معركة الانتخابات التركية: كليتشدار يتهم حكومة أردوغان بحجب رسائله عن مؤيديه

ساعات قليلة تفصل الأتراك عن جولة إعادة الانتخابات الرئاسية التي تشهدها تركيا الأحد، بينما بلغت معركة الرئاسة بين مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، ورجب طيب أردوغان الذي يحكم البلاد لأكثر من (20) عاماً متتالية، مراحلها الأخيرة.

هذا، واتهم زعيم المعارضة التركية كليتشدار أوغلو الجمعة حكومة أردوغان بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه، وهيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية بأنّها تنفذ أوامر أردوغان لإلحاق الضرر بحملته، وفق (فرانس برس).

وأضاف في مقابلة تلفزيونية أجريت معه ليل الجمعة: "لقد حجبوا (الرسائل النصية)، لأنّهم خائفون منا"، وجاء في تغريدة أطلقها: "أسألك يا أردوغان، ألا تريدني أن أخوض هذه الانتخابات؟".

اتهم كليتشدار أوغلو هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية بأنّها تنفذ أوامر أردوغان لإلحاق الضرر بحملته

وأعلنت حملة كليتشدار أوغلو أنّها أرسلت على نطاق واسع رسائل نصية دعت فيها إلى متابعة المقابلة التلفزيونية مع زعيم المعارضة، بينما لم تصدر هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية أيّ تعليق.

ورداً على اتهامه له بـ "السير مع الإرهابيين" وتلقي الدعم من قيادات حزب العمال الكردستاني، المصنف تنظيماً إرهابياً، في جبال قنديل بشمال العراق، تحدى كليتشدار أوغلو أردوغان، ودعاه إلى مناظرته على شاشة التلفزيون الرسمي التركي.

في المقابل، قال أردوغان: "مشكلتك أنّك تريد أن تصبح مشهوراً فقط". وأضاف أمام تجمع نسوي في إسطنبول الجمعة: إنّ "شعبي لا يصوّت لمن يسعى بكل الطرق لإطلاق سراح إرهابي مثل صلاح الدين دميرطاش"، في إشارة إلى الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد والسجين منذ أكثر من (6) أعوام على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب.

واتهم كليتشدار أوغلو أردوغان بـ "إهانة الجيش التركي، والوقوف جنباً إلى جنب مع مَن تآمروا عليه، في محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز (يوليو) 2016". ولفت إلى أنّه تعامل بأخلاق خلال حملته في الجولة الأولى "بينما اعتمد أردوغان أسلوب الكذب والافتراء والقذف"، و"أنّ الثقافة السياسية لتركيا تلطخت مرة أخرى بسبب هذا الأسلوب".

يُذكر أنّه قبل أقل من (48) ساعة على جولة الإعادة، أعلن (منبر التضامن القومي) دعمه لكليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، عقب اجتماع رئيس المنتدى يشار أوكيان مع رئيس حزب (النصر) أوميت أوزداغ.

كليتشدار أوغلو اتهم أردوغان بإهانة الجيش التركي، والوقوف جنباً إلى جنب مع مَن تآمروا عليه في محاولة الانقلاب الفاشلة

وكان كليتشدار أوغلو قد حصل على دعم أوزداغ وحزبه، إلى جانب حزب (العدالة) القومي، وهما أكبر حزبين في تحالف "أتا" (الأجداد) السابق، الذي رشح سنان أوغان في الانتخابات الرئاسية وحصل على 5.17% من الأصوات، ثم أعلن دعمه لأردوغان.

أمّا أردوغان، فقد حسم خياره بالتركيز على الشباب وعلى ناخبي مناطق زلزال 6 شباط (فبراير) المدمِّر، الذين شكّل تصويتهم الكثيف له مفاجأة لم يتوقعها هو، كما لم تتوقعها المعارضة، بعدما أشارت استطلاعات مختلفة إلى أنّ استياء الناخبين في تلك المناطق من أداء الحكومة خلال الكارثة -الذي اعترف أردوغان ذاته بأوجه القصور فيه- سيكون مؤثراً في التصويت.