"نيويورك تايمز": أردوغان على المحك... لماذا؟

"نيويورك تايمز": أردوغان على المحك... لماذا؟


28/12/2020

بدأت وسائل الإعلام الأمريكية الديمقراطية حملتها على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، في كانون الثاني (يناير) المقبل، ما ينذر بشقاق حاد متوقع بين واشنطن وأنقرة خلال حكم بايدن، ويضع أردوغان في مأزق مضاعف.

اقرأ أيضاً: عيون الإخوان تُبصر انتهاكات حقوق الإنسان طالما ليست من أردوغان

إلى جانب أزمة تفشي جائحة كورونا، وتهاوي سعر الليرة التركية، والأزمة مع الاتحاد الأوروبي حول التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، وأخيراً ملف حقوق الإنسان، تنتظر الرئيس التركي معركة أكثر حساسية بدأت بوادرها في الظهور، من حيث التضييق على نظامه، مقابل دعم المعارضة التركية، وهو ما يقوّض فرصه في أي انتخابات مقبلة.

وبدأ الضغط بتركيز وسائل الإعلام الأمريكية على وضع تركيا خلال عهد أردوغان، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير حديث لها: إنّ الاقتصاد التركي بات على المحك، وكذلك قوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث إنّ الدور الذي لعبه في الخارج كان له أثر كبير في الانهيار الاقتصادي الذي شهدته تركيا، أضف إلى ذلك تفشي فيروس كورونا، ما أدى إلى إضعاف الاقتصاد التركي أكثر فأكثر، فضلاً عن الغضب الشعبي داخل تركيا، حيث يكافح العديد من الأتراك لشراء الطعام، بحسب ما أورده موقع الدستور.

بعد 9 أشهر، ومع اجتياح موجة ثانية من الفيروس عبر تركيا، هناك علامات على أنّ جزءاً كبيراً من السكّان غارق في الديون، وأنهم يعانون من الجوع بشكل متزايد

وأضافت الصحيفة: "كان الأتراك يكافحون مع هبوط العملة والتضخم لمدّة عامين، ولكن عندما تفشى فيروس كورونا في آذار (مارس) الماضي أدّى ذلك إلى تفاقم الركود العميق في البلاد، وبعد 9 أشهر، ومع اجتياح موجة ثانية من الفيروس عبر تركيا، هناك علامات على أنّ جزءاً كبيراً من السكان غارق في الديون، وأنهم يعانون من الجوع بشكل متزايد".

وكانت مؤسسة "مترولول"، وهي منظمة استطلاعية، قد قالت في استطلاع حديث: إنّ 25% من المستجيبين قالوا إنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية.

اقرأ أيضاً: أردوغان يُغذّي روح الانتقام والانتماء الإسلامي في المغرب العربي

وتابعت الصحيفة: "بالنسبة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لفت الانتباه هذا العام في الداخل والخارج بسياسة خارجية عدوانية وتدخلات عسكرية، وصلت الأمور فجأة إلى ذروتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فقد اعترفت الحكومة بأنها قللت من مدى انتشار فيروس كورونا في تركيا من خلال عدم تسجيل الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، بينما كشفت بيانات جديدة عن مستويات إصابة قياسية في البلاد".

وتعرّضت الليرة التركية لضربة قوية بسبب انخفاض قياسي في قيمة العملة، بانخفاض أكثر من 30% مقابل الدولار هذا العام، ونضبت احتياطيات النقد الأجنبي بشدة، وقالت وكالة "موديز أنفستور سيرفيس" مؤخراً: إلى جانب التضخم المكوّن من رقمين، تواجه البلاد الآن أزمة في ميزان المدفوعات.

اقرأ أيضاً: شهادات مرعبة.. "كرديات عفرين" سبايا لميليشيات أردوغان

وتابعت: "للتعامل مع الاقتصاد التركي المتصاعد، تحرّك أردوغان مؤخراً، فقد عيّن رئيساً جديداً للبنك المركزي، وقبل استقالة صهره بيرات البيرق، ثمّ وعد أردوغان بإصلاحات اقتصادية وقضائية، بل طرح إمكانية إطلاق سراح سجناء سياسيين، وهو ما يدعو البعض في حزبه إلى تحسين العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة".

مؤسسة "مترولول"، وهي منظمة استطلاعية، قالت في استطلاع حديث: إنّ 25% من المستجيبين قالوا إنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية

في غضون ذلك، يقول محمد علي قولات، الذي يجري استطلاعات الرأي للأحزاب السياسية، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان: إنّ الرئيس يراقب استطلاعات الرأي بجدّية. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أنّ مكانة حزبه انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ 19 عاماً، وبات الرقم يحوم حول 30%، وفقاً للاستطلاعات، ويشير هذا الرقم إلى أنّ تحالف الحزب مع حزب الحركة القومية سوف يفشل في تأمين حصول أردوغان على نسبة 50% من الأصوات اللازمة للفوز في الانتخابات الرئاسية، بحسب ما أورده موقع الحدث.

وقالت أسلي أيدينتاسباس، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: إنّ فرص إعادة انتخابه أقلّ من 50%"، وأضافت: "أخيراً، السؤال: هل هو ذكي بما فيه الكفاية؟".

ووجد استطلاع Metro Poll أيضاً أنّ غالبية مؤيدي أردوغان، و63% من المستطلعين بشكل عام، يعتقدون أنّ تركيا تتجه في اتجاه أسوأ وليس أفضل.

من جانبها، قالت مديرة مؤسسة شبكة الفقر هاسر فوغو، وهي مجموعة تساعد تجار الشوارع والعمال غير الرسميين: إنه خلال ما يقرب من 20 عاماً من العمل لتخفيف حدّة الفقر في المناطق الحضرية في تركيا، لم تشهد مثل هذه الأزمة من قبل.

اقرأ أيضاً: خلاصة تجربة أردوغان

ويضيف التقرير: في الواقع جاء التدهور الاقتصادي بعد أن شدّد أردوغان قبضته على البلاد، بما في ذلك الاقتصاد، من خلال الحصول على سلطات جديدة غير مسبوقة في ظلّ نظام رئاسي جديد تمّ تدشينه في عام 2018. ويستشهد المراقبون الدوليّون بهذه التغييرات على أنّها سبب رئيسي لقلقهم بشأن الانهيار الاقتصادي في البلاد، وفقاً لتقرير موديز.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية