ما حقيقة اختفاء الميليشيات الإيرانية في ريف دمشق؟

ما حقيقة اختفاء الميليشيات الإيرانية في ريف دمشق؟

ما حقيقة اختفاء الميليشيات الإيرانية في ريف دمشق؟


03/07/2023

كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" ألاعيب جديدة تحاول إيران اتباعها لإخفاء تواجدها العسكري في مناطق سورية.

وقالت الصحيفة في تقرير نشر اليوم: إنّه على الرغم من الاختفاء بشكل كلي لمشهد الانتشار العلني بالزي العسكري لعناصر الميليشيات الإيرانية أو التابعة لها، من شوارع بلدة (حجيرة) الملاصقة لمنطقة (السيدة زينب) المعقل الرئيسي لطهران، بريف دمشق الجنوبي، فإنّ نشاط ونفوذ الأخيرة في المنطقة مستمر ويتزايد على الأرض.

رغم الاختفاء بشكل كلي لمشهد الانتشار العلني بالزي العسكري لعناصر الميليشيات الإيرانية، إلا أنّ نشاط ونفوذ الأخيرة مستمر ويتزايد على الأرض

وخلال أعوام الحرب انتشر في (السيدة زينب) و(حجيرة) كثير من الميليشيات الإيرانية وميليشيات أخرى تتبع طهران، وبات انتشار عناصرها بالزي العسكري يشاهد بشكل واضح وكثيف في عموم شوارع المنطقة والبلدة. لكن في الفترة الماضية، ومع تكثيف إسرائيل من ضرباتها على مواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا، خصوصاً في ريف دمشق الجنوبي، تراجع إلى حد كبير ظهور عناصر إيران والميليشيات التابعة لها بالزي العسكري في عموم شوارع المنطقة والبلدة.

إزالة كل اليافطات الدعائية لـ "المجمع الثقافي- الرياضي- الترفيهي"، الذي أنشأته إيران، من شوارع (حجيرة)، ورايات الميليشيات الإيرانية

لكنّ المشهد حالياً مختلف جذرياً في (حجيرة)؛ فقد اختفى كليّاً مشهد عناصر الميليشيات الإيرانية المرتدية الزي العسكري من شوارع البلدة، وكذلك مشهد عناصر الميليشيات الأخرى التابعة، ويقتصر الانتشار بالزي العسكري على عدد قليل من العناصر على حاجز وضع على طريق بلدة (ببيلا) قبل نحو (50) متراً من بداية الحدود الإدارية لبلدة (حجيرة)، بينما وُضع ساتر ترابي ضخم عند مدخل الأخيرة لمنع دخول السيارات، وخلفه حاجز آخر، يقف عليه أيضاً عدد قليل من العناصر يدققون بالداخلين سيراً على الأقدام وعلى الدراجات النارية والهوائية إلى البلدة.

ويعتقد أنّ تلك العناصر تتبع أجهزة الأمن السورية، وهو ما بدا واضحاً من لهجتهم في الحديث مع الناس، كما تقتصر الأعلام والصور المثبتة على تلك الحواجز على علم البلاد الوطني وصور الرئيس بشار الأسد.

هذا، وأزيلت كل اليافطات الدعائية لـ "المجمع الثقافي- الرياضي- الترفيهي" الذي أنشأته إيران من شوارع (حجيرة)، ومنها يافطة ضخمة على منتصف الطريق العامة، إضافة إلى إزالة رايات الميليشيات الإيرانية وميليشيات أخرى تتبع طهران من الطرقات.

عناصر تلك الميليشيات ما زالوا موجودين في (حجيرة)، ولكنّهم لا يظهرون في الشوارع بالزي العسكري، والبلدة تشهد تزايداً في عمليات شراء العقارات

ووفقاً للصحيفة، فإنّ المشهد العام في (حجيرة)، وإن كان يوحي بتراجع نفوذ وسيطرة ميليشيات إيران والميليشيات الأخرى التابعة لها في البلدة، فإنّ الواقع عكس ذلك، فقد أكدت مصادر أنّ "عناصر تلك الميليشيات ما زالوا موجودين، ولكنّهم باتوا لا يظهرون في الشوارع بالزي العسكري"، وأنّ البلدة تشهد تزايداً في عمليات شراء العقارات من قبل سماسرة يقومون بها لحساب إيرانيين وزعماء ميليشيات في المنطقة، لأنّ أغلب العقارات السكنية التي يتم شراؤها يقطنها عناصر من تلك الميليشيات. 

وأضافت: "في الحقيقة ما يجري في المنطقة هو تزايد للتواجد العسكري لإيران وميليشياتها، وليس تراجعاً".

ومنذ بداية الحرب في سوريا اتخذت إيران من مسألة "الدفاع عن مزار السيدة زينب"، الذي يؤمه آلاف الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، حجة لجذب المسلحين منها ومن أصقاع العالم إلى سوريا، إلى أن أصبحت تنتشر في سوريا ميليشيات إيرانية ومحلية وأجنبية تابعة لطهران، يزيد عددها على (50) فصيلاً، ويتجاوز عدد مسلحيها (60) ألفاً، يعملون تحت قيادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران التي قامت بمحاولات عدة لمدّ نفوذها أكثر في ريف دمشق الجنوبي، لتشكيل "ضاحية جنوبية" شبيهة بتلك الموجودة في بيروت.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية