معجزة سيدني تضع الإسبانيات على طريق المجد

نجحت سيدات منتخب إسبانيا لكرة القدم، في التتويج بلقب كأس العالم للسيدات لكرة القدم، للمرة الأولى في التاريخ، بعد التغلب على إنجلترا بهدف دون رد، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب أستراليا.

إنجاز منتخب إسبانيا للسيدات، جاء بعد سلسلة من العراقيل، التي جعلت الإنجاز أشبه بالمعجزة.

قبل المونديال، قررت 15 لاعبة إسبانية الابتعاد عن المنتخب، لعدم رغبتهن في التدرب تحت قيادة المدير الفني خورخي فيلدا، بسبب طريقته في العمل، وهو ما أثار ضجة واسعة، لا سيما أنّه لم يكن متوقعاً أن ينضم إلى التمرد 15 لاعبة.

المدرب تجاهل اللاعبات المضربات، وقرر عدم توجيه الدعوة إليهن لمباشرة التحضيرات، واستغنى عن أسماء مهمة ولها تأثيرها في نتائج المنتخب، في خطوة جريئة صدمت جميع الجماهير الإسبانية.

خلال مؤتمر صحفي، ردّ المدرب الإسباني على قرار اللاعبات وقال: "أتحدى أيّ لاعبة أن تواجهني، كل ما يثار بخصوص قلة الاحترام تجاه اللاعبات غير صحيح".

ورغم ابتعاد هذا العدد الكبير من اللاعبات اللواتي لم يعد منهن إلا 3 فقط، نجح المنتخب الإسباني في كتابة التاريخ في أستراليا ونيوزيلندا.

نجح خورخي فيلدا المدير الفني لمنتخب إسبانيا، في تشكيل توليفة جماعية مميزة؛ من الرباعي الهجومي سلمى بارايويلو، وجينيفر هيرموسو، وأيتانا بونماتي، وماريونا كالدينتي.

وخلال دور المجموعات، تعرض منتخب إسبانيا للسيدات لهزيمة مذلة، أمام اليابان، بنتيجة (0-4)، وهو ما سلط سكاكين الإعلام الإسباني على المنتخب، وتنبأت الصحافة بالخروج المبكر.

استيقظ الإسبان بعد الصفعة، حيث أطاح المنتخب بسويسرا في دور الـ16، قبل إقصاء منتخب هولندا، وصيف المونديال السابق في ربع النهائي، ثم الفوز على السويد في ملحمة نصف النهائي. وفي النهائي، كانت تسديدة أولجا كارمونا كفيلة بتحقيق أول لقب لسيدات إسبانيا عبر التاريخ.

إنجاز إسبانيا كان بمثابة المعجزة، فالمنتخب صنف بالمتواضع في مشاركاته السابقة بالمونديال، ولم يرشحه أي من الخبراء خلال هذه النسخة، حيث شاركت إسبانيا في المونديال 3 مرات فقط، ولم يسبق لها أن تعدت دور الـ16، قبل هذه النسخة التاريخية.