، حيث أن الكثير من وسائل الإعلام، لا تنقل ما يدور حقيقةً، في غزة، من المواقف الشعبية الساخطة على حماس بسبب الجوع والخوف والموت وركام البيوت والبنية التحتية المدمرة، لأن كل شخص يحاول انتقاد حماس من اهل غزة المنكوبين يصبغ بصبغة الخائن، ولقد رأينا هذا جلياَ مع الصحفي الفلسطيني  معتز عزايزة الذي نقل يوماً فيديو يهاجم حركة حماس بسبب المآسي التي يعيشها هو وأقاربه في أحد المخيمات، كيف تحول عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بطل مناضل الى خائن موالٍ للسلطة او للاحتلال. 

ووفق صحيفة العرب اللندنية فإن حركة حماس  في طريقها نحو مصيرها المحتوم بصراع تياراتها وتفتت مكوناتها، كحركات وأحزاب سبقتها في الوصول إلى صيغ حكم مشوه لمناطق جغرافية في أقاليم مختلفة من العالم.

وهذه الانقسامات الداخلية تجلت في “صراع المناصب” الذي نشب بين مثلث قياداتها؛ إسماعيل هنية وخالد مشعل ويحيى السنوار، فأصبح للحركة رئيساً للمكتب السياسي، ورئيساً لما يسمى حماس الخارج، ورئيساً لمكتب حماس في قطاع غزة، واليوم فإن الحرب الدائرة هي إعادة خلط للاصطفاف داخل الحركة، لنرى تيار هنية – مشعل في قطر، وتيار العاروري – حمدان في لبنان، وتيار السنوار في غزة.

تتجه حركة حماس الفلسطينية، إلى أصعب أزماتها الداخلية في تاريخها،

ووفق محلل معني بشؤون حركات الإسلام السياسي، في تصريح صحفي  لـ"سكاي نيوز عربية"، قال: إن أسباب الأزمات الداخلية الحالية في غزة تعود إلى عدم إجراء الحركة مراجعة داخلية لقرار الحرب، الذي كانت كلفته باهظة، و"ضمور الفكر الاستراتيجي" لها وعدم قدرتها على تقدير المواقف، وسيطرة الجناح العسكري على مقاليدها وهذا سيؤدي بالنهاية إلى الانقسام بين جناحيها العسكري والسياسي.

هذا ويتوقع خبير فلسطيني، في حديث للشبكة ذاتها، أن أي انتقاد لمغامرة الجناح العسكري، لحماس، ورئيس مكتب الحركة بغزة، يحيي السنوار، في الحرب الأخيرة، سيقابل بالإقالة حتى لو كان من تحدث رئيس المكتب السياسي للحركة، فضلاً عن لجوء الحركة إلى توزيع الأدوار وادعاء البطولات للخروج من أي حساب سيواجهها في إطار تمسكها بأن تكون بديلاً للسلطة الفلسطينية.

 

حركة حماس  في طريقها نحو مصيرها المحتوم بصراع تياراتها وتفتت مكوناتها، وهذه الانقسامات الداخلية تجلت في “صراع المناصب” الذي بين نشب هنية ومشعل والسنوار

 

فيما اعتبر دبلوماسي فلسطيني سابق، أن الفترة التي ستتوقف فيها الحرب هي من ستحدد مستقبل حماس؛ لأن الحركة ستخرج غير متماسكة مع المآسي التي اختبرها عناصرها، فا لهذا ستخرج الحركة غير متماسكة وضعيفة داخليا.

بدوره قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أحمد بان: إن واقع حماس قبل الحرب يختلف عن واقعها بعد الحرب، وحجم ما أنجزته في الوعي الجمعي العربي والإسلامي ربما كبير، لكن في أي استراتيجية أو قرار ينبغي المقارنة بين العائد والتكلفة.

وأضاف ، حماس حركة ضعيفة لا تحظى بإجماع الشارع الفلسطيني، وما قامت به في 7 أكتوبر رغم أنه اكتسب بعداً شعبوياً على مستوى العالم إلا أنها في محصلة الصراع كبدت الشعب الفلسطيني كلفة كبيرة ولم تضع في حسبانها مخططات إسرائيل التي قد تستغل الواقع العسكري والميداني حالياً لتمريرها.

وفي اليوم التالي للحرب ستدخل حماس أزمة داخلية كبيرة، وفق "بان"، حيث "أن كل مجموعات الإسلام السياسي ومنها حماس لا تقدر فريضة المراجعة ولا تقبلها ولم تضبط مرة واحدة وهي تراجع لا أفكاراً ولاسلوكاً لديها".

وأضاف أن "عملية 7 أكتوبر لم تحظ بإجماع داخل الحركة بين جناحها السياسي والعسكري رغم أنها قرار مصيري".

وأوضح بأنّ ان الحركة ستشهد انقساماً بين الجناح السياسي والجناح العسكري بعد الحرب، وسوف تتم محاسبة السنوار أمام قيادات حماس وأمام الشعب الفلسطيني حال توالت حقائق بشأن ما حدث.

وذهبت صحيفة العرب اللندنية لأبعد من هذا، مؤكدة في تقرير لها أن الحركة ستلجأ إلى تصفية يحيى السنوار كأمر مفروض لتتخلص من السخط الشعبي الذي تزداد وتيرته، إما عن طريق الجيش الإسرائيلي أو تصفيته من داخل دائرته المغلقة، في سبيل حماية بقائها ورفع أسهمها داخل القطاع كقوة حاكمة، بالتضحية بالمخطط الأول للسابع من أكتوبر.

ووفق الصحيفة فإن تصفية السنوار، أصبحت حاجة ملحة لتيار الحركة في الخارج ومناصريه داخل القطاع، من نواح عديدة، فانفراده بقرار الحركة في الحرب والتفاوض، أظهر قادة حماس في الخارج كمهمشين لا يملكون القدرة على الخروج عن الخطوط السياسية التي رسمها، أو حتى التنازل لو قليلاً في بعض جوانبها، مما سبب لهم حرجاً سياسيا أمام الحلفاء قبل الخصوم.

وسربت مصادر داخل الحركة لوسائل إعلام أن الشخصية المطروحة بديلاً للسنوار، روحي المشتهى، وهو رفيقه في الزنزانة، وصاحب تاريخ مماثل لتاريخه ومقبول كبديل له في أوساط الحركة.

التصدعات داخل حماس تتجه نحو الصدام العسكري وسياسات التصفيات بين صفوف قادة الحركة، لمعالجة تداعيات الحرب التي نالت من قدراتها وشعبيتها، حتى تضمن استمرار بقائها في ظل السخط الشعبي الصامت، والصوت الخافت ضد حماس، داخل غزة.

مواضيع ذات صلة:

الدفعة الخامسة من "أطفال غزة" تصل إلى الإمارات... تفاصيل

استهداف السفارة الأمريكية في العراق... وحكومة السوداني تُعلق




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية