ماذا سيقدم مؤتمر برلين 2 لليبيا؟ وما موقف الإخوان؟

ماذا سيقدم مؤتمر برلين 2 لليبيا؟ وما موقف الإخوان؟


05/10/2020

تشهد اليوم العاصمة الألمانية برلين مؤتمراً دولياً بشأن ليبيا، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وسيأتي مؤتمر برلين 2 على هامش أعمال الجمعية العامة، عبر دائرة تلفزيونية لمدّة ساعتين، بحضور الدول التي شاركت في مؤتمر برلين 1، الذي عقد في كانون الأول (يناير) الماضي، ودول جوار ليبيا الـ6، إضافة إلى دول لجنة المتابعة مثل سويسرا وهولندا.

 

تعنّت جماعة الإخوان وحكومة الوفاق على بعض بنود الاتفاق المتعلقة بالميليشيات المسلحة والمرتزقة بتوجيهات من بعض الدول

 

وكان المتحدث باسم الخارجية الألمانية قد أوضح أنّ هدف مؤتمر برلين 2 هو الدفع لتطبيق قرارات مؤتمر برلين 1.

وأضاف: "هناك إشارات إيجابية يجب البناء عليها، خاصة بعد المحادثات التي استضافتها مونترو السويسرية"، رغم تعنّت جماعة الإخوان وحكومة الوفاق على بعض بنودها المتعلقة بالميليشيات المسلحة والمرتزقة، بتوجيهات من بعض الدول الإقليمية التي تأتمر بأمرها كقطر وتركيا، وظهر هذا جلياً بما كشفته مصادر أمنية ليبية حول أنّ الإخواني خالد المشري أجرى محادثة هاتفية مطوّلة، مساء أمس الأحد، مع أمير قطر تميم بن حمد.

وتناولت المكالمة، وفق ما أورد موقع "العين" الإخباري، مستقبل تنظيم الإخوان الإرهابي وطرق الضغط على مؤتمر "برلين 2" المزمع عقده اليوم، للحفاظ على مكاسب التنظيم وأدواته الميليشياوية في الداخل الليبي.

اقرأ أيضاً: تركيا في ليبيا.. إلى أين؟

وأشارت المصادر إلى أنّ الاتصال يأتي تحسباً لصدور قرارات دولية جديدة تقضي بحلّ الميليشيات وحظر السلاح وتثبيت وقف إطلاق النار، وهي أبرز الموضوعات المطروحة على مائدة المجتمعين اليوم في ظل غياب قطر، بعد استبعادها من مسارات الحل الدولي للأزمة في مؤتمر برلين السابق كانون الثاني (يناير) 2020، مع بقاء تركيا ممثلة لمصالح إخوان ليبيا في المؤتمر الدولي.

 

قبل مؤتمر برلين الإخواني خالد المشري يجري اتصالات هاتفية مع أمير قطر، والسراج يجتمع مع أردوغان

 

وبالتوازي مع الاتصال الإخواني بأمير قطر، استقبل الرئيس التركي أردوغان رئيس ما يُعرف بحكومة الوفاق فايز السراج بأنقرة، في زيارة فسّرها المراقبون بأنّها رسالة من أنقرة للمؤتمر اليوم تفيد باستمرار الدعم التركي لحكومة السراج ولتنظيم الإخوان في ليبيا.

ويرى المراقبون أنّ لقاءات بوزنيقة بالمغرب التي سبقت مؤتمر برلين، استفاد منها تنظيم الإخوان المسيطر على "مجلس الدولة" الاستشاري في طرابلس.

وأوضح المراقبون أنّ لقاءات بوزنيقة - وإن جاءت من قبل رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح - في إطار المرونة السياسية والتجاوب مع المبادرات الدولية الساعية للحل، إلا أنّ مجلس الدولة الذي مثل الطرف الآخر أمام البرلمان قد وظف هذا المسار لإثبات بقائه في المشهد الليبي كمفاوض.

هذا، ويعتقد مراقبون في الشأن الليبي أنه سيكون هناك الكثير من العوائق أمام مؤتمر برلين 2، خاصّة أنّ تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يمثله حالياً رئيس مجلس الدولة خالد المشري، والذي زعم أنه استقال من الحركة بعد أن تسلم منصبه، اعتبر أنّ المؤتمر الأول أضاع الكثير من مكتسباته السياسية.

اقرأ أيضاً: تفاؤل حذر.. ما معوقات إقرار الحل السياسي "المتفق عليه" في ليبيا؟

بدوره، قال الكاتب الصحفي عبد الحكيم معتوق، في تصريح لقناة الغد: سيكون هناك في مؤتمر برلين 2 تقدّم بالمسارين العسكري والسياسي دون المسار الاقتصادي، بسبب حجم الفساد الكبير في المصرف المركزي، مؤكداً أنّ هذا التقدم ناتج عن الضغوطات الأمريكية وتدخلها بشكل صريح في الأزمة الليبية، على الرغم من تدخلها سابقاً بشكل غير مباشر.

 

معتوق: مؤتمر برلين 2 سيكون عبارة عن تنسيق دولي للمصادقة على مخرجات مبادرة القاهرة التي تضمنت تسوية لكل النقاط الخلافية

 

وتحرّك السفير لدى ليبيا ريتشارد نورلاند دليل واضح على أنّ أمريكا يبدو أنها قرّرت حسم الأمر وإنهاء الأزمة، وفق معتوق.

وأضاف معتوق: "غداً سيكون نوعاً من المصادقة، وعلينا أن نتكئ على تصريحات مسؤولين دوليين بأنّ الحكومات الأوروبية سوف تستخدم كلّ الخيارات باتجاه الدول اللاعبة في ليبيا، إذا لم توقف سياساتها التخريبية"، لافتاً إلى أنّ الحل "يكمن فقط بالتدخل المصري في ليبيا".

وذكر المحلل السياسي والناطق الرسمي باسم الحكومة سابقاً، أنّ تركيا الآن تترنّح، ولديها مشاكل كثيرة؛ فهي متواجدة في سوريا وليبيا والشرق الأوسط وأذربيجان، لهذا أصبح لا بدّ أن تلملم شتاتها، في ظلّ الخسائر الكبيرة التي تتكبدها مالياً وبشرياً.

اقرأ أيضاً: كيف تحولت حدود ليبيا إلى ساحة لتهريب الوقود والبشر؟

وأوضح معتوق أنّ مؤتمر برلين 2 سيكون عبارة عن تنسيق دولي للمصادقة على مخرجات مبادرة القاهرة، التي تضمّنت تسوية لكل النقاط الخلافية، ومن أهمّها ضرورة تفكيك ميليشيات الوفاق وخروج مرتزقة أردوغان.

يُذكر أنّ المشاركين في مؤتمر برلين 1 حول ليبيا في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي توصلوا إلى اتفاق حول خطة شاملة خاصّة بتسوية الأزمة في البلاد، تشمل تعزيز الهدنة، وتثبيت حظر السلاح، وتشكيل آلية عسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضاً: هل تضع "مغامرة ليبيا" حداً لنهج أردوغان في المنطقة؟

من جهته، قال الباحث السياسي زاهي علاوي في مداخلة مع قناة "سكاي نيوز": إنّ مؤتمر برلين سيضمّ الأطراف الدولية التي تتدخل في الصراع الليبي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بعيداً عن طرفي الصراع اللذين يتفاوضان في بوزنيقة.

وأضاف علاوي: إنّ ألمانيا ستسعى في هذه المرّة للضغط على الدول التي تتدخل في ليبيا، لضمان وقف تدفق الأسلحة إلى طرفي الصراع في ليبيا.

 

علاوي: ألمانيا ستسعى في هذه المرّة للضغط على الدول التي تتدخل في ليبيا لضمان وقف تدفق الأسلحة إلى طرفي الصراع

 

وذكر علاوي أنّ تركيا الآن منشغلة في صراعات مختلفة، وتتعرّض لضغوطات دولية وأوروبية، لهذا يتوجب على تركيا التخفيف من تدخلاتها، لأنها بحاجة إلى أوروبا في الكثير من الملفات.

ويشارك في مؤتمر برلين مساء اليوم 19 دولة وهيئة دولية، بينها ألمانيا المنظمة، وبمشاركة الإمارات ومصر وأمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا.

 ومن الهيئات والمنظمات جامعة الدول العربية والاتحادان الأوروبي والأفريقي، فضلاً عن الأمم المتحدة راعية المؤتمر.

اقرأ أيضاً: "الوطن الأزرق": أيديولوجيا التدخل التركي في ليبيا

وجاء في صدارة مخرجات برلين الأوّل تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، وحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، ووضع حلول للرقابة على الموارد الليبية في إطار المسار الاقتصادي لمنع وصول أموال النفط للتنظيمات المتطرفة، وهو ما يعني عملياً وفاة التنظيم الذي يتغذى على الفوضى الأمنية والسياسية ويقتات على أموال الليبيين عبر المصرف المركزي.

ودعا المشاركون، في البيان الختامي، إلى تعزيز الهدنة في البلاد، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

الصفحة الرئيسية