هجمات الحوثيين الإرهابية.. هل تستهدف السعودية فقط؟

هجمات الحوثيين الإرهابية.. هل تستهدف السعودية فقط؟


15/05/2019

قال مجلس الوزراء السعودي: إنّ الأعمال الإرهابية التخريبية، ضدّ منشآت حيوية، بما في ذلك تلك التي تعرضت له محطتا ضخّ لخطّ الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، وتلك التي وقعت مؤخراً في الخليج العربي، لا تستهدف المملكة فحسب؛ وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي، مشدداً على أهمية التصدي لجميع الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية، بما في ذلك ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران.

مجلس وزراء السعودية: هجمات الحوثيون تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي

وجدّد مجلس الوزراء، في جلسة عقدها أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إدانة المملكة للأعمال التخريبية التي استهدفت، يوم الأحد الماضي، سفن شحن تجارية مدنية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات في خليج عمان، مؤكداً في الوقت نفسه؛ أنّ هذا الهجوم الإرهابي الذي طال أيضاً ناقلتي نفط سعوديتين، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، يشكل تهديداً خطيراً على أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

كما أكد المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسباً للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي.

في سياق متصل؛ احتفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف مضختي نفط في السعودية، بـطائرات "درون" مفخخة، أمس، وتبنته ميليشيا الحوثي التابعة لطهران في اليمن.

وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تحتفي بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف مضختي نفط في السعودية

ونشر التلفزيون الإيراني تسجيلات مصورة للهجوم الإرهابي، ونقل عن مصادر حوثية تفاصيل عنه، وأفردت وسائل الإعلام مساحات مطولة من تغطياتها للهجوم على المنشآت النفطية.

وقبل الهجوم بساعات؛ نشرت صحيفة "كيهان" الرسمية، على صفحتها الأولى، أنّ الاعتداء على سفن تجارية في مياه الإمارات هو تحذير لدول الخليج، مع عناوين باللون الأحمر عن ارتفاع أسعار النفط وتراجع أسواق الأسهم، إثر تخريب السفن الذي توصل تحقيق أمريكي إلى مسؤولية إيران أو وكلائها عنه.

كما نشرت "كيهان" خريطة حددت عليها مناطق للأعمال التخريبية في بحر العرب، ولم تذكر مصادر المعلومات التي استندت إليها في تحديد مواقع الهجوم.

وكان قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية لـلحرس الثوري، قاسم سليماني، قد هدّد، في تموز (يوليو) الماضي، بشنّ هجمات غير متكافئة ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، إذا ما أقدمت على خطة تصفير صادرات النفط الإيراني التي طبقت بالكامل الشهر الحالي.

ونشر تحالف دعم الشرعية في اليمن، في مناسبات عدة، أدلة تشير إلى إرسال إيران طائرات "درون" إلى الحوثيين، كما ضرب التحالف مخازن للطائرات المسيّرة ومراكز لتجميعها في اليمن.

وكانت شركة "أرامكو" السعودية قد أصدرت، أمس، بياناً كشفت فيه طبيعة الهجوم الذي أصاب محطتي ضخّ للبترول تابعتين لها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ إمدادات عملائها من النفط الخام والغاز لم تتأثر بالهجوم.

وقالت الشركة السعودية: "استجابت أرامكو لحريق نشب في محطة الضخّ رقم 8 بخط الأنابيب شرق غرب، إثر هجوم تخريبي بواسطة طائرات دون طيار، على محطتي الضخ رقم 8 و9(.

وأضافت: "بشكل احترازي، أوقفت الشركة الضخّ في خط الأنابيب؛ حيث تمت السيطرة على الحادث، بعد أن خلّف أضراراً محدودة في محطة الضخّ رقم 8".

وأكّدت "أرامكو" عدم وقوع أيّة إصابات في هذا الهجوم، لافتة إلى أنّ إمدادات عملائها من النفط الخام والغاز "لم تتأثر".

وكان المتحدث الأمني لرئاسة أمن المملكة العربية السعودية قد أعلن، أمس، أنه جرى استهداف محطتين لضخّ البترول، تابعتين لشركة "أرامكو"، بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض، في "هجوم إرهابي"، ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

إلى ذلك، دانت دول عربية ودولية عدة الاستهداف، الذي نُفذ على المحطتين نفط في السعودية.

إدانة عربية ودولية واسعة واستنكار للهجوم الإرهابي الذي نُفذ على محطتي نفط في السعودية

وعبّرت الإمارات ومصر والبحرين والأردن والكويت ودول أخرى، عن استنكارها الشديد للهجوم الإرهابي، معتبرة إياه، عملاً تخريبياً يستهدف أمن واستقرار المملكة، ويهدّد المنطقة وسلامة إمدادت الطاقة والعالم.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية: إنّ هذا "عمل إرهابي تخريبي جبان، يستهدف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة والمنطقة، ويهدد سلامة إمدادات الطاقة للعالم".

وأشادت البحرين بجهود السعودية في التعامل مع هذا العمل التخريبي الخطير، مشددة على "موقف المنامة المتضامن بقوة، والذي يقف في صف واحد مع السعودية ضدّ كلّ من يحاول تهديد أمنها، أو المسّ بمصالحها واستقرار شعبها".

وأكدت الخارجية البحرينية، في بيانها، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي "بكلّ حسم" للتصدي لجميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ومن يقف وراءها ويدعمها، من جهات ودول تسعى لإثارة التوتر والعنف والفوضى في المنطقة، وردعها حفاظاً على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

في السياق ذاته، دانت المملكة الأردنية الهاشمية الهجوم الإرهابي ذاته.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، سفيان القضاة، في بيان: إنّ "المملكة تدين هذا الهجوم الإرهابي الجبان بأشد العبارات، وتؤكد وقوفها مع الأشقاء في السعودية بالمطلق في مواجهة أي تهديد لأمن السعودية الشقيقة واستقرارها".

وشدّد القضاة على أنّ أيّ استهداف لأمن المملكة العربية السعودية هو استهداف لأمن المنطقة والعالم، وأنّ الأردن يساند الأشقاء في كلّ ما يتخذونه من إجراءات للحفاظ على أمنهم والتصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله.

من جانبها، دانت مصر استهداف محطتي ضخ البترول في الرياض، وأعلنت تضامنها مع السعودية في التصدي للإرهاب وكافة التهديدات الأمنية.

وقالت مصر: إنّ "هناك تنسيق على أعلى مستوى مع السعودية لمواجهة التحديات المشتركة والتصدي للإرهاب وتهديدات الأمن القومي العربي".

بدورها، استنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم بطائرات بدون طيار الذي استهدف محطتين لضخّ النفط بالسعودية، أمس.

ودانت الإمارات هذا العمل "الإرهابي والتخريبي"، وعدّته "دليلاً جديداً على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية والسعي إلى تقويض الأمن والاستقرار".

وأكّدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات "وام"؛ "تضامن الإمارات الكامل مع السعودية ووقوفها مع الرياض في صفّ واحد، ضدّ كلّ تهديد لأمن واستقرار المملكة، ودعمها كافة الإجراءات في مواجهة التطرف والإرهاب".

وأضاف البيان؛ "أمن دولة الإمارات وأمن السعودية كلّ لا يتجزأ، وأيّ تهديد أو خطر يواجه المملكة تعدّه الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار في الإمارات".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية