مصر: الإخوان والانتخابات الأخيرة

الإخوان والانتخابات الأخيرة

مصر: الإخوان والانتخابات الأخيرة


23/12/2023

أحمد عبد التواب

لو كان للإخوان قدرة على أن يكون لهم وجود وتأثير فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التى ليس لهم الحق قانوناً فى خوضها بمرشح صريح، لما تردّدوا فى أن يعملوا بكل طاقتهم على تأييد المرشح الذى يواليهم، وإذا لم يجدوا أحداً لدفعوا من وراء ستار بمن يمكن أن ينسقوا معه. ذلك لأن دوافعهم قوية لإثبات، أو لاختلاق، أن لهم وجوداً ونفوذاً وشعبية. ولكنهم يعون أن تحقيق أى من هذا يلزمهم بمواجهة الشعب المصرى فى محاولتهم كسب أصوات، وهم يعلمون، حتى وهم يعلنون غير هذا، أن هذا الشعب هو الذى أصر على الإطاحة بحكمهم فى 2013، كما أن هدف الشعب تحقق بعون القوات المسلحة التى صارت أقوى مما كانت عليه بما لا يُقارَن. وهم يعلمون أيضاً أنه لم يعد لهم قدرة إلا على ما نراه واضحاً جلياً فى نشاط تخريبى عدوانى يتجاوز جيش مصر وشعبها ورئاستها إلى أن يستهدف كل تمثيل وكل عمل لمصر، بحملات شرسة فاشلة تتمحك فى الإعلام، وهى أبعد ما تكون عن علمه وقواعده وأخلاقياته، بوهم أن هذا يمكن أن يفيدهم فى أوهام العودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى! لأنه من الواضح أن نشاط الإخوان نحو أهدافهم القديمة بالاستيلاء على الحكم مرة أخرى، قد تراجع كثيراً، ولم يبق لهم إلا عمليات التخريب عن بعد، بالتعاون الحميم مع أعداء مصر التاريخيين والجدد.

لقد صارت ظروف الإخوان أصعب كثيراً مما كانت عليه عند الإطاحة بحكمهم، فقد تطورت أوضاع مصر إلى الأفضل، من دولة تسودها الاضطرابات، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، مع أزمات معيشية طاحنة، مع سوء علاقات مع دول الجوار والعالم، التى صنعوها بأنفسهم، قصداً أو جهلاً، إلى دولة نجحت فى تجاوز الكثير من هذا، وخطت خطوات تنبئ بنجاحات كبيرة فى مجالات لم تكن مطروحة قبل هذا قط. انظر فقط، فيما يخص الأمن الداخلى، إلى أن الانتخابات الأخيرة جرت دون تأمين من القوات المسلحة، ودون حشود من الشرطة، بل بمجرد عدد محدود من أفراد الشرطة لحالات الطوارئ التى لم تقع بطول البلاد وعرضها.

وأكثر ما يضير الإخوان أن عليهم أن يتواءموا مع أهم نتائج الانتخابات الأخيرة: أن السيسى باقٍ فى الحكم حتى 2030.

عن "الأهرام"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية