متلازمة "حزب الله"

متلازمة "حزب الله"


15/05/2022

عبدالله العلمي

يتطلع الشعب اللبناني اليوم الأحد 15 أيار (مايو) لنتائج الانتخابات النيابية. أمين "حزب الله" حسن نصرالله، سجل فشلاً ذريعاً في خطابه الركيك في تودده للبقاع، وحول ما أسماه "سلاح المقاومة" لمواجهة التحديات الأجنبية. يصر حسن في صراخه اليائس على ترديد مونولوج "أوهن من بيت العنكبوت"، بل أنه "دحش" موضوع سلاحه كبند أساسي في جدول الحياة اليومية.

لا جديد في النهج الطائفي لـ"حزب الله"، بل المزيد من ترهيب المعارضين، وشراء المؤيدين ببونات البنزين. لم يقدم فريق حسن سوى الانهيار الاقتصادي، والتعتيم الكامل على الاحتجاجات المناهضة للفساد، والتغطية على التحري عن تفجير مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 215 شخصاً. مما زاد الطين طرافة، إعلان نصر الله عن ما أسماه "بدء أكبر استنفار في صفوف المقاومة الإسلامية".

ورغم اعتراف نصرالله أن لبنان بلد منكوب ومنهوب وجائع وفقير ومُهمَل، إلا أنه يستمر بدعم مافيا الحوثي التابعة لـ"لحرس الثوري" الإيراني، والتي تدير عدة شبكات لتهريب المخدرات حول العالم. لم يقدم نصرالله أي اقتراحات لمعالجة التحديات السياسية والمعيشية في لبنان، بل مازال يتبجح بجهوده الخاصة لإعادة الثقة إلى لبنان وإلى جميع شعوب المنطقة كما قال (!).
من ضمن خزعبلات نصر الله، قدرته على إقناع من يتبعه بما أسماه ممارسة "المقاومة السياسية" لتبقى للحزب "المقاومة المسلحة". ربما الذي يقصده "سيد المواربة" هو توظيف العصابات الحوثية، وتجار المخدّرات، لتأهيل مهربين جدد بالتعاون مع مافيات أميركا الجنوبية. في عالم التسويق، يسمى هذا الأسلوب "خطة مضاعفة الإيرادات والربحية".

لم يقترح حسن نصرالله أي خطط لإنقاذ المواطن اللبناني الغارق تحت الديون نتيجة للسياسات الحكومية الفاشلة. لم يتقدم حسن بأي إصلاحات اجتماعية، بل فشل بتأمين أبسط حقوق المواطن اللبناني. الدليل هو استمرار تدني مستويات الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، بل أن أكثر من ثلاثة أرباع السكان في لبنان يقعون اليوم تحت خط الفقر. أضعف الإيمان، أن الحكومة اللبنانية ستعمل على خفض الدين العام إلى 100% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي في 2026، وربما إلى 75% بحلول 2032.

هذه أدلة دامغة أن حسن نصرالله لم يقدم أي اقتراح عملي لإنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية مقابل العملات الأجنبية. ماذا قدم حسن نصر الله لحل مشاكل شح الوقود والأدوية، وارتفاع معدلات السرقات والنهب والفساد والبطالة؟ لا شيء. لم ينتج عن (مساهمات) حسن نصرالله إلا انكسار الإقتصاد اللبناني، وفقدان الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها، وإشعال أسعار المواد الغذائية أكثر من عشرة أضعاف قيمتها الحقيقية.

في نهاية الأمر، تقرير الأمم المتحدة أدان هذا الأسبوع ولأول مرة، الحكومة اللبنانية ومصرفها المركزي لأنهما تسببا في "إفقار الناس وتدمير اقتصاد لبنان". هذا ليس كل شيء، بل أن التقرير الأممي أشار بكل وضوح إلى أن المسؤول اللبناني لديه شعور بالحصانة من العقاب، وأن النخبة السياسية في البلاد مسؤولة عن "الكساد المتعمد" في لبنان الشقيق.
وكأن كل ما سبق لا يكفي لإدانة متلازمة حسن نصرالله، فقد أحالت النيابة العامة الكويتية هذا الأسبوع خلية "حزب الله" إلى محكمة الجنايات بتهم أمن الدولة. نعم، هي نفسها العصابة التي يتغنى بها نصرالله ويصفها "بالعزة والكرامة والحرية والسيادة". لائحة الاتهام شملت 11 مواطنا و7 وافدين يعملون في محلات الصرافة التي قامت بتحويلات مالية مشبوهة.

آخر الكلام، ما هو المتوقع اليوم؟ ربما – لاقدر الله - سيحتفظ نصرالله وحلفاؤه بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامةً.

عن "النهار" العربي


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية