نتنياهو والسنوار ليسا في عجلة لإنهاء الحرب... عكس بايدن

نتنياهو والسنوار ليسا في عجلة لإنهاء الحرب... عكس بايدن

نتنياهو والسنوار ليسا في عجلة لإنهاء الحرب... عكس بايدن


15/05/2024

طارق العليان

قال الكاتب الصحافي جوناثان فريلاند إن الفشل في وقف هجوم شامل على رفح سيجعل الرئيس الأمريكيّ جو بايدن يبدو واهناً، وهو موقف لا يمكن تصوُّره في عام الانتخابات الأمريكية.

بايدن ونتنياهو ليسا الطرفين الوحيدين في هذه الأحداث القاتمة

وأضاف فريلاند في مقاله بصحيفة "غارديان" البريطانية: "حذار من محاصرة رئيسٍ أمريكيّ حريص على إعادة انتخابه".
وتجاهل نتانياهو هذه النصيحة مراراً في تعامله مع جو بايدن، وقد أدركَ بلده الثمن الأسبوع الجاري إذ حجبَ بايدن توريد نحو 3500 قنبلة، رافضاً أن تؤدي الذخائر الأمريكية دوراً في الهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.
وحرص الرئيس الأمريكي على التصريح بأنه لم يكن يتخلى عن التزامه "الصارم" تجاه إسرائيل، وإنما رفض وحسب عملية رفح المحددة التي لن يدعمها بالسلاح.

إشكالية كبيرة

وأوضح الكاتب أنه لفهم السبب الذي يجعل هذه الخطوة إشكالية كبيرة لا بد أن نُذكِّر أنفسنا بالأشخاص والبلدان المَعنيّة، فالولايات المتحدة هي الحليف الأهم لإسرائيل، واعتاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين أن يقول إن أهم رصيد إستراتيجيّ لبلده علاقته بواشنطن. 

ومع ذلك، في غضون أقل من ستة أسابيع، امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن الدولي، مما سمح بتمرير قرار في أواخر مارس (آذار) أرادت إسرائيل منعه، والآن أغلقت أبوابها أمام جزء على الأقل من ترسانتها.

والأدهى من ذلك، حسب وصف الكاتب، أن هذه الإجراءات نفذها رجل يُعدُّ أكثر مؤيد لإسرائيل يجلس في البيت الأبيض.

ويفخر بايدن في كل مناسبة بأنه التقى كل زعيم إسرائيلي منذ غولدا مائير. وخلافاً للرؤساء السابقين، فإن تقاربه مع إسرائيل ليس نتاج حسابات انتخابية وحسب، وإنما تأييده لها يسري في دمه. 

وأضاف الكاتب: بات بايدن أول رئيس أمريكي من أربعة عقود يحرِم إسرائيل من المساعدات العسكرية.

ويُعزَى تصرُّف بايدن إلى أنّ قطاعاً متزايداً من الرأي العام الأمريكيّ في عهد نتنياهو بدأ ينفر من إسرائيل أكثر من أي وقتٍ مضى.

الشباب الأمريكي وتأييد الفلسطينيين

ومضى الكاتب يقول: "هناك مستوى من التأييد لإسرائيل قد يُفاجئ من يشاهد احتجاجات الجامعات الأمريكية، فعندما استبينت مؤسسة غالوب آراء الأمريكيين في مارس (آذار)، أيَّدَ 51% منهم إسرائيل، مقابل 27% فقط لفلسطين، ولكن في أوساط الديمقراطيين والشباب، كانت الغلبة في التأييد للفلسطينيين".
وهذه هي الأرقام التي تجثم على صدر بايدن وفريق إعادة انتخابه، إذ يواجهون تفكك التحالف الذي هزمَ ترامب في عام 2020.

وستفضي فترة من المعاناة الشديدة الجديدة في غزة إلى تنفير مزيدٍ من الناخبين الذين يحتاجون إليهم للفوز. 

وفي مواجهة خصمه ترامب، لا يستطيع بايدن أن يسمح لهذا الموقف بأن يستمر.

غيرَ أن نتنياهو ما زال يَأبى أن يرضخ، ويَعِد شعبه قبل عيد الاستقلال الإسرائيليّ بأنهم سيحاربون وحدهم دون السلاح الأمريكيّ.

ونتانياهو ممزق بين بايدن وائتلافه المتشدد، فبدون دعم الأخير، سيخسر نتنياهو الحكومة، وسيتعين عليه مواجهة الناخبين الذين يتوقون إلى معاقبته على إخفاقاته التي أدّت إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بالإضافة إلى تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ولذلك سيخضع دوماً للمتعصبين اليمينيين.

السنوار وحساباته الخاصة

ومع ذلك، يقول الكاتب، إن بايدن ونتانياهو ليسا الطرفين الوحيدين في هذه الأحداث، فيحيى السنوار لديه حساباته الخاصة ومُصِّر على البقاء في السلطة.

ويعتقد أولئك الذين دَرَسوه عن كثب أنَّ أولوياته ليست وضع حدٍ لقتل المدنيين الأبرياء وإنما الوصول إلى سيناريو يسمح له بإدعاء النصر.

وظنَّ السنوار أنّه حقَّق النصر في وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري تزامناً مع الاتفاق الذي علا صوت حماس بالموافقة عليه.

والعائق يتمثل في المدة المتفق عليها لأي وقفٍ لأعمال العنف. فالسنوار لا يريده أن يكون مؤقتاً، وإنما يريد إعلاناً بانتهاء الحرب بشكلٍ دائم. ولذلك يمكنه أن ينتظر.
وبذلك تعثَّرَ الاتفاق لأنه لا نتنياهو ولا السنوار يعتقدان أنّ المعروض على طاولة المفاوضات يَخدم مصالحهما، وبحسب ما جاءَ على لسان المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية آرون ديفيد ميلر: "الطرف الوحيد الذي في عجلة من أمره هو بايدن".

وهذا التصريح ليس صحيحاً كليّاً، فهناك أيضاً الرهائن وعائلاتهم الذين استمرت معاناتهم أكثر من 200 يوم، والمدنيون في غزة الذين يقتلون يومياً، غير أن أحداً لا يصغي إليهم.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية