من ليبيا إلى مالي.. تركيا تطرق أبواب الساحل والصحراء

من ليبيا إلى مالي.. تركيا تطرق أبواب الساحل والصحراء


02/09/2020

تسعى انقرة جاهدة للتغلغل في منطقة الساحل والصحراء مستغلة الصراعات والحروب التي تعيشها بعض دول المنطقة على غرار مالي وليبيا. 
وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انقرة اليوم الثلاثاء مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الوضع في البلدين في اطار مخططات انقرة لبسط النفوذ في القارة السمراء.
ووصل الوزير بوقادوم إلى أنقرة في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية لتركيا  .
ونقل بوقادوم، بحسب بيان للخارجية الجزائرية اليوم، رسالة شفوية إلى الرئيس أردوغان من الرئيس  عبد المجيد تبون.
وعبر الرئيس أردوغان عن ارتياحه للتطور الإيجابي للعلاقات الجزائرية التركية من خلال تأكيد التزامه الشخصي بتعزيزها بشكل أكبر ، بما في ذلك في مجال الاستثمار، وهذا من أجل المصلحة المشتركة للبلدين، بحسب البيان .
وطبقا للبيان، كانت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على جدول أعمال هذه الجلسة، ولا سيما الوضع في مالي وليبيا، حيث أكد الموقف الجزائري ضرورة تفضيل مسار الحوار والحلول السياسية.
وكلف الرئيس أردوغان الوزير بوقادوم بنقل تحياته للرئيس تبون وتمنياته باستقباله في زيارة إلى تركيا.
وسعت تركيا في الفترة الأخيرة لتطوير علاقاتها مع الجزائر اقتناعا منها بان البلد يمكن ان يدعم التوجهات التركية نحو توسيع النفوذ في منطقة شديدة الحساسية كمنطقة الساحل والصحراء باعتبار انها تشهد صراعات عرقية وتناميا للمجموعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.

ومع تمكن تركيا من السيطرة على الغرب الليبي وفرض اجنداتها على حكومة الوفاق تعمل على تحريك اذرعها للوصول الى مالي التي شهدت في الفترة الاخيرة انقلابا عسكريا اطاح بالرئيس بوبكر كايتا.

وترى السلطات التركية انه يمكن ربط علاقات مع النظام المالي الجديد الذي يسيطر عليه الانقلابيون المناوئون للرئيس المخلوع المدعوم من باريس التي دخلت في خلافات حادة مع انقرة.
ويتخوف مراقبون من ان تستغل تركيا علاقتها بالتنظيمات المتشددة في سوريا وليبيا لربط علاقات مع الجهاديين شمال مالي وبالتالي دعمهم وفرض أجندات جديدة لن تكون في مصلحة شعوب المنطقة المكتوية بالارهاب خاصة الشعب الجزائري.

وكانت تركيا تورطت في تجنيد جهاديين كمرتزقة للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.
وكما حصل في الساحتين الليبية والسورية يمكن لاردوغان ان يلعب على وتيرة التنظيمات الجهادية التي دخلت في مفاوضات مع السلطة المالية لانهاء حالة الحرب الدائرة شمال البلاد.
ويمكن لانقرة ان تلعب كذلك على وتيرة الدعم الانساني والشراكة الاقتصادية وهي ساحة تتقن تركيا طريقة التعامل معها في محاولة لشراء ذمم اطراف داخل السلطة.
وتتخوف عدد من الدول التي اكتوت بنار الارهاب ان تتمكن تركيا من بسط نفوذها في دولة مالي المضطربة واستغلال ذمم قيادات الانقلابيين وهو ما سيشكل تهديدا لاستقرار المنطثة برمتها.

عن "ميدل إيست أونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية