مقتل مهسا أميني.. ماذا تعرف عن "شرطة الأخلاق" في إيران؟ ومن يقف وراءها؟

بعد مقتل مهسا أميني.. ماذا تعرف عن "شرطة الأخلاق" في إيران؟ ومن يقف وراءها؟

مقتل مهسا أميني.. ماذا تعرف عن "شرطة الأخلاق" في إيران؟ ومن يقف وراءها؟


18/09/2022

أعلنت الأحزاب الكردية، وولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، وعدد من المنظمات الحقوقية، الحداد العام والإضراب اليوم وغداً، تزامناً مع انتشار الغضب الشعبي والاحتجاجات؛ بسبب مقتل مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل عناصر دوريات الإرشاد، وتواصل السلطات الإيرانية إنكار مسؤولية النظام في الحادث.

وأعلنت الأحزاب الكردستانية الإيرانية والنشطاء المدنيون والسياسيون في كردستان  اليوم إضراباً عامّاً في المحافظات الكردية؛ حيث تنتمي مهسا أميني إلى مدينة سقز بكردستان غربي البلاد، وفق ما نقلت وكالة "إيران إنترناشيونال".

وفي هذه الدعوة التي نشرها "مركز تعاون أحزاب كردستان الإيرانية"، طلب المركز من جميع فئات شعب كردستان والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ونشطاء حقوق الإنسان المشاركة في الإضراب.

من جانبه، أعلن ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي اليوم حداداً عامّاً للإيرانيين، وقال في تصريح صحفي أوردته وكالة "فرانس برس": إنّ "مقتل مهسا أميني الصادم على يد نظام الجمهورية الإسلامية المناهض لإيران والمعادي للمرأة أضر بمشاعر الأمّة الإيرانية. هذا الشعور العام، والحداد الوطني، والغضب، هو رمز لقرار شعب يقف في وجه الموت للحصول على حقوقه".

وأضاف: "المقاومة الشديدة التي امتدت (43) عاماً، والتي تزينت بدم ندا آقا سلطان، لن تنتهي بدم مهسا... نحن بحاجة إلى ربط هذا الحزن والغضب بالتضامن الوطني والأمل بغدٍ خالٍ من ظلم الجمهورية الإسلامية".

الأحزاب الكردستانية الإيرانية ونشطاء مدنيون وسياسيون يعلنون إضراباً عاماً في المحافظات الكردية وحداداً على مقتل مهسا أميني

وكتبت زوجة شاه إيران السابق فرح بهلوي، في بيان ردّاً على "الموت المفجع لمهسا أميني على يد النظام المناهض للمرأة في الجمهورية الإسلامية": "مرة أخرى، مات أحد أبناء إيران على يد نظام مناهض لإيران. بصفتي أمّاً إيرانية، أقدّم التعازي القلبية لوالدة جينا ووالدها وأقاربها على هذه المأساة الكبيرة والمؤلمة".

هذا، واندلعت يوم أمس احتجاجات نسائية بخلع الحجاب في إيران أثناء تشييع جنازة الفتاة مهسا أميني.

وذكرت تقارير نقلتها "بي بي سي" أنّ بعض النساء خلعن الحجاب (غطاء الرأس) في جنازة مهسا، احتجاجاً على إجبارهنّ على ارتداء الحجاب.

وهتف المشيعون في الجنازة ضد النظام الحاكم، وقالوا: "الموت للديكتاتور"، وأظهرت مقاطع فيديو بعد ذلك قوات الشرطة وهي تطلق النار على حشد من الناس.

وفقاً لمقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تجمّع سكان المنطقة في الصباح الباكر لمنع قوات الأمن الإيرانية من اقتحام مراسم الدفن سرّاً لتجنب الاحتجاجات، إلا أنّ قوات الأمن فتحت النار على المتظاهرين، ووردت أنباء عن وقوع إصابات واعتقالات.

وحول قطع الإنترنت من قبل السلطات، قالت منظمة مراقبة الأمن السيبراني وحوكمة الإنترنت نتبلوكس: إنّ الاتصال بالإنترنت انقطع في مواقع مختلفة في إيران منذ ظهور أنباء وفاة مهسا أميني، بما في ذلك في العاصمة طهران ومسقط رأسها في سقز.

وذكرت صحيفة "شرق" الإيرانية الحكومية أنّ سرعة الإنترنت المنخفضة للغاية في طهران عطلت سوق الأسهم أمس.

رضا بهلوي: مقتل مهسا أميني الصادم على يد نظام الجمهورية الإسلامية المناهض لإيران والمعادي للمرأة أضرّ بمشاعر الأمّة

يوم أمس تجاوز هاشتاغ #مهسا_أميني على "تويتر" باللغة الفارسية المليونين. فبعد أن دخلت أميني في غيبوبة، وتوفيت إثر القبض عليها من قبل "شرطة الإرشاد" الإيرانية، عبّر العديد من نشطاء موقع "تويتر" عن احتجاجهم باستخدام الهاشتاغ، وحوّلوه إلى واحد من أهم الهاشتاغات.

وبعد الاضطرابات التي سببتها وفاة الفتاة والاحتجاجات التي شهدها الكثير من المحافظات، أوعز الرئيس الإيراني إبراهیم رئيسي إلى وزير الداخلية بمتابعة الحادث، وأعلنت السلطة القضائية عبر وكالتها الإخبارية "ميزان" عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة لمتابعة الواقعة، إلا أنّ الشرطة تصرّ أنّ الفتاة تعرّضت لأزمة قلبية، وأنّها توفيت دون التعرض لأي عنف، وقامت عبر التلفزيون الرسمي بنشر فيديو غير واضح المعالم قالت إنّه لحظة سقوط الفتاة مغشياً عليها، ووفاتها دون أن تتعرّض لأيّ ضرب من قبل عناصر الشرطة.

وفي السياق، أشار رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجي إلى أنّ القوى الأجنبية تقف وراء الحملة، وأصدر تعليمات لأجهزة المخابرات بالعثور على "الأيدي وراء الحجاب الكاشف للرأس".

دولياً، أعلن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بإيران جاويد رحمان أنّ مجلس حقوق الإنسان في هذه المنظمة يجب أن يصدر قراراً يدين الحجاب الإجباري.

وأعرب مقرر الأمم المتحدة، في اجتماع عقد أول من أمس افتراضياً، عن أسفه وحزنه العميق إزاء وفاة مهسا (جينا) أميني (22) عاماً.

وقال رحمان: إنّ وفاة مهسا أميني دليل على انتهاك واسع النطاق لحقوق الإنسان في إيران، ويجب على المجتمع الدولي أن يدين بشدة سلوك السلطات الإيرانية ضد المرأة.

نساء كثيرات احتججن على مقتل أميني بخلع الحجاب أثناء تشييع الجنازة، والأمن يعتقل العشرات، ويفرق المحتجين بالغاز

وقد وجّه مقرر الأمم المتحدة جاويد رحمان كلمته إلى سلطات النظام الإيراني متسائلاً عن سبب فرض الحجاب على النساء، وحتى على النساء غير المسلمات، في حين أنّ الكثيرات منهنّ لا يعتبرن الحجاب من قيمهنّ الثقافية، وفق "فرانس برس".

إلى ذلك، علّق مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان على مقتل الفتاة، قائلاً: "قلقون جداً من التقارير التي تفيد بمقتل أميني بعد تعرضها للضرب والسب من قبل الشرطة الإيرانية، سنستمر في جهودنا للضغط على إيران لتحمّل مسؤولياتها تجاه انتهاكات حقوق الإنسان".

ووصف الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي وفاة الشابة الإيرانية بـ"المروعة"، معرباً عن تعاطفه مع أسرة أميني وتعازيه لها، وكتب: "يجب محاسبة المسؤولين عن وفاتها، كما يجب على إيران إنهاء العنف ضد النساء؛ لممارسة حقوقهن الأساسية"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وقد أكدت منظمة العفو الدولية أنّ الظروف التي أدّت إلى وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني بشكل مشبوه، بما في ذلك التقارير حول تعذيبها وتعرضها لمعاملة سيئة داخل المعتقل، يجب أن تخضع لتحقيق جنائي، ويجب تقديم جميع المتورطين والمسؤولين إلى العدالة، وفق ما نقلت عبر موقعها الإلكتروني.

وشرطة الإرشاد، أو بالفارسية  "غاشت إرشاد"، تعمل عمل شرطة "الحسبة" لدى تنظيم داعش الإرهابي، وهي مكلفة بتطبيق تفسيرات النظام الصارمة لمفهوم الأخلاق الإسلامية.

ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979 كان في إيران أشكال مختلفة من "شرطة الأخلاق"، ولكنّ "غاشت إرشاد" تأسست في 2007، وهي حالياً الوكالة الرئيسية المكلفة بإنفاذ مدونة قواعد السلوك الإسلامية الإيرانية في الأماكن العامة.

وبعد الثورة الإسلامية، ألزم القانون جميع النساء بغضّ النظر عن الجنسية أو المعتقدات الدينية، بوضع حجاب يغطي الرأس والرقبة.

وينصبّ تركيز شرطة الأخلاق الإيرانية على ضمان الالتزام بالحجاب، وهي قواعد إلزامية تتطلب من النساء تغطية شعرهنّ وأجسادهنّ، ومنع استخدام مستحضرات التجميل.

وبموجب القانون الإيراني، يحق لعناصر شرطة الأخلاق توجيه الاتهامات وفرض غرامات أو حتى اعتقال من تعتقد أنّهن يخالفن "القواعد".

منظمة مراقبة الأمن السيبراني وحوكمة الإنترنت نتبلوكس: الاتصال بالإنترنت انقطع في مواقع مختلفة في إيران منذ ظهور أنباء وفاة مهسا

وبموجب إصلاحات يفترض أن تدخل حيز التنفيذ هذا العام، سيتم نشر (7) آلاف عميل سرّي من "غاشت إرشاد" للإبلاغ عن التجاوزات للشرطة، التي ستقرر ما إذا كانت ستتخذ إجراءً ما، وفق تقرير لشبكة "بي بي سي".

وتحظى شرطة الأخلاق بدعم من ميليشيا البسيج الإيرانية، وفق تقرير الشبكة، ويُعتقد أنّ جماعة "غاشت إرشاد" تستقطب الكثير من أفرادها من البسيج، وهي وحدة شبه عسكرية متشددة، وتشمل أيضاً العديد من النساء.

وتشير الصحيفة إلى أنّ شرطة الأخلاق الإيرانية تخلت، إلى حدٍّ ما، عن ملاحقة الرجال بسبب الأساور وقصات الشعر غير العادية، وتحولت إلى فرقة مخصصة في استهداف النساء بشكل حصري تقريباً.

هذا، وكان المرشد الأعلى علي خامنئي قد أشاد في خطاب سابق له بدور شرطة الآداب والطريقة التي تعمل بها، ممّا اعتبره البعض بمثابة إطلاق أيديهم لانتهاك حريات الإيرانيين.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية