ماذا دار في مباحثات الكاظمي في الإمارات؟

ماذا دار في مباحثات الكاظمي في الإمارات؟


05/04/2021

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إنّ زيارته أمس لدولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في إطار نهج حكومته لتعزيز علاقات بلاده مع المنطقة العربية.

وكان في استقبال الكاظمي في أبوظبي ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، واستعرضا معاً حرس الشرف؛ فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً برئيس الحكومة العراقية في "بلده الثاني"، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات.

وكتب الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على حسابه في تويتر: "أرحب بأخي مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق الشقيق بين أهله في الإمارات، وأتطلع إلى مباحثات مثمرة معه تعود بالخير والنماء على بلدينا وشعبينا الشقيقين". وأضاف في وقت لاحق، كما أوردت "وكالة الأنباء الفرنسية" أنه بحث مع الكاظمي "تعزيز علاقاتنا الأخوية ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات، وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات العربية والإقليمية والدولية". وأوردت "سكاي نيوز عربية" أنّ البلدين بحثا تعزيز التعاون الأمني والعسكري وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب.

 من جانبه، قال الكاظمي على تويتر: "كجزء من نهج حكومتي لتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية للعراق، أنا اليوم في الإمارات بوفد رسمي". وفي قصر زعبيل في دبي، استقبل نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الكاظمي، وقال الشيخ محمد بن راشد: "العراق بلد ليس كباقي الدول. إنه فجر الحضارة الإنسانية .. في البداية كان العراق ثم الحضارة .. وستعود إن شاء الله".

وقبل وصول الوفد العراقي إلى دولة الإمارات، قالت الخطوط الجوية العراقية إنها تعتزم بدء رحلات مباشرة إلى أبوظبي اعتباراً من الأول من أيار (مايو) المقبل، كما أوردت صحيفة "ذا ناشونال".

جاءت زيارة الكاظمي للإمارات بعد أقل من أسبوع على زيارة مماثلة للسعودية هدفت إلى العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية

وتأتي الزيارة في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء العراقي إلى إقامة علاقات أقوى مع دول الخليج العربية. وجاءت زيارة المسؤول العراقي للإمارات بعد أقل من أسبوع على زيارة مماثلة للسعودية هدفت إلى العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية، وتأكيد أنّ بلاده لن تصبح نقطة انطلاق لأي هجوم على المملكة، كما أفادت "وكالة الأنباء الفرنسية". وأضافت الوكالة أنّ "الكاظمي يسير على حبل دبلوماسي مشدود في العلاقة مع طهران من جهة والرياض وحلفائها في المنطقة من جهة ثانية، إذ غالباً ما تجد بغداد نفسها عالقة في النزاع بينها وبين حليفتها واشنطن أيضاً.

وتعد زيارة الكاظمي أول رحلة رسمية له إلى الإمارات منذ تولّيه منصبه في أيار (مايو) الماضي.

شراكات وتبادل خبرات

وتطرق حديث محمد بن راشد والكاظمي إلى أهمية توسيع آفاق التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية العراق لاسيما على صعيد التبادل التجاري والشراكة الاستثمارية وتبادل الخبرات الفنية في مجال البنى التحتية؛ حيث أبدت الإمارات استعدادها "لمد يد المساعدة اللوجستية للعراق الشقيق في قطاع الموانئ؛ من أجل تطوير الموانئ العراقية وتأهيلها التأهيل الذي يساعدها على تقديم أفضل الخدمات اللوجستية لمستخدميها"، بحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
إلى ذلك، أعرب رئيس وزراء العراق عن رغبة حكومته بالاستفادة من تجربة دولة الإمارات في استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والبنية التحتية، معتبراً تجربة دبي الفريدة والنموذج في هذه المجالات مثالاً يحتذى به لجميع دول المنطقة.
كما قدم الكاظمي الشكر والامتنان على ما تقدمه قيادة دولة الإمارات من دعم ومساندة للشعب العراقي كي يعيد بناء ما دمرته الحرب؛ لاسيما في إعادة تأهيل المساجد والأوابد التاريخية والكنائس وسائر المباني التاريخية التي تشهد على حضارة العراق وشعبه قديماً وحديثاً.

تحدي إنعاش الاقتصاد العراقي

ويقود الكاظمي حملة لتعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي مع الشركات الإقليمية ذات الثقل الكبير لإنعاش الاقتصاد العراقي. خلال زيارة إلى السعودية الأسبوع الماضي، أعلنت الدولتان عن صندوق استثمار مشترك بقيمة 3 مليارات دولار لتعزيز القطاع الخاص.

وبغداد بحاجة إلى دعم دول الخليج لإنعاش اقتصادها الذي عانى سنوات من الصراع والحرب، بحسب "ذا ناشونال". ويقود الكاظمي بلاده إلى انتخابات برلمانية مبكرة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهو أحد مطالب الحركة الاحتجاجية التي يقودها الشباب العراقي، والتي بدأت في أواخر عام 2019.

واندلعت المظاهرات بسبب ارتفاع معدلات البطالة ونقص الخدمات العامة، كما دعا المتظاهرون إلى وضع حد للفساد والتأثير الأجنبي على الشؤون العراقية، كما تضيف "ذا ناشونال".

جاءت زيارة الكاظمي للإمارات بعد أقل من أسبوع على زيارة مماثلة للسعودية هدفت إلى العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية

 والعراق أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية، لكنه يعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الإيراني اللازمة لتوليد الكهرباء وسط انقطاع متكرر للتيار الكهربائي. وثمة خطوط كهرباء تربط العراق والخليج؛ بينما تسعى بغداد إلى توفير مصادر أخرى للطاقة. وقد استثمرت شركة نفط الهلال ومقرها الإمارات أكثر من 3 مليارات دولار في العراق، ولديها صفقة بيع غاز مدتها 20 عاماً مع حكومة إقليم كردستان، وفق "ذا ناشونال".

يذكر أنه في عام 2008، ألغت الإمارات العربية المتحدة ما يقرب من 7 مليارات دولار من الديون العراقية، بما في ذلك مدفوعات الفوائد والمتأخرات، المستحقة على بغداد، لتصبح أول دولة خليجية عربية تتنازل عن جميع ديون العراق.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية