ما الذي كشفته مراجعات حسام الغمري عن الإخوان؟

ما الذي كشفته مراجعات حسام الغمري عن الإخوان؟

ما الذي كشفته مراجعات حسام الغمري عن الإخوان؟


17/09/2023

لم ينتمِ حسام الغمري يوماً ما للإخوان، لكنّه انضم لحزب (غد الثورة) الذي يرأسه أيمن نور، والتحق به في تركيا، وانضم إلى لجنة الإعلاميين، التي شكلتها الجماعة في إسطنبول، وبعد مرور أعوام طوال، أدرك بحسه الفني، لأنّه مخرج تلفزيوني، أنّه سار في طريق مظلمة، فانتقل إلى جنوب أفريقيا، وسار في طريق المراجعة، وبدأ في الهجوم على الجماعة في حلقات بعنوان (تجربتي في إسطنبول)، التي كانت كاشفة إلى حدٍّ كبير ما يجري في أروقة الجماعة الداخلية.

 حلقات الغمري خطوة على الطريق

حسام الغمري مخرج تلفزيوني سابق، عمل في عدة قنوات، وانتقل إلى تركيا، وعمل مديراً تنفيذياً لقناة (الشرق) التي يديرها المعارض أيمن نور، وأشرف على العديد من البرامج، وله العديد من النصوص المسرحية والحلقات التلفزيونية، وكذلك هو مؤلف كتاب (الإسلام والفن).

 اختلف الغمري مع أيمن نور لأسباب إدارية ومالية، وبدأ في التواصل مع بعض الشخصيات المصرية، وتم رصد ذلك من قبل الجماعة، فأبلغوا عنه السلطات التركية التي قبضت عليه، وأودعته في سجن من السجون البعيدة، وأفرج عنه بعد تدخل من بعض الشخصيات، وبعد اتفاق أنّه لا يتواصل، ولا يظهر إعلاميّاً.

 انتقل الغمري إلى جنوب أفريقيا، وبدأ حلقات المكاشفة والمراجعة، وكانت أولى حلقاته (تجربتي في إسطنبول)، التي تناولت بعض حلقاتها: تجار ثروات الجماعة، والتحرك بأوامر الأجنبي، والإخوان والأمريكان والجبهة الداخلية، وكيف تواصل قائد الإخوان مع إيدي كوهين للحصول على دعم، ووجدي غنيم وحقيقة موقفه، وحقيقة تخابر محمد مرسي مع الأمريكان، وكيف كان مال الدعم السياسي للجماعة من المخدرات والدعارة، وقواعد الحرب الإعلامية، ومن هو عبد الرحمن أبو دية وزير إعلام الإخوان، وسبوبة الجنسية الاستثنائية، وكيف تآمر معتز مطر على هشام عبد الله، وكيف ترك الإخوان الفنان شومان في مرضه، ودور المخابرات البريطانية في دعم حسن البنا، والإخوان في تركيا.

عمل الغمري مديراً تنفيذياً لقناة (الشرق) التي يديرها المعارض أيمن نور

 وكان أبرز ما قاله الغمري إنّ البنا عميل للإنجليز، وإنّ الإخوان تجار ثورات، ولا يتحركون إلا بإشارة من المستعمر الغربي، لافتاً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي كان له دور كبير في تحريك الجماعة، قائلاً: "إنّ إبراهيم منير قال: لو جاني استدعاء من المخابرات البريطانية، فأنا هقول على كلّ حاجة".

 وأشار الغمري إلى أنّ الإخوان يسعون دائماً للانقسام السياسي والمجتمعي، والتعامل مع الأجهزة والمخابرات الأجنبية ضد مصالح الوطن، كاشفاً عن أنّ جميع تصرفات جماعة الإخوان لها تبرير لديهم، كما ألهمهم حسن البنا الذي لطالما امتدح الملك فاروق في مقالاته، ووصف عرشه بالمقدّس حين كان يتلقى منه دعماً مالياً، حتى كبرت دعوته، ولاحت قوته، فخانه وانقلب عليه، إضافة إلى كتابة مقاله الشهير "ليسوا إخواناً، وليسوا مسلمين"، التي تبرأ فيها من التنظيم الخاص الذي أسسه كي ينجو برأسه بعد اغتيال النقراشي، ولم يهتم أو يُفكّر في صدمة الشباب الذين صدقوه، وآمنوا بفكرته.

الغمري: الغريب أنّ الإخوان حين يتعرضون للفشل المعتاد يتوجهون باللوم إلى الجميع، حتى لوم بعض الأفراد المنتمين إلى التنظيم، ولكنّهم لا يجرؤون على توجيه النقد لفكرة البنا وقطب وكأنّها أنزلت من السماء

 وأشار الغمري إلى أنّ أتباع البنا يقولون في تباهٍ: إنّ فكرته تنتشر الآن في (72) دولة كدليل على نفعها وبركتها، مؤكداً أنّ هذا منطق أوهن من بيوت العنكبوت، مشيراً إلى أنّه منذ تأسيس الجماعة مرت بـ (90) عاماً من الخيبات، وليس من نشر الأفكار كما يدّعي الإخوان وأنصار البنا.

 وتطرّق حسام الغمري إلى أنّ الإخوان يعتقدون أنّهم وحدهم الذين يعملون لإعادة مملكة السماء، ومن أجل ذلك يحق لهم فعل كل ما يحلو لهم، وهذا جزء من المصيبة، حيث إنّ أفكارهم وأساليبهم في الخارج أدت إلى انتشار الإلحاد بين شبابهم في تركيا، موضحاً أنّ الجماعة الإرهابية وأنصارها ولجانها الإلكترونية، لم يستوعبوا أنّ رجلاً عاش على مقربة منهم كشف زيف فكرتهم وضلال عقيدتهم.

 كما ألمح إلى دور تخابري كانت تقوم به فضائية (مصر الآن)، التابعة للجماعة، والتي كانت تبث من تركيا، مشيراً إلى أنّ الجماعة أغلقت تلك الفضائية في ذروة نجاحها، في حين كذبوا وقالوا إنّ تركيا هي التي طلبت منهم ذلك، وهو ما لم يحدث، لافتاً إلى أنّ كل الدلائل تشير إلى أنّ قادة الإخوان يتلقون التعليمات من أجهزة مخابرات الدول التي يقيمون فيها.

 وكان ممّا قاله في حلقاته: "إنّ تجربة تونس تحديداً جعلتني على قناعة تامة بأنّه لا يمكن توقع استقرار الديمقراطية في بلادنا مع استمرار هذا الفكر وقدرته على الحشد وعلى مدّ أذرعه إلى الخارج، والغريب أنّ الإخوان حين يتعرضون للفشل المعتاد يتوجهون باللوم إلى الجميع، حتى لوم بعض الأفراد المنتمين إلى التنظيم، ولكنّهم لا يجرؤون على توجيه النقد لفكرة البنا وقطب، وكأنّها أنزلت من السماء، والحقيقة التي أستطيع تأكيدها هي أنّ هذه الفكرة ولدت وهي تحمل ميكانزمات الفشل التلقائي، ومهما تكاثرت البكائيات والمظلومية لا أتوقع أن تحقق أيّ نجاح، بل على العكس ستضيع أعمار المزيد من أبنائنا داخل المعتقلات بسبب هذا السراب".

 الجماعة في مواجهة الغمري

لقد كانت حلقات الغمري كاشفة إلى حدٍّ كبير عدة أمور؛ منها: كيف تدير الجماعة علاقاتها مع أفرادها، وكيف يعاني من لا ينتمون إلى الجماعة وهاربون لتركيا مثل الفنان محمد شومان من قلة المال والنصير، وعدم وجود عمل يقتاتون منه، أو يتعالجون به من أمراضهم، ثم كيف أنّ هناك المئات من عناصر الجماعة بلا مأوى، وتعيش ظروفاً مأساوية بسبب انشقاقها عن الجماعة.

كان أبرز ما قاله الغمري إنّ البنا عميل للإنجليز، وإنّ الإخوان تجار ثورات

 الأهم أنّ الغمري، وعلى اعتبار قربه من العملية الإعلامية، لأنّه عمل مديراً في فترة ما لقناة (الشرق)، كشف عن وزراء إعلام الإخوان، ومنهم أبو عامر عبد الرحمن أبو دية، وكيف يتحكم في كل شيء، وكيف يدير العملية من لندن، وكيف أنّه عميل للاستخبارات البريطانية.

 وكشف الغمري بكل وضوح دور الاستخبارات الأجنبية في دعم الجماعة وتحريكها، والانشقاقات الداخلية الكبيرة التي بدأت تؤتي أكلها.

خطورة الغمري ومراجعاته هي أنّها مقدمة لمراجعات أخرى لشباب آخرين، وهذا ما أقلق الجماعة والتنظيم الدولي، ولذا في الأيام الأولى من بدء مراجعاته وحلقاته صمتت الجماعة رسمياً، ثم بعد عدة أسابيع بدأ هجوم اللجان الإلكترونية، وبدأ قادة الصف الثاني يهاجمون الغمري، بل يهاجمون أيمن نور نفسه، على اعتبار أنّ كثيراً من المنشقين خرجوا من قناة (الشرق) التي لا تتبع الجماعة بشكل رسمي، وإن كانت تتلقى التمويل من الممول نفسه.

قالت مصادر خاصة لـ "حفريات": إنّ الجماعة عرضت على الغمري مبلغاً ماليّاً كبيراً لكي يوقف حلقاته، وكذلك مساعدته في الحصول على اللجوء السياسي في إحدى دول الكاريبي، لكنّه رفض ذلك، وقرر مواصلة كشف الحقائق

 انحصر هجوم عناصر الجماعة على الغمري في عدة نقاط: الأولى أنّه ليس من الجماعة، وليس قيادة فكرية مؤهلة لنقد فكر البنا وسيد قطب، والثانية أنّه عميل استخباري، والثالثة أنّه مجند من قبل النظام المصري للانشقاق، وأخيراً أنّه عاد إلى مصر، وسيتولى في وقت قريب منصباً إعلامياً رسمياً، رغم أنّه تبين فيما بعد أنّ الغمري ما زال في جنوب أفريقيا يواصل حلقاته الكاشفة.

 وقالت مصادر خاصة لـ (حفريات): إنّ الجماعة عرضت على الغمري مبلغاً ماليّاً كبيراً لكي يوقف حلقاته، وكذلك مساعدته في الحصول على اللجوء السياسي في إحدى دول الكاريبي، لكنّه رفض ذلك، وقرر مواصلة كشف الحقائق.

 ولم تنجح الإغراءات في كبح حسام الغمري، الذي ستكون مراجعاته مقدمة لمراجعات آخرين خارج مصر وداخلها.

مواضيع ذات صلة:

كيف تؤزم جماعة الإخوان العلاقة بين الفرد والدولة الحديثة؟

التجربة الحزبية عند الإخوان المسلمين: التنظير والعمل السياسي

صناعة الرموز.. كيف يستغل الإخوان شعبية المتعاطفين؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية