هزل وجد وخوف .. هكذا يتعامل المغاربة مع أخبار فيروس "كورونا"

هزل وجد وخوف .. هكذا يتعامل المغاربة مع أخبار فيروس "كورونا"


09/03/2020

عبد السلام الشامخ
بين عشيّةٍ وضحاها، وجدَ المغاربة أنفسهم أمام ممارسات جديدة على إثرِ انتشار شائعات حول فيروس "كورونا" وسط النّسيج المجتمعي المغربي، لا سيّما بعد تسجيلِ إصابتين مؤكّدتين لمواطنيْن قدما من إيطاليا؛ وهو ما جعلَ "التّرقب" المشوب بكثير من الحذر يطبعُ تحرّكات المغاربة خلال الآونة الأخيرة.

ومع توالي أخبار انتشار فيروس "كورونا" القاتل عبر وسائط التّواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، انبرى عدد من المواطنين المغاربة إلى "ممارسة عادات جديدة ودخيلة على المجتمع المحلّي، من قبيل عدم المبالغة في التّحية وتفادي الأماكن المزدحمة وشراء الكمامات الطبية، كإجراء احترازي للوقاية من هذا الفيروس.

ويلاحظ كريم عايش، الباحث بمركز الرباط للدراسات والأبحاث، أنّ "المغاربة اكتشفوا، مع توالي أخبار انتشار فيروس "كورونا"، مدى خطورة هذا الوباء؛ أولا كمصدر تهديد للسلامة والصحة العالميتين، وحجم الاستعدادات ونوعيتها لتجنب تفشيه في المجتمع".

ويعتبر الباحث المغربي أنّ "فيروس "كورونا" حوّل مدنا إلى أشباح وأخذ في انتشار عشوائي لمختلف أقطار المعمور"، مؤكّداً أنّ "المغاربة أدركوا أنّه أخطر من أنفلونزا الطيور ومن إيبولا نفسه، ومما زاد الطين بلة هو استفحاله في الدول الأوروبية والهلع الذي سبّبه هناك بالرغم من تطورها التكنولوجي والاجتماعي".

وقال عايش إنّ "المغاربة لاحظوا كيف أنّ الكلّ صار يرتدي كمامات طبية ويلتزم بتعقيم يديه، سواء بالماء والصابون أو عبر الكحول التي تمّ صنعها خصيصا لمكافحة الجراثيم والفيروسات"، مشيراً إلى أنّ "موجات من السّخرية والهزل من الفيروس اجتاحت مواقع التواصل والأحاديث العامة، فصار ملقبا بفيروس كولونيا وفيروس ماكارونيا، وانبرى البعض إلى الظهور في فيديوهات لتقديم العلاج أو لتحديه".

نقطة التّحول التي يرصدها عايش في تعاطي المغاربة مع "كورونا" تتمثّل في "اكتشاف الحالة الأولى والتي أتت من إيطاليا، والثانية بعدها جعلت الكل يفهم أن الحصانة المزعومة والمناعة التي اعتقدها الكل لا تنبني على أساس وأن على المغاربة إعادة النظر في وسائل الحماية، بالاعتماد على الصابون وإلغاء مهرجانات ومعارض وإقامة المباريات بدون جمهور".

لكن ما يصعب تخيله بالنسبة للمواطن المغربي، بحسبِ عايش، وهو "تغيير عاداته في التحية والسلام وكرم ضيافته وسلوكه الاجتماعي، إذ يصعب لقاء شخص آخر دون المصافحة وأحيانا عن طريق التقبيل، وتقديم الشاي والقهوة احتفاء وتكريما له".

وتابع عايش: "المواطن المغربي سيجدُ نفسه مذهولا أمام حلول الطواقم الطبية المغلفة كليا والتي تحملُ المشكوك فيهم إلى المستشفيات وإخضاعهم لعزلة تامة أشبه بما كان يفعل بما يسمى بالمجاذيب أو المجذوبين والذين كان يتم التخلي عنهم في بويا عمر أو أحد الأضرحة".

ومن بين المظاهر التي رصدها الباحث في تعاطي المغاربة مع الفيروس "عدم تصديق البعض لوجود هذا الفيروس، إلى درجة أنهم انتقلوا إلى بوابة مستشفى مولاي يوسف لرؤيته وتتبع القنوات الإلكترونية والتي قامت بتغطية مباشرة لإيداع أول مصاب الحجر الصحي بالدار البيضاء، ليتحول الهزل والسخرية إلى اهتمام وقلق ومعها احتمال عزلة المواطن عن أخيه، وفراغ الشوارع والمقاهي والمحلات".

عن "هسبريس"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية