شنّ رئيس الصومال الأسبق علي مهدي محمد أمس هجوماً على الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو، وحمّله مسؤولية إغراق البلاد في الفوضى والحرب الأهلية.
ودعا الرئيس الصومالي الأسبق، خلال تصريحات صحفية نقلها موقع "الصومال الجديد"، إلى التوصل إلى حل وسط قبل أن ينزلق الصومال إلى العنف والمجهول.
وحذّر من احتمال وقوع كوارث في البلاد إذا لم يتم إجراء الانتخابات، أو التوصل إلى اتفاق بشأنها قبل 8 شباط (فبراير) المقبل، وهو الموعد الذي تنتهي فيه ولاية فرماجو الدستورية.
واقترح مهدي على فرماجو إعادة النظر في الوضع الحالي بالبلاد وضرورة عدم دفعها إلى حافة الخراب.
علي مهدي محمد يحذّر من احتمال وقوع كوارث في البلاد إذا لم يتم إجراء الانتخابات، ويتهم فرماجو بإغراق البلاد في الفوضى
وقال مهدي: إنّ محاولة حكومة فرماجو بشأن إجراء الانتخابات بدون ولايتي بونتلاند وجوبالاند أمر قد يؤدي إلى تفكيك البلاد وتعريض وحدتها للخطر.
هذا، وشنّ رؤساء ولايات صومالية هجوماً على الرئيس فرماجو، متهمين إياه بمحاولة سلب السلطة ونقض جميع العهود.
هجوم رؤساء ولايات غلمدغ وجوبلاند وغدو شهده منتدى شراكة الأفكار بين الصوماليين حول الوضع الراهن من الانتخابات في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
واتهم أحمد مدوبي رئيس ولاية جوبلاند فرماجو صراحة بنقض جميع العهود حول تسوية قضية إقليم غدو في محاولة لاختطاف الانتخابات.
وحذّر من مرور الوضع الأمني في الصومال بمرحلة حرجة، ولا يوجد رغبة حقيقية لمحاربة حركة الشباب الإرهابية، مطالباً بسرعة حلّ قضية غدو قبل الشروع في الانتخابات.
أمّا رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبد الله دني، فقد أكد أنّ فرماجو يقود جماعة تحاول سلب الانتخابات، معتبراً أنّ تشكيلة اللجان الانتخابية دليل على ذلك.
رؤساء ولايات صومالية يشنون هجوماً على الرئيس فرماجو، متهمين إياه بمحاولة سلب السلطة ونقض جميع العهود
ولفت إلى أنّ توجهات فرماجو تقود الصومال إلى نفق مظلم، داعياً إلى أن يكون الاستقرار السياسي وسيادة القانون أساساً لإدارة المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد.
من جهته، أبدى رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور استعداده لإطلاق مبادرة وساطة شاملة بين الحكومة والمعارضة حول الخلافات القائمة على مسار الانتخابات للوصول لتوافق وطني.
بدوره، دعا محمد مرسل شيخ عبد الرحمن رئيس مجلس الشعب بالبرلمان الصومالي "فرماجو" ورؤساء الولايات إلى إجراء انتخابات توافقية وتسوية الخلافات المنوطة بها بالحوار وإقناع جميع المكونات بنزاهة المسار.
من جانبه، حثّ رئيس الصومال السابق حسن شيخ محمود على الحوار في المرحلة الراهنة حول مسار تنفيذ العملية الانتخابية بين جميع المكونات السياسية.
ولم يجد نائب رئيس الوزراء مهدي غوليد خضر، الذي تحدث بلسان حكومة فرماجو، سوى تجاهل أزمة النزاهة التي تشوب لجان الانتخابات، مدعياً تنفيذ الاتفاق السياسي حول الانتخابات في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 8 شباط (فبراير) المقبل، لكن يرى مراقبون أنّ الخلافات ستلقي بظلالها وتتأجل إلى أجل غير مسمّى، كما هو حال الانتخابات التشريعية العامة التي كان من المقرر إجراؤها في 27 كانون الأول (ديسمبر).