من الذي وضع رقبة الإخوان على السكين؟

من الذي وضع رقبة الإخوان على السكين؟


16/03/2021

تحت عنوان (من الذي وضع رقبة الإخوان على السكين؟) كتب عاصم عبد الماجد، القيادي المؤسس لتنظيم الجماعة الإسلامية المصرية، الهارب إلى الدوحة، عدة حلقات متتابعة في صفحته بالفيسبوك، يهاجم ويفضح جماعة الإخوان، وأنهم تسببوا في أزمة لمصر ولعناصر الجماعة، كاشفاً عن أسرار جديدة في الثورة المصرية تقال لأوّل مرّة، مؤكداً على رؤيته أنّ الإخوان وضعوا رقاب عناصرهم على السكين.

اقرأ أيضاً: قراءة في لعبة الإخوان بين بايدن وأردوغان

وأكد عاصم أنّ الإخوان لا يشهدون بما حدث أبداً، وأنهم اتخذوا قراراً أنه ليس من حق أحد لا من الجماعة ولا من غيرهم أن يعرف شيئاً... وأنّ هذه المعلومات ستدفن دفناً، لذا كان من أهمّ أعمال لجانهم الإلكترونية، سواء الذين تتكفل لهم القيادة براتب شهري أو الذين يعملون حسبة لوجه الجماعة، سبّ وشتم كلّ من يجرؤ على أن يحكي معلومة واحدة عرفها أيام حكم الرئيس.

عاصم: قواعد الجماعات الإسلامية عموماً والإخوان خصوصاً تنسى لقادتها كل خطيئة إذا تعرضت هذه القيادة لانتقاد من الخارج

في الحلقة الأولى، أوضح عاصم أنّ مقالاته يمكن ألّا تقبل من العناصر، قائلاً: إن كان هدفي من هذه المقالات هو ذمّ هذه القيادات أو تحريض بعض المذبوحين من الإخوان وغيرهم عليهم، فإنني أعلم جيداً أنّ قواعد الجماعات الإسلامية عموماً والإخوان خصوصاً تنسى لقادتها كل خطيئة إذا تعرضت هذه القيادة لانتقاد من الخارج، وأنّ كثيراً منهم يتعاملون معه باعتباره عدواً من خارج الأمّة والملة، وأنا على كل حال أقصد بمجموعة (المتهمين) خليطاً من مبادئ وتصورات وآراء وأخلاق وأوهام.

اقرأ أيضاً: كيف نشر الإخوان المسلمون الوعي الزائف في المجتمع؟

وبدأ عاصم في توضيح وجهة نظره بأنّ الجماعة هي نفسها السبب فيما آلت إليه الأمور، وذكر ذلك بوضوح في معرض حديثه عن تنحّي مبارك قائلاً: إنّ الجماعة أعلنت قبيل تنحي مبارك أنها في حال زواله لن تدفع بمرشح رئاسي، وكان الهدف من هذا الإعلان تسهيل عملية ذبح مبارك بقرار أمريكي، لكن بعد عام ونصف العام تراجعت الجماعة عن قرارها، ولم يكن تصريحهم بعدم الترشح عقداً بينهم وبين طرف ثانٍ لا يجوز فسخه إلّا بموافقة الطرفين، لكنّ المسألة هنا ليست فقط أنه من حقك أن تغيّر قرارك... وأنك قد استعملت هذا الحق... المسألة هنا هي مدى ملاءمة قرارك الجديد لواقعك الجديد، ثم هي أعمق كثيراً وأخطر كثيراً، إذا كنت تتحدث عن رئاسة مصر، قلب العالم العربي.

اقرأ أيضاً: تقرير خاشقجي يكشف ازدواجية أمريكا وتعاونها مع الإخوان.. كيف؟

وأجاب عن سؤال (كيف ولماذا غيّر الإخوان قرارهم ودفعوا بمرشح للرئاسة؟) فأكد كيف زوّروا التصويت، وقال: تشجّع بعضهم وقرّر الدفع بالمهندس مدحت الحداد أحد قيادات الجماعة وعضو مجلس الشورى للحديث، وحسب روايته فإنّ مكتب الإرشاد طلب إعادة التصويت، وحدث في الكواليس أمران خطيران؛ الأوّل محاولة التأثير على بعض أعضاء المجلس لتغيير رأيهم، والثاني إرسال بعض أعضاء المجلس في مهام دعوية وغيرها خارج البلاد لإنقاص الأصوات الرافضة.

اقرأ أيضاً: واشنطن تستغلّ خاشقجي لإحياء "الإخوان" في المملكة

وفي مجمل حديثه عن أيام الثورة، تحدّث عن اللف والدوران لجماعة الإخوان من أجل الحصول على مكاسب ومقاعد، فذكر واقعة حدثت أثناء اجتماعهم بالمجلس العسكري المصري قائلاً: إنهم توقعوا أن يُقدّم المشير في هذا اللقاء ترضية للإخوان أو طمأنة لهم بأن يعطيهم وعداً ببعض المقاعد الوزارية، وعندها كان الإخوان سيحجمون عن التقدم للرئاسة، وعندما سأل المذيع مدحت الحداد عن الأسباب التي دفعت الإخوان للدفع بمرشح فوجئ هو شخصياً كما فوجئنا، نحن المشاهدين، بالإجابة: (لأننا شاركنا في الثورة... ولأنّ هذا من حقنا، ولم يبقَ لنا شيء بعد حلّ مجلس الشعب)، وعبثاً حاول المذيع المندهش صرفه عن هذه الإجابات والحصول على إجابة أخرى، لكنه رفض، القضية إذن عند مهندسنا الكبير والقيادي المعروف ليست هي ضرورات متعلقة بالوطن أو الدين اضطرتهم اضطراراً للإقدام على هذه المغامرة المميتة.

في مجمل حديثه عن أيام الثورة، تحدّث عاصم عن اللف والدوران لجماعة الإخوان من أجل الحصول على مكاسب ومقاعد

يقول عاصم حول مفاسدهم التنظيمية: لا أريد أن أخوض في إثبات أنّ رفضهم دعم أبي الفتوح تحديداً كان لأسباب تنظيمية عنصرية بغيضة جداً... دافع الرفض الحقيقي هو أنه صار في عرف الجماعة (وهو عرف خاطئ جداً وقبيح جداً وعنصري جداً) من الخبث الذي نفته الجماعة، فالجماعة تربّي أبناءها تصريحاً وتلميحاً بالقول والفعل على أنّ الحق بداخلها والباطل خارجها... فمن خرج أو أخرجته الجماعة، فقد انتقل من الحق إلى الباطل... فهو كان مجرّد خبث مستتر تخلصت منه الجماعة الربانية، فكيف تنتخب الجماعة خبثها؟

اقرأ أيضاً: كيف ينظر تنظيم الإخوان لدعوات تركيا للتقارب مع مصر؟

محاولات عاصم لا تأتي في سياق هجوم على الإخوان من باب رفضه للتنظيمات، بقدر ما هي حالة من التنافسية على مواقع النفوذ والتمويل الخارجي، حتى أنه لم يراجع موقف الجماعة من الدولة، وموقع الدولة من الأمّة، وهي أيضاً فقط محاولة للظهور، ومراجعاته ليست تطوراً بالحسابات التقليدية لفكر قيادي تاريخي بالتنظيم، وليست دليلاً على نضجه، لكنها تعكس الفشل الحالي لكلّ هذه التنظيمات، سواء في الجاهزية والعمل والهيكلة أو الاستراتيجيات العامّة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية