مالي والنيجر وبوركينا فاسو تشكل تحالفاً دفاعياً جديداً.. هل قرعت طبول الحرب؟

مالي والنيجر وبوركينا فاسو تشكل تحالفاً دفاعياً جديداً.. هل قرعت طبول الحرب؟

مالي والنيجر وبوركينا فاسو تشكل تحالفاً دفاعياً جديداً.. هل قرعت طبول الحرب؟


18/09/2023

شيماء بهلول

أعلنت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أمس السبت، عن تشكيلها لتحالف دولي تحت مسمى "تحالف دول الساحل"، بهدف إنشاء هيكل دفاعي بين الدول الثلاث، إثر تهديدات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري لاستعادة النظام.

أي انتهاك لسيادة أو وحدة أراضي إحدى الدول الثلاث سيعتبر عدواناً على باقي الأطراف

ويأتي هذا الميثاق الذي كشف عنه رئيس مالي المؤقت الكولونيل أسيمي غويتا، في أعقاب الانقلابات التي شهدتها الدول الأفريقية مؤخراً، والتي أثارت المخاوف على مستقبل الديمقراطية في المنطقة، حسب تعبير الدول الموقعة.

رد على فرنسا

وتؤكد الدكتورة إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن التحالف "جاء بمثابة رد فعل على حشد فرنسا قواتها في الدول المجاورة للنيجر، وهما بنين ونيجيريا، استعداداً للتدخل العسكري، وذلك في ظل تعقد المشهد السياسي وعدم الوصول لحلول دبلوماسية، ورفض قادة الانقلاب في النيجر إعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة مرة أخرى".

وأضافت أن "هذا التحالف العسكري وحده لن يستطيع مواجهة تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، في حالة تدخلها عسكرياً بدعم من فرنسا، وذلك بسبب ضعف جيوش هذه الدول والمشاكل الأمنية التي تواجهها، وعلى رأسها انتشار التنظيمات الإرهابية وتزايد قوتها الفترة الماضية، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تواجهها".

وأوضحت أن "هذا التحالف سيكون مدعوماً من قبل الدول الرافضة للتدخل العسكري مثل الجزائر، فضلًا عن روسيا التي ستلعب دوراً كبيراً من خلال قوات فاغنر في دعم النيجر، والتصدي للتدخل العسكري المحتمل، هذا بالإضافة للالتفاف الشعبي خلف السلطة الانقلابية في النيجر، وهو ما سيصعب مهمة التدخل العسكري من قبل أي من الأطراف".

رسالة إلى إيكواس

وعما يحمله التحالف الجديد من معنى في المنطقة، أشارت الشعراوي إلى أن هذا التحالف "رسالة قوية لإيكواس أنه في حالة تدخلها عسكرياً فإنها ستكون قد كتبت نهاية هذه المنظمة، فضلًا عن تسببها في مواجهة دول المنظمة أمام بعضها البعض، وهو ما سيعد بمثابة الكارثة وحرب إقليمية كبرى، في ظل الترابط الإثني والقبلي بين هذه الدول، وارتباطها بمصالح اقتصادية وسياسية واجتماعية مشتركة على مدار التاريخ".

وأكدت أنه "على الرغم من دور فاغنر الكبير في دعم هذه الدول، إلا أنه لا يمكن اعتبار ذلك السبب الرئيسي في إعلان تشكيل هذا التحالف، وذلك في ظل الرغبة الحقيقية من شعوب هذه الدول بالتخلص من الوجود الفرنسي والاستفادة من خيراتهم وثرواتهم، وأن تصبح دولهم قوية في ظل ما يتمتعون به من موارد وثروات طبيعية".

حرب كبرى

وتوقعت الدكتورة إيمان الشعراوي أن "تدخل منطقة الساحل والصحراء في حرب كبرى، في ظل استعداد كافة الأطراف لها من جانب، وحالة الدفع الفرنسي لحدوث هذه الحرب من جانب آخر، خاصة بعد رفضها إجلاء السفير الفرنسي عن النيجر واستفزاز الشعب والسلطة النيجرية".

ولفتت إلى أنه في "حال حدوث أي ضرر للسفير، فذلك سيكون ذريعة لفرنسا للتدخل العسكري بشكل مباشر، وهو ما تسعى إليه فرنسا لذلك ترفض محاولة إجلاء السفير، في ظل الخطورة التي تهدد حياته وحياة من معه في السفارة".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية