لهذه الأسباب رحّبت أوروبا باللاجئين من أوكرانيا

لهذه الأسباب رحّبت أوروبا باللاجئين من أوكرانيا


01/03/2022

تفتح الدول الأوروبية الباب أمام موجة تاريخية جديدة من اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا، بعدما فر أكثر من 520 ألف شخص على مدى أقل من أسبوع، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وكانت أوروبا قد شهدت موجة لاجئين كبيرة بين عامي  2015 و2016، معظمهم من السوريين الفارين، الأمر الذي أثار حينها احتكاكات شديدة بين دول الاتحاد الأوروبي، وأدى إلى تجدد حركة اليمين المتطرف التي دعت إلى إيقاف أو إعادة طالبي اللجوء.

ويقف تضامن اللحظة الحالية في تناقض صارخ، لا سيما وسط التقديرات بأن الأعداد يمكن أن ترتفع إلى الملايين وربما تصبح أكبر موجة لاجئين في القارة في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب الصحيفة.

وصرح بعض القادة بصراحة حول أزمة اللجوء الجديدة، حيث قال رئيس الوزراء البلغاري، كيريل بيتكوف، عن الأوكرانيين: "هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، هؤلاء الأشخاص أوروبيون". 

وأضاف في تصريح صحفي نقلته وكالة "أسوشيتيد برس": "هؤلاء الناس أذكياء ومتعلمون. هذه ليست موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها، أشخاص لم نكن متأكدين من هويتهم، أشخاص لديهم ماض غير واضح، والذين يمكن أن يكونوا حتى إرهابيين".

وشدد على أنه "لا توجد دولة أوروبية واحدة تخشى الموجة الحالية من اللاجئين".

وأصبحت الحكومات في الأجزاء الشرقية والوسطى من القارة، التي كانت في يوم من الأيام معارضة بشدة للاجئين، من أكبر المؤيدين لسياسة الباب المفتوح، حتى عندما بدا أن موقفها الترحيبي يقتصر على الأوكرانيين، وفقا للتقرير.

وحتى عندما اتهمت بيلاروس بتوجيه طالبي اللجوء من الشرق الأوسط والأفغان نحو بولندا العام الماضي، وقامت وارسو بإرسال قواتها لدفع المهاجرين، الذين تجمد بعضهم حتى الموت في الغابات. أعلنت السكك الحديدية البولندية عن حرية السفر للأوكرانيين، وتبرع الجمهور بأطنان من المساعدات.

وعن أسباب ما وصفه التقرير بالتباين، تقول هان بيرينز، مديرة معهد سياسة الهجرة في أوروبا: "ترى دول أوروبا الشرقية فرصة لإظهار الوحدة مع جارتها واتخاذ موقف ضد العداء الروسي". 

وأضافت: "الوضع والمشهد السياسي مختلف تماما عما كان عليه في عامي  2015 و2016 ".

ولكن نقل التقرير عن مسؤول أوروبي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته للتحدث قوله: "المشاعر مختلفة لأنهم من البيض والمسيحيين".

ويفتح الاتحاد الأوروبي أبوابه رغم أنه لا يزال متحفظا بشأن منح أوكرانيا عضوية الانضمام. 

وشهد، الاثنين، تطورات متلاحقة على صعيد الأزمة في أوكرانيا، كان أبرزها توقيع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي.

ونشر حساب البرلمان الأوكراني على تويتر صورة للرئيس لزيلينسكي أثناء توقيعه طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، قائلا إن "زيلينسكي وقّع طلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.. إنها لحظة تاريخية".

وقال مكتب الرئيس الأوكراني إن طلب الانضمام، الرامي لتعزيز الصلات بين أوكرانيا وأوروبا تم إرساله لبروكسل، حيث مقر الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.

لكن طلب الانضمام رمزي إلى حد كبير. فقد تستغرق العملية سنوات. إذ يجب أن تكون عضوية الاتحاد الأوروبي بموافقة كل الأعضاء بالإجماع. 

ولكن البعض جادل بأن وحشية الغزو الروسي والعدد الهائل من الأوكرانيين النازحين والفارين يتطلبان استجابة جماعية قوية - لا سيما وأن الصراع في أوكرانيا متجذر في رغبة شعبها في الارتباط مع الاتحاد الأوروبي. 

ومن المتوقع أن يعلن القادة الأوروبيون الخميس أنهم سيسمحون للأوكرانيين بالحصول على حماية مؤقتة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مما قد يسمح لهم بالعمل بشكل قانوني والحصول على الخدمات الاجتماعية.

لذلك، بينما رحب المدافعون عن اللاجئين بدعم الاتحاد الأوروبي المتزايد للاجئين الأوكرانيين، شعر البعض بالقلق أيضا من كيف يبدو أن العرق والثقافة والدين يقودان الاستجابة الإنسانية.

وقال أجامو باراكا، الناشط الأميركي في مجال حقوق الإنسان: "(..) يرجى توضيح سبب كون حياة الأوكرانيين أغلى من حياة الهايتيين والفلسطينيين والأثيوبيين والأفغان والسوريين، هل فقط صور المعاناة البيضاء هي التي تحركهم؟".

وفي هذا السياق، حاول طارق أبو شادي، الأستاذ المشارك في السياسة الأوروبية بجامعة أكسفورد، شرح الأمر قائلا: "هناك فكرة المصير المشترك، وبأنه يمكننا أن نكون التاليين ".

وتابع: "لدينا هوية مشتركة تقف ضد الإمبريالية الروسية، لذا فإن هذا يعطي الناس إحساسا مختلفا بالانتماء إلى المجتمع مع الآخرين الذين يفرون الآن، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة التعاطف مع هؤلاء اللاجئين الأوكرانيين، مقارنة بمن هم من سوريا".

وكذلك، أشارت بريطانيا، التي غادرت الاتحاد الأوروبي جزئيا بسبب رغبتها في "استعادة السيطرة" على حدودها ، الإثنين، إلى أنها مستعدة لفتح الباب أمام الأوكرانيين بشروط إدارية معينة. 

وتعهدت ألمانيا، التي استقبلت عام 2015 أكثر من مليون مهاجر - كثير منهم فروا من الحرب في سوريا والعراق - بـ "تقديم مساعدة هائلة" حال حدوث تدفق واسع النطاق للاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة.

إلى ذلك، وصل عشرات اللاجئين الأوكرانيين إلى ألمانيا بعد أن فروا من الغزو الروسي لبلادهم.

والخميس الماضي، حث فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، جيران أوكرانيا على إبقاء حدودهم مفتوحة أمام الفارين من الحرب وتعهد بدعم الجهود لمساعدة أولئك الذين أجبروا على مغادرة البلاد. 

عن "الحرة"

الصفحة الرئيسية