مثقفون مصريون: المقاومة سبيل الفلسطينيين الوحيد إلى الحرية

مثقفون مصريون: المقاومة سبيل الفلسطينيين الوحيد إلى الحرية


15/05/2018

أعرب مثقفون مصريون عن دهشتهم لصلابة المقاومين الفلسطينيين الذين واجهوا بصدورهم العارية آلة القتل الهمجية الصهيونية، في الذكرى السبعين لاحتلال فلسطين. وقالوا في تصريحات خاصة بـ"حفريات" إن المقاومة هي سبيل الفلسطينيين الوحيد إلى الحرية، وأنّ الشهداء الذين سقطوا في المواجهات الدامية، يؤكدون أنّ المقاومة كفيلة بالقضاء على الاستغلال والاستعمار والاستبداد.
وقال الأديب والمترجم المصري، الدكتور أحمد الخميسي إنّ يوم نقل السفارة الأمريكية إلي القدس، يضيف صفحة أخرى، إلى دفتر النكبة العربية الذي كانت أولى كلماته عام 1948 إقامة إسرائيل، كقاعدة متقدمة للاستعمار، مرورا بنكسة يونيو 1967، وتوقيع معاهدة كامب ديفيد 1978، وانتهاء بافتتاح سفارة إسرائيلية في قلب القاهرة.

قضية فلسطين، كانت ولا تزال، هماً إنسانياً، على الرغم من محاولات البعض لطرحها كقضية عروبية او إسلامية

وأردف: "إنها صفحة جديدة مريرة، يكتبها الطغيان الأمريكي، والعجز العربي عن صد ذلك العدوان، الذي يشن أعنف حملة عسكرية استعمارية على المنطقة، منذ إبادة العراق، مروراً بليبيا، وهدم سوريا، وليبيا، واليمن، وتقسيم السودان. وبنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هدم الاستعمار الأمريكي عملية السلام، وقوض الآمال الوهمية المعقودة عليها. ونحن الآن شهود على حملة استعمارية كبرى، هي الثانية في تاريخنا المعاصر، بعد تقسيم المنطقة بين الدول الاستعمارية، باتفاقيات سايكس بيكو عام 1916".
وأوضح الخميسي، أن الطريق إلى يوم نقل السفارة الأمريكية كان طويلاً، ومشبعاً بالهزائم، وبالعجز العربي الرسمي، "لكن، شعباً ينجب طفلة تقاوم، مثل عهد التميمي،لا يهزم، ولا يستسلم. أما نحن فإننا لن نغفر شيئاً، ولن ننسى أحداً؛ بدءاً من شهدائنا الذين أجبرتهم إسرائيل، على حفر قبورهم بأياديهم، في سيناء، إلى أطفال مدارسنا، في بحر البقر. فلن نغفر شيئاً، ولو كان احتراق خصلة شعر طفلة عربية. إلى أن يحل يوم، مهما كان بعيدًا، تعود فيه الحقيقة إلى أرضها".

المقاومة في مواجهة التوحش
من جهته، قال الصحافي المصري، عضو نقابة الصحافيين المصريين، هشام فؤاد، إن الفلسطينيين يقفون وحدهم، بين الشعوب العربية، في مواجهة مع الاحتلال الصهيوني، حيث كانت العودة الكبرى، وما سبقها من المسيرات التي انطلقت منذ أواخر مارس الماضي، دليلاً على أن الشعب الفلسطيني لم يلتفت إلى دعوات أباطرة التطبيع، كما أنهم لم يستسلموا لسياسة الأمر الواقع، التي يحاول ترامب، أن يفرضها عليهم بنقله السفارة الأمريكية، إلى القدس، بل كانت مؤشراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني، لا زال على عهد المقاومة باق، باعتباره الطريق الوحيد، نحو تحرير كامل تراب فلسطين وإعادته إلى أصحابه الحقيقيين".
وأكد الصحافي المصري، إلى أنّ مسيرات العودة الفلسطينية، تعني أن "راية الثورة لا زالت مرفوعة، يحملها شعب فقير، بمسلميه ومسيحييه، بعد أن استولى الاستعمار على أرضهم وثرواتهم، وعمد إلى تهجيرهم عنها، وهو نفس السيناريو الذي يحدث في بلاد عربية أخرى، لكن، الشعب الفلسطيني أراد أن يعطي بالثورة درساً لكل الشعوب المضطهدة، وهو أن المقاومة كفيلة بالقضاء على الاستغلال والاستعمار والاستبداد، وأن الشعوب طرف مهم، في أي معادلة، ولن تستطيع الإدارة الامريكية والصهيونية أن تتجاوزه".
ذاكرة الشقاء الفلسطيني.. وعي ضد الهدم
يلتقط القاص المصري، هشام أصلان، مشهدية مؤثرة، ذات دلالة، ويبني عليها صورة باتجاه المستقبل، الذي يأمل حدوثه، ولا يسقط تحت وطأة الاستسلام: "بالأمس، وأثناء مواجهات الفلسطينيين، مع قوات الاحتلال في مسيرات العودة، استشهد فادي أبو صلاح، الشاب الذي كان قد فقد ساقيه، في مواجهات سابقة، مع جنود الاحتلال، وراح يتحرك على كرسي متحرك، لكنه، أصر على استكمال النضال".

من الثابت يقيناً أن أمريكا هي التي احتلت فلسطين وأما ما تسمى بـ"إسرائيل" فهي واجهة للنظام الأمريكي البغيض

وأردف: "وبينما انتشرت لفادي صورتان؛ أحدهما، وهو على الكرسي من دون ساقيه، ويده تلوح بمقلاع، في مواجهة الذخيرة الحية، والثانية، وهو في الكفن صغير الحجم؛ فإن صورته، بكل ما فيها من عزم وصلابة، سوف تترك في وعي الأجيال اليافعة، اليوم، ما تركته في وعيي صورة محمد الدرة، في العام 2000، عندما قامت انتفاضة الأقصى، وشاهدنا الفيديو الشهير، لاستشهاد الطفل، الذي اختبأ مع أبيه وراء برميل، خوفاً من رصاص الصهاينة، بينما الأب المذعور، حاول أن ينبههم، بإشارات مرعوبة، كي لا يقتلوه مع ولده. وبعد ثوان، رأينا الابن يرتمي ميتاً في حضن الأب".
وشدد الكاتب الصحافي، أحمد الرجال، على أنه من الثابت يقيناً أن "أمريكا، هي الدولة التى احتلت فلسطين، وأما ما تسمى بـ"إسرائيل"؛ هي واجهة للنظام الأمريكي البغيض، لذا، فلا بد للعرب أن يتعاملوا مع أمريكا، كمغتصب، وليس باعتبارها راعياً لأي سلام، الذي أضحى اليوم ضرباً من الاستسلام"، مضيفاً: "على العرب رفض الاستقطاب، الذي يلعب عليه الأمريكان، وأن يعلنوها أمة واحدة، من مشرق بلاد يعرب إلى مغربها، وقد ظنت سوريا أنها بمنأى عما يحدث فى العراق، ثم ما إن فرغوا من العراق، حتى أعملوا معاولهم في ليبيا وسوريا ومصر والسودان، والبقية ستأتي"

فضح الدعاية الغربية وقوانينها
الكاتب السياسي، سيد كراوية، أشار إلى أن الجرح الفلسطيني المفتوح على الحرية، بالرغم من كل شيء، ورغم الدماء والضحايا والشهداء؛ ووضوح الصورة التي يحتل أحد زواياها، ضحايا مضرجون بدمائهم، والأخرى، قتلة وجوههم سافرة وقبيحة، لكن، ثمة صورة جلية عن مجتمع فلسطيني، متحرك وناضج، لفعل مقاومة شامل من أجل حقوقه، وهذا هو المهم، حيث لم تعد إسرائيل وكل من حولها وعوامل مساعدتها، فى سياساتها العدوانية والعنصرية، تواجه أفعالاً، وهبات فردية، وجماعات لامستقبل لها، لكنها، الآن، تواجه مجتمعاً وحراكاً كاملاً".
وأضاف: "اتضحت الصورة أيضاً أن المجتمع الدولي المخاتل والمنحط، كان دائماً ورغم كل إدعاءاته الأخلاقية، والقانون الدولي، داعماً لإضطهاد ونزع حقوق الفلسطينيين، حتى وصل الأمر ببلطجة، غير مسبوقة، ومخالفة لأبسط معايير السياسة والقانون الدوليين، من ترامب وإدارته، بنقل السفارة في احتفالية حقيرة، في ذكرى يوم النكبة الذي جاء مصحوباً بمجزرة وحشية".
وقال المحامي الحقوقي والباحث السياسي، الدكتور وائل غالي، إنّ قضية فلسطين، كانت ولا تزال، هماً إنسانياً، في المقام الأول، "على الرغم من محاولات البعض لطرحها كقضية عروبية او إسلامية، فقط؛ لكنها، قضية تهم كل البشر؛ لأنها تعبير دقيق عن حق الشعب الفلسطيني، في تقرير مصيره، كحق أساسي وأصيل".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية