هكذا أصبحت أعمال بيكاسو وغورملي ووارهول بيد حزب الله

استخدم حزب الله اللبناني المخدرات والأسلحة لتمويل نشاطاته، وقد لجأ إلى طرق بديلة ونشاطات جديدة، منها الاتجار بالقطع الفنية العالمية والألماس، محاولاً التملص من العقوبات الدولية التي فرضت عليه وعلى مموليه.

ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان"، فقد استخدم حزب الله الفن كغطاء لعمليات غسل أموال وتوفير التمويل اللازم، وهو ما دفع بريطانيا لفرض عقوبات على شخص يتاجر في القطع الفنية لصالح الحزب.

حزب الله اللبناني يلجأ إلى طرق بديلة ونشاطات جديدة، منها الاتجار بالقطع الفنية العالمية والألماس للتملص من العقوبات الدولية

وأكدت الصحيفة أنّ ناظم سعيد أحمد، الذي تعتبره الولايات المتحدة الممول المالي الشخصي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يُشتبه في قيامه بغسل أموال قذرة يمتلكها حزب الله، لذلك تم استهدافه في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب في بريطانيا، عبر وضعه على قائمة العقوبات.

المتهم أحمد، الذي لم يتم تحديد مكانه بعد، لم يردّ على طلب للتعليق عندما تواصلت معه الصحيفة، من خلال معرضه في بيروت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

استخدام حزب الله الفن كغطاء لعمليات غسل الأموال وتوفير التمويل اللازم، دفع بريطانيا لفرض عقوبات على ناظم أحمد الذي يتاجر في القطع الفنية

وأحمد يمتلك مجموعة فنية كبيرة في بريطانيا وهو معروف جيداً في مجتمع الفن فيها، لهذا قامت السلطات بتجميد جميع أصوله في بريطانيا، ومنها ما توصف بمجموعته الفنية المهمّة، كما مُنع الفنانون البريطانيون والمعارض ودور المزادات من التعامل معه، ومع (6) شركات محددة، بما في ذلك معرضه الفني في بيروت الذي تديره ابنته هند ناظم أحمد.

وفي عام 2019 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أحمد و(2) آخرين، ووصفته بأنّه الممول الشخصي للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وقالوا إنّه كان يُعتبر مانحاً مالياً رئيسياً لحزب الله منذ عام 2016.

واتهمت الولايات المتحدة أحمد، بسبب مزاعم استخدام مجموعته الفنية، التي تضمنت روائع بابلو بيكاسو وأنتوني غورملي وآندي وأرهول، في أعمال غير مشروعة.

أحمد يمتلك مجموعة فنية كبيرة في بريطانيا، منها أعمال لبابلو بيكاسو وأنتوني غورملي وآندي وارهول، وهو معروف جيداً في مجتمع الفن فيها

كما اتهمته محكمة في نيويورك، إلى جانب (8) آخرين من بينهم ابنه وابنته أمس، بانتهاك القوانين، وإجراء معاملات فنية وصفقات مجوهرات بقيمة (160) مليون دولار، منذ عام 2019.

واعتمد المتهم وشركاؤه منذ عام 2019 على شبكة معقدة من الكيانات التجارية للحصول على أعمال فنية قيّمة من الفنانين والمعارض الفنية في الولايات المتحدة، وتأمين خدمات تصنيف الألماس، وكل ذلك مع إخفاء تورط أحمد.

وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان: "إنّ أحمد كان مكلفاً من جانب حزب الله بإدارة الأموال وتخليص صفقات، وكان يعتقد أنّ علاقته مع التنظيم اللبناني بعيدة عن الأنظار".

يُذكر أنّه مقرّب من مسؤولي حزب الله المصنفين من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك نصر الله، وممثل الحزب في إيران عبد الله صفي الدين.