مصر.. فتاوى مليونية تستنزف إمكانات الدولة وتثقل مدنيتها

مصر.. فتاوى مليونية تستنزف إمكانات الدولة وتثقل مدنيتها

مصر.. فتاوى مليونية تستنزف إمكانات الدولة وتثقل مدنيتها


05/02/2025

إحصائيات رسمية صادمة أصدرتها عن مؤسستي الأزهر ودار الإفتاء في مصر بشأن عدد الفتاوى التي صدرت العام الماضي، حيث بلغ عددها نحو 3.4 مليون فتوى تستنزف إمكانات الدولة المصرية سواء كانت مفيدة أو مهمة أو غير مفيدة وغير مهمة.

وأظهرت طريقة عرض كل مؤسسة دينية لإنجازاتها خلال العام الماضي، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية، أنها تتعامل مع كثرة الفتاوى بنوع من الفخر، واستعراض القوة والنفوذ، حيث أعلنت دار الإفتاء أن فتاواها شهدت نموا ملحوظا وتجاوزت المليون وأربعمئة فتوى، بينما رد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية بأنه أصدر أكثر من مليون وتسعمئة وستين ألف فتوى.

وبدا الأمر كأنه سباق بين المؤسستين، مهمتهما التوعية والمشاركة في تبني رؤية وسطية للدين، من أجل قطع الطريق على القوى المتطرفة التي تسخره لأغراضها. لكن توسع هذه الفتاوى يهدد مدنية الدولة، ويُكرس أسلمة المجتمع، ويقدم هدية لتيارات متشددة.

وبحسب ما نقلته "العرب"، فإن فتاوى العلاقات الأسرية والأحوال الشخصية الاستفسارات التي استقبلتها دار الإفتاء تصدرت بنسبة 67 في المئة، بينما تنوعت فتاوى الأزهر حول فروع الفقه من عبادات ومعاملات وأحوال شخصية وقضايا الفكر وما يعرض للجمهور من شبهات تتعلق بالدين والدنيا، أي أن الأزهر والإفتاء يتحكمان في حياة فئة واسعة من المصريين.

ارتفاع الجرعة الدينية يقود إلى مخاطر تتعلق بإعادة فتح نوافذ للمتشددين كي يقوموا بإحياء أنفسهم عبر مبارزة المؤسسات الدينية الرسمية

وقالت الصحيفة إن هذه الفتاوى المليونية تتعارض مع جهود الحكومة لتكريس مدنية الدولة وتجفيف منابع التشدد في المجتمع.

وترى دوائر سياسية في القاهرة أن بناء دولة مدنية مهمة صعبة بحكم تعاطي مؤسسات دينية مع الفتاوى كما لو كانت مبررا لوجودها وثقلها في المجتمع، ما يتسبب في منغصات سياسية للسلطة، وقد تدفع فواتير باهظة لدعم مدنية الدولة، لأنها ستجد مقاومة شعبية حادة.

هذا وقام مجلس تنظيم الإعلام التابع للحكومة، مؤخرا، بإلزام القنوات التلفزيونية بعدم تقديم فتاوى على الهواء، لكن تظل الأزمة كامنة في أن المؤسسات الدينية نفسها لا تكل من التجاوب مع طالبي الفتوى مهما كانت استفساراتهم، أسرية أو اقتصادية أو طبية، وربما سياسية.

وحذرت الصحيفة من أن ارتفاع الجرعة الدينية يقود إلى مخاطر تتعلق بإعادة فتح نوافذ للمتشددين كي يقوموا بإحياء أنفسهم عبر مبارزة المؤسسات الدينية الرسمية، التي تتكالب على استقطاب الناس، بما يجعل الدولة تدفع فاتورة باهظة لتطهير البلاد من التشدد.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية