
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من أن تنامي نفوذ تنظيم داعش الإرهابي بالقارة الأفريقية بات يشكل خطراً يهدد أبناء القارة السمراء. وأفاد بأن التقرير الأممي كشف احتمال أن يكون زعيم فرع التنظيم في الصومال عبدالقادر مؤمن، هو الخليفة الفعلي للتنظيم عالمياً، ما منحه سيطرة أوسع على فروع التنظيم في أفريقيا.
وأضاف المرصد، في بيان له، الثلاثاء، أن دور عبدالقادر في قيادة التنظيم قد يكون خطوة استراتيجية لداعش لتعزيز وجوده بالقارة السمراء، مستغلاً حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها بعض الدول.
ووفق التقرير الأممي فإن فرع داعش بالصومال يستثمر أمواله في تطوير أسلحته القتالية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والهجمات الانتحارية، رغم مواجهته صعوبات مثل الانشقاقات الداخلية، وضعف اندماج المقاتلين الأجانب في الهياكل العشائرية المحلية، فضلاً عن الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت قياداته في الفترة الأخيرة، إلى جانب الجهود الدولية المستمرة في اعتراض تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويله.
فرع داعش بالصومال يستثمر أمواله في تطوير أسلحته القتالية بما في ذلك الطائرات المسيرة والهجمات الانتحارية
ولفت المرصد إلى أنه رغم كل ذلك، يبقى تهديد داعش في أفريقيا قائماً، خصوصاً مع سعيه إلى إعادة توزيع مراكز صنع القرار، ما يعكس تحولاً في أولوياته من الشرق الأوسط إلى القارة الأفريقية، مطالباً بضرورة تكثيف الجهود الدولية للحد من تمدد التنظيم الإرهابي، من خلال تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول، والعمل على قطع مصادر تمويل داعش، لمنعه من استغلال الأوضاع غير المستقرة في أفريقيا لصالح أجنداته الإرهابية.
وفي الربع الأول من عام 2024، أعرب مسؤولون أمميون كبار في مجال مكافحة الإرهاب عن قلقهم إزاء التدهور الأمني في غرب أفريقيا بسبب ترسخ وجود تنظيم داعش وجماعات تابعة له.
ورغم التقدم المُحرز في مكافحة التهديد الذي يشكله داعش إلا أنه "لا يزال يمثل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين"، ولا سيما في غرب أفريقيا والساحل، وهما المنطقتان "الأكثر تضررا من نشاطات داعش والجماعات التابعة له"، حسبما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، سابقا لمجلس الأمن الدولي، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.