مجلس سيادة جديد وتصعيد شعبي ومواقف دولية...آخر تطورات المشهد السوداني

مجلس سيادة جديد وتصعيد شعبي ومواقف دولية...آخر تطورات المشهد السوداني


13/11/2021

أغلقت السلطات السودانية صباح اليوم جميع الجسور في العاصمة الخرطوم استباقاً لمظاهرات يجري الحشد لها ضد قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي.

ومن المتوقع أن تخرج اليوم مظاهرات في العاصمة الخرطوم وولايات السودان، لرفض قرارات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقد دعت تنسيقيات "لجان المقاومة في الخرطوم" إلى تسيير تظاهرات تحت مُسمّى "مليونيات الغضب" لإسقاط المجلس العسكري، وذلك بعد يومين من إعلان البرهان تشكيل مجلس سيادة جديد.

يُذكر أنّ أولى دعوات التظاهر أطلقتها لجان مقاومة الخرطوم في الـ8 من الشهر الجاري، قبل أن يؤيدها تجمع المهنيين في اليوم نفسه بالإعلان عن تحركات تصعيدية.

بالتزامن، حثت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السلطات السودانية على صون الحق بالتظاهر السلمي، والحفاظ على حرية التعبير، وضمان سلامة المحتجين.

 

السلطات السودانية تغلق جميع الجسور في العاصمة الخرطوم استباقاً لمظاهرات يجري الحشد لها ضد قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان

 

وقد حث المبعوث الأممي فولكر بيرتس مجدداً قوات الأمن على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، حسبما أوردت وكالة "رويترز".

هذا، وتوالت ردود الفعل المحلية والدولية بعدما أدى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليمين رئيساً لمجلس سيادة جديد أول من أمس، ورأت بعثة الأمم المتحدة أنّ هذه الخطوة تُصعّب عودة النظام الدستوري.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر: إنّ الأحداث الجارية في السودان "مصدر قلق بالغ"، ودعا إلى الإفراج الفوري عن "كل من يمثل روح وتطلعات الثورة السودانية التي لا ينبغي خذلانها".

وكذلك عبّرت مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة باربرا ودوورد عن القلق البالغ إزاء "التقارير التي تتحدث عن مزيد من الإجراءات الأحادية الجانب من قبل الجيش، التي تتعارض مع روح ونصّ الإعلان الدستوري"، وفق وكالة "فرانس برس".

 

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحثان السلطات السودانية على صون الحق بالتظاهر السلمي، والحفاظ على حرية التعبير، وضمان سلامة المحتجين

 

وأضافت أنّ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كان "صريحاً للغاية في تقييمه أن النافذة الآن تُغلق أمام الحوار والحل السلمي".

من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة: إنّ الممثل الخاص للأمين العام في السودان فولكر بيريتس أعرب عن قلقه بشأن تعيين مجلس سيادة جديد.

ورأى المسؤول الأممي أنّ التعيين "الأحادي" لمجلس السيادة يزيد من صعوبة العودة إلى النظام الدستوري، ودعا الجيش السوداني إلى اتخاذ إجراءات للحد من التصعيد وبناء الثقة، وفق تعبيره.

وقد أدى الفريق أول عبد الفتاح البرهان أول من أمس اليمين الدستورية رئيساً لمجلس السيادة الجديد، وذلك بعد ساعات من إصداره مرسوماً بتشكيله.

وبث الإعلام الرسمي صوراً للبرهان وهو يؤدي اليمين أمام رئيس القضاء مولانا عبد العزيز فتح الرحمن عابدين.

 

دول ومنظمات عالمية تعبّر عن قلقها البالغ بعد تشكيل مجلس السيادة، وتؤكد أنها إجراءات أحادية ستفاقم الأزمة

 

وبحسب المرسوم الذي أصدره البرهان، يضمّ مجلس السيادة 5 أعضاء من المكوّن العسكري و3 أعضاء من الجبهة الثورية و5 أعضاء يمثلون الأقاليم، مستبعداً ممثلي تحالف "قوى الحرية والتغيير" الذي يُطالب بنقل السلطة إلى المدنيين.

واحتفظ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بموقعه نائباً لرئيس المجلس، واحتفظ أيضاً بقية الأعضاء العسكريين في المجلس السابق بعضويتهم فيه.

وضمّت التشكيلة الجديدة 9 أعضاء كانوا في المجلس السابق، و4 أعضاء جدد حلوا محلّ أعضاء المجلس السابق المنتمين إلى قوى الحرية والتغيير.

وتمّ تأجيل تسمية ممثل شرق السودان في المجلس السيادي إلى حين إجراء "مزيد من المشاورات"، وفقاً للتلفزيون السوداني.

ومن أبرز الأعضاء الجدد: أبو القاسم برطم الذي كان نائباً في البرلمان في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، وهو رجل أعمال يدير شركات تعمل في الزراعة والنقل.

وانضمت إلى المجلس لأول مرّة كذلك سلمى المبارك التي لا تاريخ سياسياً لها، وهي متحدرة من أسرة صوفية عريقة، وهي ثاني امرأة في المجلس السيادي إلى جانب رجا نيقولا ممثلة الأقلية القبطية المسيحية التي احتفظت بعضويتها.

ومع تشكيل المجلس الجديد، أصدر البرهان قراراً بإنهاء تجميد المواد التي كانت معلقة من الوثيقة الدستورية، وتعهّد باحترام هذه الوثيقة.

 

تجمُّع المهنيين السودانيين: قرارات البرهان والمجلس الانقلابي تخصهم وحدهم، فلا شرعية لها، ولن تجد من جماهير شعبنا إلا الازدراء والمقاومة

 

بدوره، قال تجمع المهنيين السودانيين في بيان له صدر أمس: "نؤكد أنّ قرارات البرهان والمجلس الانقلابي تخصهم وحدهم، فلا شرعية لها، ولن تجد من جماهير شعبنا إلا الازدراء والمقاومة الضارية حتى الإسقاط الكامل، والزج بهم في مزبلة التاريخ حيث ينتمون".

في السياق نفسه، قال حمزة بلول وزير الإعلام في الحكومة المعزولة والمتحدث باسمها: إنّ قرار تشكيل مجلس السيادة الجديد يمثل "امتداداً للإجراءات الانقلابية"، مضيفاً أنّ الشعب قادر على دحر الانقلاب واستكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي.

ورأى بلول أنّ هذا القرار يؤكد صحة موقف قوى الحرية والتغيير "الرافض للحوار مع الانقلابيين"، وتابع: "هذه خطوة هروب إلى الأمام، وقراءة مثابرة من كتاب المخلوع عمر البشير الذي ظل 30 عاماً يزدري صوت الشعب، وينكّل بالمناضلين والثوار".

وخرجت أول من أمس مظاهرات ليلية في عدة أحياء بالعاصمة الخرطوم، في أول ردّ فعل على إعلان تشكيل مجلس السيادة، وقد حمل المحتجون الأعلام الوطنية، ورددوا شعارات تندد بقرار البرهان، وأغلقوا بعض الشوارع بالحواجز الإسمنتية وإطارات السيارات المشتعلة.

ومنذ 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي يعاني السودان من أزمة جرّاء إعلان البرهان حالة الطوارئ، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات بوصفها "انقلاباً عسكرياً".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية