تبذل السلطات التونسية جهودا مضاعفة لتجاوز مخلفات "عشرية الإخوان السوداء"، خصوصا المتعلقة بالإرهاب والفساد، فقد أكد وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي، أمس الثلاثاء، مواصلة القوات العسكرية تنفيذ عمليات متنوعة يوميا بالمناطق العسكرية المغلقة والمرتفعات لتعقب ما تبقى من العناصر المشبوهة وشل تحركاتها.
وقال السهيلي خلال مناقشة ميزانية وزارة الدفاع بالبرلمان التونسي اليوم الثلاثاء إن الجيش التونسي نفذ منذ بداية العام الجاري حتى 31 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، 990 عملية في مجال مكافحة الإرهاب بالمناطق المشبوهة شارك فيها أكثر من 19 ألفا و500 عسكري، وأسفرت عن كشف معسكرات للإرهابيين وإبطال مفعول 62 لغما يدوي الصنع، وضبط تجهيزات ومواد مختلفة فضلا عن التصدي لعمليات التهريب والهجرة غير النظامية برا وبحرا.
وأوضح أنه قوات الهندسة العسكرية تدخلت في 138 مناسبة بكل أنحاء البلاد خلال العام الجاري وتمكنت من رفع وتحطيم 434 قذيفة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وفقا لما نقلت عنه "العين الإخبارية".
معظم الألغام التي انفجرت في مناطق جبلية عدة هي ألغام بدائية الصنع وضعت بطريقة احترافية من قبل عناصر إرهابية
ووصف السهيلي الوضع الأمني بالبلاد خلال هذا العام بأنه يتسم بالهدوء الحذر، مشددا على تظافر المجهودات العسكرية و الأمنية للتصدي للتهديدات الإرهابية وتعقب العناصر المشبوهة في المناطق المعزولة والمرتفعات، والبقاء دائما على أهبة الاستعداد لمجابهة الجرائم العابرة للحدود.
وتطرق وزير الدفاع التونسي إلى دور الوحدات العسكرية في تأمين النقاط الحساسة ومواقع الإنتاج الحيوية ومحطات الإرسال العسكرية والمدنية فضلا عن مساهمة المؤسسة العسكرية في المجهود التنموي وذلك بمد الطرقات والجسور بالمناطق الوعرة والمرتفعات والمناطق الصحراوية وبناء المصحات وتعمير المناطق الصحراوية العميقة.
ومنذ سنة 2011 ووصول الإخوان للحكم، تحولت الجبال الغربية التونسية إلى حاضنة للمجموعات الإرهابية التي جعلت من جبال سمامة وجبل المغيلة والشعانبي جحيماً مزروعاً بألغام تحصد الأرواح وتفتك بالأبرياء وتحرمهم من البحث عن قوتهم اليومي.
ومنذ نيسان / أبريل 2014، أعلنت السلطات التونسية "جبال "سمامة" و"الشعانبي" و"السلوم"، مناطق عسكرية مغلقة يمنع الاقتراب منها ويقوم الجنود بتمشيطها بشكل دوري.
وسبق أن كشفت وزارة الدفاع التونسية استناداً إلى تقارير أولية، أن معظم الألغام التي انفجرت في مناطق جبلية عدة هي "ألغام بدائية الصنع وضعت بطريقة احترافية من قبل عناصر إرهابية".