ها هي السياسة تجدي في فلسطين!

ها هي السياسة تجدي في فلسطين!

ها هي السياسة تجدي في فلسطين!


26/05/2024

مشاري الذايدي

يوماً بعد يوم تزيد الضغوط الدولية «السياسية» والقانونية على إسرائيل، لوقف عمليتها الحربية في غزة وفلسطين، واستراتيجياً: فرض حل الدولتين، وتطبيق المبادرة العربية للسلام التي أقرها العرب في قمة بيروت، وهي مبادرة صادرة من السعودية.

أي أننا عدنا لنقطة البداية، بعد إهدار الأرواح والعمران كثيراً، مع الأسف الشديد.

نحن أمام مشهد «غربي» فريد وجديد، وتغيير واضح في «المزاج» الغربي الدائم طيلة العقود الماضية في تأييد إسرائيل بصورة مطلقة، تحت كل سماء وفوق كل أرض.

3 دول أوروبية (هي النرويج وآيرلندا وإسبانيا) تعلن الاعتراف بدولة فلسطين رسمياً في 28 من الشهر الحالي، وهي خطوة يراها كثير من المراقبين تمثل خطوة مهمة ومتقدمة، من شأنها أن تعجِّل بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل القضية القائمة على أساس حل الدولتين والمرجعيات الدولية المعتبرة.

آخر الخطوات الدولية في هذا المسار: «أمر» محكمة العدل الدولية لإسرائيل بالوقف الفوري للهجوم العسكري وأي أعمال أخرى في رفح جنوب قطاع غزة؛ استناداً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

وهو القرار الذي رحَّبت به السعودية وعدَّته في بيان لوزارة خارجيتها: «خطوة إيجابية تجاه الحق الأخلاقي والقانوني للشعب الفلسطيني»، مؤكدة، في الوقت نفسه، أهمية أن تشمل القرارات الدولية كامل المناطق الفلسطينية.

جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، قال إن هذا القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية بالأمم المتحدة، يعكس التزام المجتمع الدولي بالقانون الدولي والعدالة، مؤكداً دعم دول المجلس الكامل للفلسطينيين في نضالهم المشروع للحصول على حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم.

قبل ذلك كان القرار «الصدمة» الصادر من محكمة الجنايات الدولية بمذكرات قضائية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه، وقائدي هجوم «حماس» السنوار والضيف.

كل هذه التطورات تعني أن لا مكان للمتطرفين على الجانبين: الإسرائيلي والفلسطيني. لا مكان لنتنياهو وبن غفير، ولا مكان للسنوار والضيف، والبقية.

كما تعني هذه التطورات بطلان مقولة إن السياسة لا تمنح حلاً للقضية، كما نادى بذلك بعض «الخطباء» ممن يُنسبون للنخب العربية -لن نتحدث عن الإسلاميين سنة وشيعة وبقايا القومجية الغلاة- لأن كماشة الضغوط السياسية ها هي توجع غلاة إسرائيل وتحشرهم في الزاوية.

الحل السياسي بجهود عربية في الأساس قادتها السعودية واللجنة العربية الإسلامية، أثبت نجاعته، وربما في الجعبة مزيد من أدوات الضغط المقبلة.

لن يبتهج بهذه الحال غلاة إسرائيل ومن يناصرهم في الغرب، هذا أكيد؛ لكنه في الوقت نفسه لن يبهج غلاة العرب والمسلمين ممن أدمنوا تعطيل الانفراج لهذه القضية طيلة عقود، لحاجات في نفس يعقوب وكل اليعاقبة!

عن "الشرق الأوسط" اللندنية

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية