سعيّد يحث التونسيين على التصويت للتخلص من عشرية الإخوان السوداء... ماذا قال؟

سعيّد يحث التونسيين على التصويت للتخلص من عشرية الإخوان السوداء... ماذا قال؟


25/07/2022

مع انطلاق الاستفتاء على دستور "الجمهورية الجديدة" في تونس، حث الرئيس التونسي قيس سعيّد اليوم الإثنين الشعب التونسي على المشاركة في الاستفتاء للتخلص من أصحاب "العشرية السوداء"، في إشارة إلى حزب حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، وإدارتها للدولة على مدار الـ10 أعوام التي سبقت قرارات 25 تموز (يوليو) 2021.

ونقل موقع "الحصاد" التونسي عن سعيّد قوله، خلال إدلائه بصوته في الاستفتاء الجاري: إنّهم "يهابون سيادة الشعب؛ لأنّهم ليسوا من الشعب...، باعوا الوطن وخانوه، وارتهنوا إرادته إلى أطراف خارجية"، في إشارة إلى محاولات الحركة الإخوانية حث التونسيين على مقاطعة الاستفتاء، الذي يُعدّ في حدّ ذاته أداة ديمقراطية "تهابها" النهضة.

حث الرئيس التونسي قيس سعيّد اليوم الإثنين الشعب التونسي على المشاركة في الاستفتاء للتخلص من أصحاب "العشرية السوداء"

واتهم سعيّد حركة النهضة ضمنياً بـ"حرق" الوطن وتوزيع الأموال حتى يقطعوا على التونسيين طريقهم إلى صناديق الاقتراع في الاستفتاء على دستور يضع حداً لتسييس الدين كما تفعل النهضة وأذرعها الأخطبوطية داخل وخارج تونس، فقد قال الرئيس التونسي: "البعض عمدوا إلى حرق الغابات وتوزيع الأموال لكي لا يتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في عملية الاستفتاء".

وفي خضم مواجهاته مع "النهضة" وقادتها، اتهم سعيّد أطرافاً لم يسمها باختلاق الأزمات وصرف أنظار الشعب عن القضايا الحقيقية، متوعداً إياهم بـ"محاكمة عادلة"، قائلاً: "إنهم يختلقون الأزمات، والهدف هو أن لا نهتم بالشأن والقضايا الحقيقية، ويعتقدون أنهم بمنأى عن المحاسبة والمحاكمات العادلة، حتى تعود الأموال المنهوبة من الخارج".

وتابع سعيّد: "العمل على بناء جمهورية جديدة، تقوم على الحرية الحقيقية والكرامة الوطنية وتحقيق كل مطالب الشعب، بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء".

وخاطب سعيّد الشعب التونسي قائلاً: "تعرفون ما قاموا به في هذه العشرية السوداء، لو كانوا صادقين لما حرقوا الغابات، أو وزعوا الأموال، أو نكلوا بالشعب".

سعيّد: البعض عمدوا إلى حرق الغابات وتوزيع الأموال لكي لا يتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في عملية الاستفتاء

وأمس، أعلنت وزارة الداخلية التونسية اعتقال شخص قام بـ"تقديم تبرعات نقدية وعينية قصد التأثير على الناخب، واستعمال عدة طرق لحمل الناخب على الإمساك عن التصويت، حسب أحكام الفقرة الأولى من الفصل (16) من القانون الأساسي عدد (16) لعام 2014 المؤرخ في 26 أيار (مايو) 2014"، وفق إذاعة "موزاييك" التونسية.

وأضافت الوزارة أنّه تمّت بعد مراجعة النيابة العمومية مداهمة محلّه التجاري، وبتفتيشه تفتيشاً دقيقاً تم العثور على مبلغ مالي قدره (2900) دينار وقوائم اسمية مدون بها أسماء (70) شخصاً.

وعلى الرغم من أنّ السلطات الأمنية لم تذكر انتماء الشخص المعتقل لأي جهة سياسية، تشير أصابع الاتهام إلى حركة النهضة، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، التي لطالما اعتمدت على الرشاوى الانتخابية كـ"الزيت والسكر والمال وبطاقات شحن الموبايل" للتأثير على نتائج الانتخابات وخلق شعبية وهمية.

ويأتي اعتقال موزع الرشوة الانتخابية في سياق محاولات عديدة لحركة النهضة للتأثير على نتائج الاستفتاء الجاري، فقد دعت الحركة الإخوانية إلى مظاهرات السبت الماضي، غير أنّه لم يلبِّ دعواتها سوى بضع مئات دون الـ (1000) شخص، ممّا يعكس مدى انهيار شعبية الحركة في تونس.

والدستور هو أحدث جبهات المواجهة بين سعيّد وإخوان تونس، فقد أعلن الرئيس التونسي، نهاية آذار (مارس) الماضي، حل البرلمان، الذي غالبيته نهضاوية، بعد (8) أشهر من تعليق أعماله في 25 تموز (يوليو) 2021، ضمن إجراءات استثنائية وصفها خصومه بأنّها "انقلاب على الشرعية"، بينما أكد هو أنّها تصحيح للمسار الثوري، واتهم سعيّد نواب المجلس المنحل من حركة النهضة بالسعي لـ"تقسيم البلاد وزرع الفتنة"، قائلاً: "نجوم السماء أقرب إليهم من ذلك، وما يقومون به الآن هو تآمر مفضوح على أمن الدولة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية