مساعٍ بريطانية لتعزيز التعاون السياسي والأمني مع دول الشرق الأوسط... ماذا ينتظر الإخوان؟

مساعٍ بريطانية لتعزيز التعاون السياسي والأمني مع دول الشرق الأوسط... ماذا ينتظر الإخوان؟


18/01/2022

تسعى الحكومة البريطانية ودول الشرق الأوسط لتعزيز التعاون في مجموعة واسعة من المجالات، السياسية والأمنية والهجرة واللجوء، وتطوير الاستراتيجية المشتركة لمكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الإرهابية؛ كداعش والقاعدة والتنظيمات ذات الاستراتيجيات المتطرفة والمدرجة في بعض الدول على قائمة الإرهاب؛ ممّا يُشكّل خطورة على تنظيم الإخوان الذي يعتبر أوروبا، وبريطانيا بشكل خاص، الملاذ الآمن له.

 ووفق المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، فقد وقَّع وزراء خارجية دول الخليج وبريطانيا اتفاقية لتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي والتجارة والأمن السيبراني، مطلع كانون الثاني (يناير) الجاري، وبحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز بالقاهرة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون الثنائي بين مصر وبريطانيا في عدد من المجالات؛ أبرزها ملف مكافحة الإرهاب والتطرف.

تعمل بريطانيا على تطوير الاستراتيجية المشتركة لمكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة والتنظيمات ذات الاستراتيجيات المتطرفة

ويرى المركز في دراسته التي حملت عنوان "التعاون الأمني ما بين بريطانيا والشرق الأوسط" أنّ المملكة المتحدة بدأت فصلاً جديداً لتحديد معالم العلاقة بينها وبين الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، ونجد أنّ بريطانيا تريد تغيير استراتيجيتها وتنشيط شراكتها".  

وأوضحت الدراسة أنّ السلطات البريطانية ترى أنّ تزايد قدرات تنظيمي داعش والقاعدة والتنظيمات الأخرى المتطرفة، كذلك استمرار طهران في "التصعيد النووي"، يؤديان إلى تقويض الأمن الإقليمي والدولي.

لذلك عززت السلطات البريطانية من دعمها لدول المنطقة في مجالات الاستخبارات والأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تطوير الشراكات الأمنية والدفاعية والسيبرانية، لا سيّما بعد تصاعد الهجمات الإرهابية في دول الشرق الأوسط.

وبحسب الدراسة، دعت الحكومة البريطانية إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، ومواجهة الإيديولوجيات المتطرفة، بالإضافة إلى إجراء مراجعات استراتيجية لخططها وسياستها الخارجية، ومهّدت لندن لتكوين فريق من الخبراء الأمنيين من أجل التفكير الاستراتيجي في مجالات الدفاع والأمن.

بريطانيا ترى أنّ تزايد قدرات تنظيمي داعش والقاعدة والتنظيمات الأخرى المتطرفة، واستمرار طهران في "التصعيد النووي" يؤديان إلى تقويض الأمن الإقليمي والدولي

وتوقعت الدراسة أن تؤدي الإجراءات والتدابير التي اتخذتها بريطانيا إلى تقويض قدرات التنظيمات المتطرفة، ومن شأن تقويض تلك التنظيمات، كجماعة الإخوان المسلمين، أن يقلل من احتمالية رعاية الدول للإرهاب واللجوء للحروب بالوكالة.

وتُشكّل بريطانيا ملاذاً آمناً لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في عدد من الدول العربية، وتتخذ من لندن مقراً رئيسيّاً لها بعد الهروب من مصر في عام 2013، لذلك فإنّ إجراءات التعاون الأمني بين بريطانيا ودول الشرق الأوسط تمثل ضربة قاصمة للتنظيم.

وشرَّعت المملكة المتحدة منذ أواخر عام 2020، بالتزامن مع استراتيجية العمل الموحد لدول أوروبا لمواجهة الإرهاب والتطرف، حزمة من الإجراءات، في مسعى لتطويق تيارات ما يُعرف بـ"الإسلام السياسي".

وتهدف الإجراءات البريطانية إلى التصدي للآلة الدعائية والإعلامية لدى تنظيم الإخوان، فضلاً عن وضع قيود صارمة على نشاطه الاقتصادي ومصادر تمويله.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية