مشروع قطري ـ تركي يهدف لنقل جماعات مقاتلة من سوريا إلى أفغانستان

مشروع قطري ـ تركي يهدف لنقل جماعات مقاتلة من سوريا إلى أفغانستان


31/10/2018

إسلام العثامنة

صرح مصدر أمريكي مطلع على ملفات مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة لـ"يورابيا" بأنّ المُخابرات التُركية تتباحث مع جهاز أمن الدولة القطري بشأن مصير "هيئة تحرير الشام" أو ما كان يعرف بـ"جبهة النصرة" فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا.

وأضاف المصدر في مجمل حديثه لـ"يورابيا" :"إنّ من يقوم بهذه المباحثات عن الجانب القطري هو رئيس جهاز أمن الدولة القطري السابق، غانم الكبيسي المُقيم في أنقرة منذ عدة شهور".

مشيراً إلى أنّ الأتراك طلبوا من القطريين إقناع "النُصرة" بمغادرة سوريا قبل نهاية العام، على أنْ تكون الوجهة حسب ترجيح المصدر هي أفغانستان وأنْ يتمّ ذلك عبر الدوحة، خاصة وأنّ القطريين يتمتعون بعلاقات طيبة مع حركة طالبان الأفغانية ولديهم مقر للحركة في الدوحة بحسب المصدر، معزياً سبب الطلب التُركي إلى تعهد أنقرة لموسكو بذلك وأنّ تركيا تريد أنْ تحقق تعهّدها قبل نهاية العام.

وأكّد المصدر لـ"يورابيا" اطلاعه على تفاصيل “الصفقة القطرية ـ التركية” مضيفاً أنّ جناح أبو اليزن المصري ضمن "جبهة النصرة" ـ وهو الجناح المتشدد ـ يرفض أي حل ويرفض مغادرة سوريا أو انخراط مقاتلي "النصرة" في "الجبهة الوطنية للتحرير"، فيما جناح محمد الجولاني ـ واسمه الحقيقي أسامة العبسي الواحدي ـ لا مانع لديه من القبول بحلين، الأول بقاء من يريد البقاء من المقاتلين بشرط الانخراط في "الجبهة الوطنية للتحرير"، وهي جناح الإخوان في الثورة السورية وممولة من تركيا، ويتم دفع رواتبهم من قطر بينما تنحصر وظيفة تركيا على رسم  السياسات والقرارات للجبهة، والحل الثاني هو نقل من يرفض القبول بالحل الأول عبر جهود قطر الى أفغانستان.

وبحسب المصدر الأمريكي لـ"يورابيا" فإن أغلبية المقاتلين الأجانب وما يسمى بـ"الحركات الجهادية" وافقوا فوراً على الاقتراح القطري ـ التركي، وكان أولهم "جماعة الحزب التركستاني"، (الإيغور الصينيين)، و”جند الأقصى” و “الشيشان” وافقوا على أنْ تقوم قطر بنقلهم إلى أفغانستان، أما "حراس الدين" الذي يقوده الأردني سامي العريدي رفض جملة وتفصيلاً، وهناك انقسام بين القيادات.

جاء ذلك فيما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ الإرهابيين الأجانب في كل من سوريا والعراق يشكلون تهديداً خطيراً لدولهم الأصلية، والدول التي يعبرونها والدول التي يسافرون إليها وكذلك الدول المجاورة لمناطق النزاعات المسلحة.

وقال الوزير القطري، خلال افتتاحه بالدوحة أعمال منتدى "عودة المقاتلين الأجانب" والذي يبحث على مدى يومين السيّاسات والخطوات المطلوبة لمواجهة تهديد الإرهابيين وحماية المجتمعات المعرضة للمخاطر، إنّ الإرهابيين الأجانب في سوريا والعراق، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة ينتمون إلى أكثر من مئة دولة.

وأضاف؛ إنّ نجاح أي إستراتيجية وطنية لإدماج الإرهابيين العائدين من ساحات القتال، يتطلب استئصال البيئة الحاضنة للفكر المتطرف، وبناء قدرات الدولة على منع الإرهاب ومكافحته، بمراعاة الاحترام التام لالتزامات الدولة تجاه سيادة القانون وحقوق الإنسان .

وأشار إلى أنّ قضية الإرهاب تحظى بأولوية قصوى لدى دولة قطر التي تطور وبشكل مستمر لتشريعاتها الوطنية وكياناتها المؤسسية المعنية بالإرهاب وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن وشراكتها الفاعلة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

وأكد أنّ الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل أحدَ أشد الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين ، حيث تشهد مناطق مختلفة من العالم أعمالاً إرهابية.

وقال الوزير القطري إنه لا يمكن مجابهة الإرهاب والقضاء عليه ما لم يوحّد المجتمع الدولي جهوده، و على أساس التعاون والمشاركة بين جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والكيانات الأكاديمية والبحثية ، وضرورة التزام المجتمع الدولي بالقانون الدولي، والتخلي عن سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في مجال مكافحة الإرهاب.

ودعا إلى عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة أو فئة عرقية، وعدم الخلط بين الإرهاب والمقاومة المشروعة، وضرورة نبذ اللجوء إلى إرهاب الدولة تحت غطاء مكافحته.

عن "يورابيا"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية