مسيرة الإخوان الطويلة تجوب ولايات باكستان وتحتفي بخطاب التحريض

أصبحت التهديدات الدائمة التي يطلقها، سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان، من الأمور المعتادة، حتّى دعوته للعنف والتحريض، أصبحت هي الأخرى معتادة، ما جعل بعضهم يتساءل عن القوى التي تحمي هذا الرجل.

في آب (أغسطس) الماضي، هدّد أمير الجماعة الإسلامية، بأنّه إذا لم تُلبّى مطالب الجماعة في مالاكاند، فإنّ نشطاء الجماعة الإسلامية سوف يقتحمون منازل الحاكم ورئيس الوزراء، ملوّحاً باستخدام العنف، في حضور أمير الإقليم للحزب محمد إبراهيم، وقيادات أخرى من بينهم: وعناية الله، وصهيب زاده، وطارق الله .

سراج الحق احتفى كذلك بوصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، وصرّح في أكثر من مناسبة، بأنّه يجب على الحكومة التفاوض مع طالبان، والاعتراف بها، كما دعا للثورة مرات، وللجهاد ضدّ الترويكا الحاكمة في أكثر من مناسبة.

اتهامات مرسلة

منذ أيام، علّق أمير الجماعة الإسلامية، سراج الحق، على فترة ولاية رئيس حزب حركة الإنصاف (PTI) عمران خان، وقال إنّ الجنرال باجوا، أوصل عمران خان إلى السلطة ثمّ تركه وحيداً في الطريق، في تليمح واضح إلى المؤسسة العسكرية.

في حديثه لـصحيفة Geo News المحلية، قال سراج الحق من مقره في منصورة هلا، إنّ عمران خان احترف الكذب، وأنّ حزبه لم يعد فيه أحد يدافع عنه. وقال إن عمران خان أدلى ببيان شجاع ضدّ هيمنة واشنطن، ثم أرسل فؤاد شودري إلى السفارة الأمريكية للاعتذار.

وعاود سراج الحق الهجوم على تعاون الحكومة مع صندوق النقد الدولي، الذي وصفه بـ"أداة الموت والسم"، مدعياً أنّ 22 مليون باكستاني جوعى بسبب صندوق النقد. متسائلاً: لماذا يجب على الأمة التضحية؟ يجب على هؤلاء القادة السياسيين التضحية، بعد أن راكموا ثروات من الفساد والنهب، وأنّهم أخذوا ما بوسعهم بالإكراه والتزوير.

وعن الأخبار التي تحدثت عن تولّي حزب الشعب رئاسة بلدية كراتشي، هدّد سراج الحق بالتصعيد، قائلاً: "رئيس بلدية من حزب الشعب لن يأتي".

مسيرة صاخبة

أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية قاد مسيرة طويلة ضد التضخم، في 12 شباط (فبراير) الجاري، وقال أثناء حديثه إلى وسائل الإعلام، في ولاية غوجارات، إنّ هؤلاء الأشخاص موجودون هنا بسبب الجوع والفقر، وعلى أرباب السلطة التنحي فوراً. مضيفاً: "هناك طبقة واحدة سعيدة، هي الطبقة الحاكمة". مطالباً بتشكيل حكومة تصريف أعمال، وإجراء انتخابات عامة في البلاد على الفور.

سراج الحق الذي حشدت جماعته الفقراء والمحتاجين في المسيرة، زعم أنّ هناك 23 مليون باكستاني لا يجدون الطعام. مضيفاً: "في باكستان الزراعية، لا يحصلون على الدقيق والسكر والماء والكهرباء". وقال إنّ حزب الشعب، وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وحزب حركة الإنصاف، جميعهم ينفذون تعليمات صندوق النقد لإفقار باكستان.

في آب الماضي هدد أمير الجماعة الإسلامية بأنّه إذا لم يتم تلبية مطالب الجماعة في مالاكاند، فإنّ نشطاء الجماعة الإسلامية سوف يقتحمون منازل الحاكم ورئيس الوزراء

أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية سراج الحق يقول أيضاً إنّ المؤسسة لا ينبغي أن تكون جزءاً من السياسة ، فكل تجاربهم باءت بالفشل.

بعد التحدث إلى وسائل الإعلام، غادرت المسيرة الطويلة بقيادة زعيم الإخوان إلى روالبندي، من ولاية غوجارات، قبل أن تصل إلى لالا موسى.

زعيم الجماعة الإسلامية قال أثناء مخاطبته العمال في لالا موسى، إنّ الأمة وضعت في يد صندوق النقد الدولي. وأضاف: "فقط الجماعة الإسلامية، هي التي يمكنها تغيير هذا البلد".

الجماعة الإسلامية أعلنت أنّه بعد لالا موسى، ستذهب المسيرة الطويلة إلى خريان، وسراي الأمغير، وبعدها ستدخل المسيرة الصاخبة إلى مدينة جيلوم، قبل أن تصل إلى روالبندي من جيلوم، عبر طريق سوهاوا، وغوجار خان.

وعند توقف المسيرة في جيلوم، خاطب سراج الحق المشاركين قائلاً إنّ هناك مثل هؤلاء الحكام القاسيين، الذين يتعرضون للاحتقار الآن، لا يستطيعون خفض نسبة التضخم. وقال إنّ هؤلاء الظالمين قمعوا باكستان، وأصبحت الديون التي تبلغ 62 ألف مليار، بحجم جبال الهيمالايا.

أمير الجماعة الإسلامية حرّض قائلاً إنّ المقترضين يطالبون الناس بتقليل الشاي والخبز، وهم ينعمون بالثراء. مضيفاً: "الجمهور سيدفع فاتورة الغاز والكهرباء والماء من أين؟ في باكستان الزراعية، الدقيق بلغت قيمته 160 روبية للكيلوغرام، والبصل 275 روبية للكيلوغرام".

تصعيد وتلويح بالعنف

وبحسب تقارير محلية، حذّر أمير الجماعة الإسلامية، رئيس حزب الشعب، بيلاوال بوتو زرداري، وادعى أنّه إذا لم يتم الاعتراف بتفويض الشعب للجماعة في الانتخابات البلدية في كراتشي، فلن تبقى حكومة لا في كراتشي ولا في السند أيضاً.

سراج الحق قال إنّ حزب الشعب يعتبر السند وكراتشي إقطاعيته، لكنّ الجماعة ستقضي على ذلك الوهم، وسوف تحكم كراتشي وحدها.

 سراج الحق احتفى كذلك بوصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، وصرح في أكثر من مناسبة، بأنّه يجب على الحكومة التفاوض مع طالبان

سراج الحق لم ينس التعريض بالحكومة، وقال إنّ الولايات المتحدة منحت صندوق النقد الدولي سكيناً، وضعه الأخير بيد شهباز شريف، ليجهز به على رقبة الشعب. مضيفاً: "صندوق النقد الدولي اليوم يقول ضع ضريبة جديدة، وغداً سيقولون لابد أن يتم بيع محطة السكة الحديد والمطار وبعد ذلك سيقولون، دولة فقيرة لا تحتاج إلى قنبلة ذرية". وتابع: "كل مؤسسات الدولة وصناعتها قد دمرت، والزراعة راكدة بينما الثراء من نصيب الحاكم فقط".