مهرجان عنابة يستأنف دوره كساحة للحوار الثقافي بين دول البحر المتوسط

مهرجان عنابة يستأنف دوره كساحة للحوار الثقافي بين دول البحر المتوسط

مهرجان عنابة يستأنف دوره كساحة للحوار الثقافي بين دول البحر المتوسط


23/10/2023

بعد توقف استمر (4) أعوام، أعلنت إدارة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي عن بدء فعاليات النسخة الرابعة المزمع انعقادها في الفترة من 3 إلى 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 المقبل؛ بمشاركة نحو (75) فيلماً، بين روائي طويل وقصير ووثائقي؛ تمثل (18) بلداً متوسطياً، وتتنافس الأفلام المشاركة على الجائزة الكبرى للمهرجان (الغزالة الذهبية)، والذي سيفتتح بالمسرح الجهوي، عز الدين مجوبي، وتدور فعالياته بقاعات العروض المختلفة بمدينة عنابة.

تعزيز الحوار الثقافي

يُعدّ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي حدثاً ثقافياً مهماً في الجزائر، ويساهم في تعزيز الحوار الثقافي بين دول البحر المتوسط، كما يُعدّ المهرجان فرصة للجمهور الجزائري للتعرف على الإنتاج السينمائي المتوسطي، وقد صرح رئيس المهرجان الصحفي محمد علال لوكالة الأنباء الجزائرية أنّ (60) فيلماً من مجموع الأفلام المشاركة، والتي تمثل إنتاجات سينمائية متوسطية جديدة لعامي 2022 و 2023 ستُعرض في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، مردفاً أنّ هذه التظاهرة السينمائية المتوسطية المهمة، تستضيف في طبعتها الرابعة دولة إيطاليا كضيف شرف، إلى جانب قامات سينمائية متوسطية، فرضت وجودها في المواعيد الكبرى للفن السابع، وستشكل فرصة لعرض آخر الإنتاجات السينمائية المتوسطية، والاحتكاك بسينمائيين ومنتجين دوليين، وفتح النقاش حول واقع وآفاق الفن السابع.

كما سيشكل هذا المهرجان فرصة لتكوين هواة الفن السابع، في المهن المرتبطة بالصناعة السينمائية؛ كالإخراج وإدارة التمثيل وموسيقى الأفلام، وذلك بإشراف مختصين ذوي خبرة في مجال السينما العالمية.

بوستر المهرجان

التركي نوري جيلان رئيساً للجنة تحكيم مهرجان عنابة للفيلم

أعلنت إدارة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي عن تولي المخرج التركي (نوري بليج جيلان) رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الرابعة للمهرجان، ووقع الاختيار على المخرج التركي لإعطاء دفعة قوية لعودة المهرجان، نظراً لمساره السينمائي المتميز، حيث تم ترشيح (8) من أعماله للفوز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي،  وكذلك حاز جيلان على عدد من الجوائز بمهرجان كان، منها جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "(3) قرود" في العام 2008، وجائزة كان الكبرى "السعفة الذهبية"، بالإضافة إلى العديد من الجوائز العالمية، وقد قام من قبل  بالمشاركة في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان العام 2009، وينافس جيلان هذا العام على جائزة الأوسكار، ممثلاً عن السينما التركية، بفيلمه الروائي الطويل "حول الأعشاب الجافة".

وقال رئيس مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي محمد علال: إنّ مشاركة أسماء كبيرة في الساحة السينمائية العالمية، يُعدّ إضافة كبرى لأيّ مهرجان، وأكد علال أنّ جيلان تلقى دعوة مهرجان عنابة بكل سرور، وهو أمر يعكس أهمية وقيمة الحدث السينمائي الجزائري، الذي يسعى للعودة برؤية جديدة، وأضاف رئيس المهرجان: "سيكون بجانب نوري بليج جيلان أسماء مرموقة في الفن السابع في لجنة التحكيم، منهم حائزون على جوائز عالمية سيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقاً".

مشاركة ليبية لافتة

أعلنت إدارة المهرجان مشاركة (3) أفلام ليبية في المسابقة الرسمية، (2) من الأفلام المشاركة تأتي ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، وهما (حقوق تائهة)، و(أصدقاء الجبل)، والثالث ضمن فئة الأفلام الروائية وهو فيلم (أثر)، يتناول فيلم (أصدقاء الجبل) الوثائقي للمخرج محمد القصيّر جهود شباب منظمة أصدقاء الجبل؛ الهادفة لزيادة الغطاء النباتي، والحفاظ عليه والحدّ من تأثير تغير المناخ على البيئة، ويروي فيلم (أثر) للمخرج فرج معيوف قصة جندي يصارع للبقاء على قيد الحياة.

وفيلم (حقوق تائهة)، وهو الثالث للمخرج الليبي محمد مصلي، بعد فيلميه (حدّاد تاورغاء) 2021، و(إلى المجلس) 2022"، إدارة تصوير محمد القصيّر ومساعدة إخراج نهلة علي صالح، وهذه هي أولى مشاركاته الدولية في المسابقة الرسمية لمهرجان عنابة لسينما البحر الأبيض المتوسط.

 رئيس مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي محمد علال

قال مخرج فيلم (حقوق تائهة) محمد مصلي: إنّ الفيلم أتى ضمن حملة توعوية أقامتها منظمة جسور العدل للمساعدة القانونية، في إطار مشروع (شارب) الذي يهدف إلى تعزيز سيادة القانون في ليبيا، وأضاف أنّ الفيلم إنتاج مشترك مع شركتي أفلام كناشة وأفلام مصلي ومنظمة جسور العدل للمساعدة القانونية في مصراتة، بإشراف رئيستها عايدة بعيو، الفيلم يعرض (4) قصص إنسانية وقانونية من الواقع الليبي، وهي: ذوو الإعاقة وحق التعايش، والعرف الاجتماعي وكيف أنّ الضحية لا تأخذ حقها الصحيح غالباً، وهناك أيضاً قضية بطء سير المحاكم، وما يترتب عليه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها، وآخرها المهجرون بسبب الحروب الأهلية في ليبيا.

ويمكن القول: إنّ عودة المهرجان بعد فترة طويلة من التوقف تأتي في سياق التحركات الجزائرية الرامية إلى تفعيل وسائل القوة الناعمة وآليات تأثيرها على المحيط الثقافي في حوض المتوسط، بعد أعوام من التوتر بالتزامن مع الحراك الشعبي، ثم تداعيات وباء كوفيد ـ 19، والأزمة الاقتصادية العالمية، وفي ظل التوتر الذي شهدته المنطقة، وجملة التحولات الحادة التي أثرت بالسلب على الراهن الثقافي العربي.

مواضيع ذات صلة:

بعد الجونة والموسيقى العربية .. تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .. تضامناً مع غزة

حقيقة تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بسبب أحداث فلسطين




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية