ما علاقة الإخوان بزيادة العمليات الإرهابية في بريطانيا؟.. هذا ما كشفته دراسة حديثة

ما علاقة الإخوان بزيادة العمليات الإرهابية في بريطانيا؟.. هذا ما كشفته دراسة حديثة


05/10/2021

حذّرت دراسة صادرة حديثاً عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، من خطر انتشار مراكز تنظيم الإخوان في بريطانيا، وقالت إنها المتهم الرئيس خلف زيادة العمليات الإرهابية إلى مؤشر غير مسبوق بين العامين 2019 و2020.

وأوردت الدراسة، أنّ الحكومة البريطانية في مراجعة شاملة تحدد من خلالها أولويات البلاد السياسية في فترة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي أن بريطانيا واجهت تهديداً كبيراً لمواطنيها ومصالحها من المتشددين الإسلاميين أساساً وأيضاً من اليمين المتطرف والفوضويين.

اقرأ أيضاً: بالأسماء... كشف شبكة الجمعيات الحقوقية التابعة للإخوان في بريطانيا ومن يديرها

وأكدت الدراسة على أنه هناك تهديداً أيضاً من المعارضين في أيرلندا الشمالية الذين يريدون زعزعة استقرار اتفاق السلام في الإقليم البريطاني والذي تم توقيعه عام 1998، مُحذرة من أنّ سوء الإدارة والفوضى، وبخاصة في بعض دول أفريقيا والشرق الأوسط، سيفسحان مجالاً للجماعات المتطرفة مع زيادة احتمالية رعاية الدول للإرهاب واللجوء للحروب بالوكالة

واجهت بريطانيا تهديداً كبيراً لمواطنيها ومصالحها من المتشددين الإسلاميين أساساً ومن اليمين المتطرف والفوضويين

وتطرقت الحكومة البريطانية في مراجعتها إلى أنّ الإرهاب سيبقى مصدر تهديد كبير خلال العقد المقبل مع وجود مجموعة أكثر تنوعاً من الأسباب المادية والسياسية ومصادر جديدة لنشر التطرف ومع تطوير عمليات التخطيط"، ووعدت باتباع "نهج قوي شامل للمواجهة"، وفق ما أورد "المركز الأوروبي" في دراسته الجديدة.

اقرأ أيضاً: كيف يستغل الإخوان ومتشددون ليبيون ديمقراطية بريطانيا؟

وبحسب الباحثة في المركز الأوروبي، هيبة غربي، تمتلك جماعة الإخوان 60 منظمة داخل بريطانيا، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، بل وقنوات تلفزيونية، ولازالت الجماعة تفتتح مقرات لها في المملكة المتحدة كافتتاح "مكتب الجماعة" في حي كريكلوود شمالي لندن.

 

تمتلك جماعة الإخوان 60 منظمة داخل بريطانيا، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، بل وقنوات تلفزيونية، ولازالت الجماعة تفتتح مقرات لها في المملكة المتحدة

 

ومن أبرز هذه المنظمات، "الرابطة الإسلامية" في بريطانيا التي أسسها "كمال الهلباوي"، والذي خرج لاحقاً من تنظيم الإخوان عام 1997، وترأستها "رغدة التكريتي" ذات الأصول العراقية.

هناك أيضاً الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية الذي أسسه "عصام يوسف" في التسعينيات، ويمتلك 11 فرعاً في بريطانيا و"مؤسسة قرطبة TCF" و"منظمة الإغاثة الإسلامية" في بريطانيا.

لندن والجماعات المتطرفة

وتشير الدراسة إلى أنّ رفع السرية عن الوثائق الرسمية التي يعود تاريخها إلى زمن الإمبراطورية البريطانية يلقي الضوء على طبيعة علاقة لندن بالجماعات الإسلامية المتطرفة في العالم الإسلامي وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين، وقد فحص الكاتب والصحفي البريطاني "مارك كورتيس" وثائق الاستخبارات ووزارة الخارجية هذه في كتاب نشره عام 2010.

كمال الهلباوي

وجاء الدافع الرئيسي لكتابه هذا من الخوف الذي شعر به بعد تفجيرات عام 2005 في لندن، والتي خلفت 52 قتيلاً وأكثر من 700 جريح.

اقرأ أيضاً: هجوما ريدينغ ومانشستر.. هل تدفع بريطانيا ثمن دعمها الإخوان والمتشددين الليبيين؟

ويؤكد الكتاب أنّ لندن كانت واحدة من المراكز الرائدة في العالم للجماعات المتطرفة في التسعينيات، حيث كانت بمثابة قاعدة للجماعات المتطرفة من خلال مكتبها التابع للجنة الاستشارية والإصلاح. ومركزاً لعملياته في أوروبا وجمع ملايين الجنيهات لتجنيد وتمويل الإرهابيين من أفغانستان إلى اليمن.

وتقول غربي في تصريح لـ"سكاي نيوز"، إنّ طبيعة العلاقات القائمة بين لندن والجماعات الإسلاموية المتطرفة كانت موجودة منذ بدايات القرن الماضي، حيث كانت المملكة بمثابة قاعدة للجماعات ومركزاً لعملياتها في أوروبا.

 

حذرت عدة تقارير بريطانية من خطر انتشار مراكز تنظيم الإخوان بالبلاد، وقالت إنها تعد المتهم الرئيس خلف زيادة العمليات الإرهابية إلى مؤشر غير مسبوق بين العامين، 2019 و2020

 

وتشير إلى أنه انطلاقاً من التبرعات والمساعدات المالية، هذا التعاون منح الجماعة قوة إضافية من المواجهة العنيفة التي يمكن للجماعات المتطرفة استخدامها لزعزعة استقرار أو الإطاحة بالحكومات التي أصبحت معادية للغرب، ما جعلها قوية لدرجة أنّ بريطانيا نفسها بدأت تقدم لهم مساعدات مالية مقابل عدم مهاجمة مصالحها. وها هي اليوم تبذل قصارى جهدها لمحاربة ومنع تسرب هذه الجماعات المتطرفة إلى بلدها، من خلال مختلف الإجراءات والاستراتيجيات الأمنية الحالية.

ما هي أهم التنظيمات "الإسلاموية" في بريطانيا؟

وتشير دراسة سابقة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إلى أنّ أبرز الجماعات "الإسلاموية" المتطرفة في بريطانيا، هي:

"الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة"، التي يقع مقرها الرئيسي جنوب مدينة مانشستر، وهى فرع من فروع الحركة الإسلامية المتطرفة العالمية التي تستقي أفكارها من تنظيم القاعدة، وتضم عبد الحكيم بلحاج، وخالد الشريف، اللذان حاربا مع القاعدة في أفغانستان، وغيرهما.

وتحدثت الدراسة أيضاً عن "جماعة أنصار الشريعة"، التي يتزعمها مصطفى كمال مصطفى، الشهير بـ "أبو حمزة المصري"، والذي قدم من مصر إلى بريطانيا عام 1979، واتخذ مسجد "فينسبري بارك" منطلقاً لخطبه قبل طرده منه واعتقاله، حيث تم عزله  من منصبه كإمامٍ للمسجد عام 2003 ثم تم ترحيله الى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بتحقيقات تورطه بالتطرف والإرهاب.

اقرأ أيضاً: كيف ولماذا تصادق بريطانيا الإرهابيين؟

أما المجموعة الثالثة التي تطرقت لها الدراسة، فهي "جماعة المهاجرين البريطانية"، التي أسسها عمر بكري، سوري الأصل في أوائل التسعينيات ودعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا، وكانت الجماعة تنظم المظاهرات من حين لآخر لمطالبة الحكومة بتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.

 

تحدثت الدراسة عن مجموعة "مسلمون ضد الحملات الصليبية"، وهي جماعة تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية داخل المجتمع البريطاني، وهدفها البعيد المدى هو إقامة إمارة إسلامية في قلب أوروبا

 

كما أشارت الدراسة إلى "لجنة النصح والإصلاح"، ويتزعمها خالد الفواز، الذي تصفه أجهزة الأمن الأوروبية بأحد أهم ممثلي بن لادن في أوروبا، وكان يعاونه، عادل عبد المجيد وإبراهيم عبد الهادي، المحكوم عليهما في قضايا عنف إسلاموي.

وكذلك تحدثت الدراسة عن مجموعة "مسلمون ضد الحملات الصليبية"، وهي جماعة تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية داخل المجتمع البريطاني، وهدفها البعيد المدى هو إقامة إمارة إسلامية في قلب أوروبا.

اقرأ أيضاً: إخوان بريطانيا: إمبراطورية الظل

وأيضاً، جماعة "الإخوان المسلمين"، التي أعرب حسن البنا، مؤسس "الجمعية السرية لجماعة الإخوان المسلمين" في مصر عام 1928، عن اقتناعه الراسخ بأن السبيل الوحيد لتحرير بلاده من البصمة الثقافية البريطانية (كانت مصر آنذاك تحت ولاية بريطانيا العظمى) هو تطوير الإسلام الاجتماعي، وهكذا فإنّ عقيدة "الإخوان" وُلدت في معارضة للنموذج الثقافي والمجتمعي الغربي والتي تدور حول "النهضة الإسلامية"، ضد قبضة العلمانية الغربية والتقليد الأعمى للنموذج الأوروبي.

كما كانت علاقات بريطانيا بـ "جماعة الإخوان المسلمين” في مصر قوية حيث تبرعت هذه الأخيرة بمبلغ 500 جنيه لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين – حسن البنا – بعد وقت قصير من تأسيس الجماعة، وبحلول عام 1941، أصبحت هذه الجماعة قوية لدرجة أنّ بريطانيا بدأت تقدم لها مساعدات مالية مقابل عدم مهاجمة مصالحها، وفق ما أورد "المركز الأوروبي".

يذكر أنّ عدة تقارير بريطانية كانت قد حذرت من خطر انتشار مراكز تنظيم الإخوان بالبلاد، وقالت إنها تعد المتهم الرئيس خلف زيادة العمليات الإرهابية إلى مؤشر غير مسبوق بين العامين، 2019 و2020.

وشهدت بريطانيا ارتفاعاً ملحوظاً في العمليات الإرهابية، حيث شهدت العاصمة في 2 شباط (فبراير) من العام 2020، عملية طعن 3 أشخاص بسكين في شارع للتسوق في منطقة سكنية جنوب لندن.

كما أقدم شخص يدعى خيري سعد الله، وهو بريطاني من أصل ليبي، على طعن 3 أشخاص في حديقة بمدينة "ريدينغ" غربي لندن في 21 حزيران (يونيو) 2020. 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية