هجمات الحوثيين البحرية.. توتر خطير ومخاوف من انفجار إقليمي

هجمات الحوثيين البحرية.. توتر خطير ومخاوف من انفجار إقليمي

هجمات الحوثيين البحرية.. توتر خطير ومخاوف من انفجار إقليمي


13/12/2023

يؤدي تكثيف هجمات ميليشيا الحوثيين في البحر الأحمر إلى زيادة التوتر بشكل خطير في هذه المنطقة الحيوية للتجارة البحرية الدولية ويؤجّج المخاوف من انفجار الوضع الإقليمي.

منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، كثّفت الحوثيون اليمنيون الذين هددوا بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو إسرائيل أو لديها صلة بالدولة العبرية، عملياتهم.

وتشمل تلك العمليات التي تشنها الميليشيات هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت آخرها نهاية الأسبوع الماضي فرقاطة فرنسية، واعتداء على سفينة تجارية بمروحية الشهر الماضي، وإطلاقاً صاروخياً على ناقلة نفط نرويجية الإثنين... في المجموع، نُفّذت عشرات الهجمات باسم القضية الفلسطينية من جانب الحوثيين، وهم جزء من "محور المقاومة" ضد إسرائيل الذي يشمل إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس.

يراقب المجتمع الدولي البحر الأحمر من كثب منذ سنوات، فهذا "الطريق البحري السريع" الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي والذي تمر فيه 20 ألف سفينة تقريباً كل عام، هو منطقة جيوسياسية وتجارية رئيسية.

تمر حوالى 40 % من التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا، وفق ما تفيد أرقام رسمية.

تقول الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كامي لونس "في الوقت الحالي، ما زلنا نستطيع السيطرة على الأمور، لكنها لحظة خطرة إلى حد ما بالنسبة إلى استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية".

من جهته، يقول فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن "الحوثيين لديهم القدرة على إحداث أضرار كبيرة".

إذا تمكنت السفن العسكرية التي تجوب البحر الأحمر من الرد، كما فعلت سفينتان أمريكية وفرنسية أخيراً، فإن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى السفن التجارية. ويوضح هينز "لا تستطيع البحرية الأمريكية مرافقة كل سفينة مدنية في البحر الأحمر".

دور إيران

تتّجه كل الأنظار نحو إيران التي تعد صاحبة القرار النهائي في ما يتعلق بفتح جبهات أخرى مع إسرائيل، في لبنان مع حزب الله أو في البحر الأحمر مع الحوثيين.

ويقول هينز "معدات الحوثيين هي في الغالب تكنولوجيا إيرانية لكننا لا نعرف الكثير عن مدى مشاركة طهران في صنع القرار".

ويصرّ الخبراء على أن الحوثيين لديهم حكم ذاتي وهم "لا ينصاعون لطهران كما يفعل حزب الله اللبناني" بحسب لونس.

من جهته، يشير المتخصص في شؤون اليمن في المركز الفرنسي للبحوث العلمية فرانك ميرمييه إلى أن "الحوثيين سيكونون موجودين مع إيران أو بدونها. لديهم تقارب ديني وعقائدي لكنهم مقاتلون يمنيون قبل كل شيء".

ويتابع "لا أعلم ما إذا الإيرانيون يضغطون في كل مرة ينفذ فيها هجوم".

فالحوثيون لديهم أجندتهم الخاصة. فتقديم أنفسهم في الداخل كأبطال للقضية الفلسطينية يسمح لهم بجعل الناس ينسون عدم قدرتهم على تحقيق الاستقرار في اليمن، وأيضاً أن يكونوا لاعباً مؤثراً في اللعبة الإقليمية.

ويحذر ميرمييه قائلا "حتى الآن، نفّذ الحوثيون ضربات دون أن يثيروا ردود فعل انتقامية واسعة النطاق، لكن الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة".

وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة "إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري".

ويذكّر ميرمييه بأن "الحوثيين خطرون ولا يمكن توقع تصرفاتهم".

وتضيف لونس "أظهرت إيران حتى الآن أنها ليست مهتمة بتصعيد الوضع إقليمياً. لكن طهران تتمتّع بنفوذ أقل على جماعات مثل الحوثيين مقارنة بحزب الله".

تداعيات تجارية

وبحسب الباحثة نوام رايدن من معهد واشنطن، فإن البيانات المتوافرة تشير إلى أن سفناً عدة لديها ارتباط بإسرائيل (المالك أو الوجهة...) تتجنب البحر الأحمر منذ استولى الحوثيون على سفينة "غالاكسي ليدر" التي ما زال طاقمها محتجزاً، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي تبحر حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، ما يزيد مدة رحلاتها أسبوعين، لكن ذلك يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وكذلك التأمين.

عن "أ ف ب"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية