مؤشر الفتاوى: استراتيجيات الإخوان تقترب من الجماعات المتطرفة

الإخوان المسلمون

مؤشر الفتاوى: استراتيجيات الإخوان تقترب من الجماعات المتطرفة


24/11/2019

كشف المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ أنّ جماعة الإخوان أصبحت تستخدم الفتاوى بنسبة 95%، كسلاح موجَّه بعد الأحداث التي شهدتها عدة دول عربية، العام 2011 وما بعده، بغرض خدمة أغراضها السياسية، حتى إنّها في أحيان عدة أصدرت الفتوى وضدّها في آنٍ واحد، تبعاً لمصلحة الجماعة وتوجُّه قادتها.

تحوّلت خطابات الجماعة من "سلميتنا أقوى من الرصاص" إلى "سنقتلكم بالنار والرصاص"

وأوضح مؤشر الإفتاء؛ أنّ الخطوط والإستراتيجيات الفاصلة بين جماعة الإخوان، المصنّفة لدى عدد من الدول بـ "الإرهابية"، والجماعات المتطرفة بطبيعتها، كالجماعات الجهادية المتشددة و"داعش" و"القاعدة"، بدأت تتماثل في تبنّي العنف والإرهاب المنظّم، بعد ما كان عشوائيّاً أو متعاطفاً، بل وصل الحال بالجماعة وأتباعها إلى التحول بنسبة 180 درجة من "سلميتهم أقوى من الرصاص"، إلى "القتل بالنار والرصاص"، بدليل تنفيذهم للعمليات الإرهابية التي تبنّتها حركة حسم، التابعة للإخوان، والتي كان آخرها حادث معهد الأورام بمصر، في آب (أغسطس) الماضي.

أوضح المؤشر العالمي للفتوى أنّ 5% من فتاوى الجماعة باتت تبحث عن الشرعية والغطاء الفقهي
وأوضح المؤشر؛ أنّ 5% من فتاوى الجماعة باتت تبحث عن الشرعية والغطاء الفقهي؛ وهو ما اتضح جلياً من فتوى "حركة حماس" الإخوانية، والتي حرمت العمليات الجهادية الفردية ضدّ العدو الإسرائيلي في بعض المناطق، واعتبرت الخروج للقتال دون إذن القائد أنّه "حرام شرعاً"، بعد أن شعرت بضرورة وجود نوع من الشرعية والغطاء الفقهي لها من شخصيات وكيانات خارجية.

الخطوط والإستراتيجيات الفاصلة بين الإخوان والجماعات المتطرفة بدأت تتماثل في تبني العنف والإرهاب المنظم

وحول التناقضات والأفكار والأيديولوجيات التي يحملها الخطاب الإفتائي؛ أوضح المؤشر أنّ 95% من فتاوى الإخوان تبنّت فكرة أنّ كلّ تصوّر للوطن، يكون بعيداً عن فكر الجماعة هو تصور جاهلي لا يعرفه الإسلام؛ فالجماعة هي الوطن والوطن هو الجماعة، قولاً واحداً، واقترنت تلك الفتاوى بأحكام (الحرام والكراهة وعدم الجواز) والتي شكّلت جميعها ما نسبته (80%)، من جملة هذه الفتاوى، وكانت أهمّ الألفاظ المستخدمة: (الجاهلية، والكفر، وبلاد تخالف شرع الله، وأرض الإسلام، وأرض الكفر).
وأكّد المؤشر أنّ 10% من فتاوى الإخوان "أظهرت بشكل واضح أفكارهم المتناقضة"، ومن أبرزها فتاوى سابقة للإخواني يوسف القرضاوي، حرّضت على العنف ونشر الدماء، كفتواه المبيحة لإهدار دم الرئيس الليبي الراحل، معمّر القذافي، وكذلك جواز العمليات الانتحارية في سوريا، وفتوى الإخواني الآخر، وجدي غنيم، الذي حرّم فيها التصويت والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية العام 2014، رغم حشده لانتخابات 2012 التي شاركت فيها الجماعة، ودعت إليها بكلّ السبل، وكلّ غال ونفيس.

اقرأ أيضاً: لماذا يغيب "الإخوان" عن انتفاضات 2019؟
وأضاف المؤشر أنّ 65% من الفتاوى اصطدمت كثيراً بواقع المجتمع، وأسَّست لفكر متطرف، وروَّجت للفكر الصدامي، ومن أبرز هذه الفتاوى؛ فتوى وجدي غنيم التي قال فيها: "المسيحيون كفار لا تجوز تهنئتهم بمناسباتهم الدينية".

"التلغرام".. العامل المشترك مع التنظيمات الإرهابية

تناول المؤشر وسائل نقل الفتاوى، بعيداً عن مواقعهم المتخصصة أو صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاحظ مؤشر الفتوى أنّ أفراد الجماعة ما يزالون يعتمدون، بنسبة 80%، في إصدار الفتاوى، على مواقع التواصل للهروب من الملاحقات الأمنية للأنظمة الوطنية،  كما كشف المؤشر استخدام أعضاء التنظيم لتطبيق "تلغرام" بنسبة (25%)، متخذاً إستراتيجية التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة وغيرهما، والتي توصي أتباعها دائماً بالتواصل فيما بينهم عبر "تلغرام"، لما يتضمنه من خاصية التدمير الذاتي والخصوصية الشديدة في المراسلات، كما أنّه يُعدُّ الأكثر أمناً في برامج التواصل الموجودة حاليّاً على مستوى العالم.

اقرأ أيضاً: هل كشف تسريب الاتفاق السري للإخوان مع إيران وجهاً جديداً للجماعة؟
كما تعتمد جماعة الإخوان من خلال تواصلها مع مجنديها وأتباعها على تعبيراتٍ وألفاظ من شأنها دغدغة مشاعر أتباعها وإثارتهم وشحذ هممهم لتنفيذ أجنداتها، وذلك للفوز بالجهاد المزعوم والتذكير دائماً بالجنة والنار، وما أعدّه الله للشهداء من النعيم والحور العين.
%95 من فتاوى القتل والتخريب لحركة "حسم الإخوانية" مصدرها كتاب "فقه المقاومة"

"فقه المقاومة".. مرجع رئيس لإباحة الإرهاب
وكشف المؤشر؛ أنّ اعتماد جماعة الإخوان المسلمين على فتاوى ذات أفكار وأيديولوجيات هدفها تأجيج الغضب الشعبي ضدّ الأجهزة الأمنية، دائماً ما يُكلف الدول خسائر اقتصادية وسياسية، وهو ما ينطبق على حركة سواعد مصر "حسم"، الجناح المسلّح للجماعة في مصر.

لفت المؤشر إلى أنّ حركة حسم منذ تأسيسها وهي تستقي أفكارها وأيديولوجيتها من فتاوى كتاب "فقه المقاومة"

وأشار المؤشر إلى أنّ "حسم" قامت، بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 في مصر، بارتكاب 14 جريمة إرهابية وعمليات اغتيال (خارج سيناء)، اعتمدت عملياتها الإرهابية فيها على خلاياها العنقودية التي تمّ تشكيلها بالمحافظات.
وأوضح أنّ 95% من فتاوى القتل والتخريب لحركة "حسم الإخوانية" مصدرها كتاب فقه لقيادي إخواني، ولفت المؤشر إلى أنّ التنظيم منذ تأسيسه وهو يستقي أفكاره وأيديولوجيته من فتاوى كتاب "فقه المقاومة"، الذي أعدّه أحد القياديين بالجماعة، محمد كمال، واستباح فيه تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية ضدّ المنشآت العامة بمختلف قطاعاتها، وهو ما كلّف الدولة خسائر مادية وهدف إلى عرقلة مسيرة التحول الجارية في مصر على مختلف الأصعدة.
كما أكّد أنّ كتاب "ماذا يعني انتمائي للإسلام؟"، للكاتب المنتمي للجماعة، فتحي يكن، يؤكد أهم أدبيات الجماعة الإرهابية، حيث جاء فيه: "إنّه لا يعني بحال أن تكشف الحركة كل ما عندها من مخططات وتنظيمات، فليس في ذلك مصلحة على الإطلاق؛ بل جهل بالإسلام وتعريض للحركة ولأفرادها لمكر الأعداء وغدرهم، والقاعدة التي يجب تبنّيها هي (علانية العمل وسرية التنظيم)، كما زعم الكتاب المذكور أنّ "أفراد الإخوان قد وقع عليهم الاختيار الإلهي لإنقاذ العالم من براثن الكفر".

استغلال المساجد في الغرب

وحول مصادر نشر الفتاوى الإخوانية في الغرب؛ لاحظ المؤشر أنّه "نظراً لقلة عدد المؤسسات والمواقع المتخصصة في الفتوى في بلاد الغرب، تعتمد الأقليات المسلمة على أئمة المساجد في تلقّي الاستفسارات الخاصة بأحكام الشريعة الإسلامية في العديد من الأمور الدينية؛ حيث تصل نسبة اعتماد المسلم الأوروبي على أئمة المساجد في الأمور الإفتائية إلى ما يقرب من 70%".

الجماعة تستغل المساجد في ألمانيا بنسبة 60% من أجل ترويج أفكارها بدعوى نشر الإسلام الوسطي ونبذ التطرف

وأضاف: الجماعة تعتمد في خطاباتها الإفتائية بالغرب على الخطاب المعتدل بنسبة 70%، للتأثير في الرأي العام، وهم يقبلون بالديمقراطية ويدعمون حقوق الإنسان.
كما أبرز أنّ 30% من أئمة المساجد استخدموا الفتاوى لنشر أفكارهم المتطرفة بشكل واضح وصريح، ومنها الفتاوى والدعوات المتكررة للإمام محمد تلاغي، إمام مسجد الرحمة في فرنسا، التي حرّض فيها على أعمال قتل وعنف؛ ما استلزم قيام الشرطة الفرنسية بإغلاق المسجد بشكل نهائي.

%30 من أئمة المساجد الإخوانية في الغرب استخدموا الفتاوى لنشر أفكارهم المتطرفة
وأشار المؤشر إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين تستغل المساجد أيضاً في ألمانيا بنسبة 60% من أجل ترويج أفكارها، بدعوى نشر الإسلام الوسطي ونبذ التطرف؛ الأمر الذي يلقى ترحاباً من الجاليات المسلمة في الغرب، ومن أبرز الجهات التي تتبع هذه الإستراتيجية في ألمانيا؛ "مسجد ميونيخ"، الذي سيطرت عليه جماعة الإخوان لعقود وكان المفرخة التي أخرجت التنظيمات المتطرفة في الغرب، ثم تحوّل المسجد فيما بعد إلى المركز الإسلامي في ميونيخ، وركّز على الخدمات الاجتماعية والدعوية لاستقطاب المسلمين، مع إقناع السلطات بأنّ نشاطه لا يتناقض مع ثقافة البلاد وقوانينها.
ارتفاع الإسلاموفوبيا
وأكّد المؤشر أنّ الفتوى ذات الطابع السياسي والذرائعي، والتي يحاول الداعية من خلالها أن يوهم الجميع بعدالة القضايا التي تخدمها، لها كلفة اجتماعية ودينية كبيرة، وشدّد على أنّ فتاوى يوسف القرضاوي "ساهمت بنسبة 80% في ازدياد (الإسلاموفوبيا) في الغرب، واتهام الإسلام بمعاداة غير المسلمين، ومحاولة قتلهم والتخلص منهم"، فجاءت العديد من فتاواه التي تقرّ بأنّ "نشر الإسلام في الغرب واجب على كلّ المسلمين، وأنّ احتلال أوروبا وهزيمة المسيحية سيصبحان أمراً ممكناً، مع انتشار الإسلام داخل أوروبا، حتى يصبح الإسلام قويّاً بما يكفي للسيطرة على القارة بأكملها".

اقرأ أيضاً: محمد حبيب: مراجعات الإخوان خادعة تفتقر لمنهج نقدي حقيقي
وأشار مؤشر الفتوى إلى أنّ "75% من فتاوى الإخوان اصطدمت كثيراً بواقع الحياة في المجتمعات الأوروبية، وأسَّست لفكر متطرف يصطدم مع هذه المجتمعات البديلة لمجتمعاتهم الأصلية، وروَّجت للفكر الصدامي للدول الداعمة والممولة لهم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية