
أحمد إسكندر
مع موجات الهجمات المنسقة والمتتالية لأجهزة اتصال محمولة (بيجر) وأجهزة اتصال لاسلكية في أنحاء لبنان، يتسأل الكثيرون عن الأمين العام لحزب الله نصر الله حيث لا يوجد إلا تصريحات من مسؤول كبير في حزب الله اللبناني، الثلاثاء، عن حالة زعيم الحزب قائلاً إنه "بخير" دون مزيد من التفاصيل.
وذكرت وكالة الأنباء العالمية "رويترز" أن المسؤول في الحزب أكد أن حسن نصر الله الأمين العام للجماعة بخير ولم يصب بأي أذى"، على الرغم من سلسلة الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصالات، الثلاثاء، وانفجارات في أجهزة اتصال لاسلكية، الأربعاء، أدت إلى مقتل وإصابة المئات في عدد من المدن اللبنانية.
خلف الكواليس
ودارت تساؤلات خلف الكواليس بين أعضاء الحزب وفرقه التخطيطية والعسكرية بالتزامن مع تسجيل إصابات بين قيادات في الحزب، إذ تجاوزت الهجمات لبنان إلى سوريا أيضاً، وفق ما نقلت وسائل إعلام سورية.
وما عزز التكهنات عن أمن وسلامة حسن نصرالله إصابة السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، جراء انفجار جهاز "بيجر خاصة" كان لديه، وفق ما أعلنت زوجته بتغريدة على حسابها في منصة إكس، إلا أنها أشارت إلى أنه بخير وتجاوز الخطر.
وفي هذه الأثناء تحدثت وسائل إعلامية إسرائيلية أن أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله غير مكانه بعد تلقيه تحذيراً من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي تصفيته، إلا أنها ذكرت أن نصرالله في نفس الوقت رفض الانتقال إلى طهران بشكل مؤقت حتى انتهاء الحرب.
تصفية القيادات
ويخشى نصر الله أن تهدف إسرائيل القضاء على الهرم القيادي للحزب في بداية الحملة المنسقة من الاستهدافات، وهو ما سيشكل ضربة عملياتية ومعنوية قاسية لصفوف حزب الله.
وذكرت مصادر عبرية أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شخص يعرف كيف يظهر بشكل احترافي على شاشة التلفزيون وكيف يلقي خطاباً وينقل الرسائل التي يريدها إلى جمهوره المستهدف بطريقة واضحة وسلسة، لكنها استبعدت ظهور في هذه الأوقات الصعبة على الحزب وأنه ربما يلجأ للرسائل الصوتية أو المسجلة مسبقاً.
وبحسب مصادر استخباراتية إسرائيلية قام حسن نصرالله بنقل مخبأه من حي الضاحية ببيروت وانتقل إلى مخبأ آخر خشية أن تكون تل أبيب قد حددت مكانه بدقة.
ووفقاً لتقاير عبرية يدرك نصر الله أن سياسة إسرائيل المتمثلة في التدابير المضادة المستهدفة في جنوب لبنان كانت ناجحة، وأنها اخترقت من الناحية الاستخباراتية ووصلت إلى قمة التنظيم في حزب الله.
أكبر اختراق
وعزز ذلك تأكيدات مسؤول من حزب الله أن التفجيرات تشكل "أكبر اختراق أمني حتى الآن"، بعد سقوط عدد كبير من عناصر الحزب بين قتيل وجريح وفي مناطق مختلفة من لبنان، مشيراً إلى صعوبة إحصاء الرقم النهائي للإصابات مع وقف قيادات الحزب التواصل بين منتسبيه.
وكانت مصادر لبنانية مطلعة أكدت قبل أشهر منذ يوليو (تمّوز) الماضي أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عدداً من قيادييه مؤخراً.
كما أشارت إلى أن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها بشكل تام من ساحة المعركة واستبدالها بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة البيجر وسعاة البريد الذين يبلغون الرسائل شفهياً بطريقة مباشرة فقط.
موقع "24"