لهذه الأسباب توافق قيادات إخوانية على اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد

لهذه الأسباب توافق قيادات إخوانية على اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد

لهذه الأسباب توافق قيادات إخوانية على اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد


12/02/2023

يبدو أنّ جماعة الإخوان باتت على موعد مع المزيد من الانقسامات، في ظل الفشل الكبير الذي صاحب كل محاولات إنهاء الخلافات الداخلية، التي كانت السبب الرئيسي لانهيار التنظيم بشكل تام، بما في ذلك إقناع شباب الجماعة بتعيين قائد جديد بالإنابة، هو القيادي صلاح عبد الحق.

التقارير التي تحدثت عن قرب الإعلان بشكل رسمي عن تعيين صلاح عبد الحق، في منصب نائب المرشد والقائم بالأعمال، تثير الكثير من الشكوك، حول استمرار الخلافات والصراعات داخل التنظيم، الذي يكافح عبثاً من أجل البقاء، خاصّة بعد جهود فاشلة لإنهاء الخلاف داخل الأجنحة المتصارعة في الجماعة، في ظل رفض جناح "محمود حسين" أي محاولات من قبل شخص آخر؛ للسيطرة على قدرات التنظيم خارج جبهة إسطنبول.

وصيّة إبراهيم منير

كشفت تقارير داخل جبهة لندن، أنّ القائم بالأعمال الراحل، إبراهيم منير، ترك وصيّة لعبت دوراً كبيراً في طرح اسم صلاح عبد الحق؛ حيث أوصى كتابةً بتعيينه خلفاً له. وربما كان سبب تأخر تنفيذ الوصية، هو انشغال الجماعة بالضربات المتتالية التي تعرضت لها في عدة دول عربية، وفي مقدمتها تونس، والسودان والمغرب، أضف إلى ذلك التحولات الحادة في السياسات التركية.

من هو صلاح عبد الحق؟

يعتبر صلاح عبد الحق، من مجموعة 65، المعروفة بالتخطيط للاغتيالات وأعمال العنف في الستينيات، وهو من منظري الجماعة، ومهندس صفقاتها الخارجية، وأبرز الهاربين من الإخوان في الخارج، ومحسوب على التيار القطبي داخل التنظيم، وهو عضو قديم في مجلس شورى الإخوان.

ويعتبر عبد الحق منظراً ومؤرخاً بارزاً للجماعة، وكان مسؤولاً عن قسم التربية والتعليم في التنظيم الدولي، خلال فترة إقامته في السعودية.

ترك إبراهيم منير وصيّة لعبت دوراً كبيراً في طرح اسم صلاح عبد الحق؛ حيث أوصى كتابةً بتعيينه خلفاً له

وعبد الحق من مواليد عام 1945، التحق بالجماعة في الـ 19 من عمره، عندما كان يدرس في كلية الطب البيطري، بجامعة عين شمس، وسُجن 10 أعوام؛ لتورطّه في محاولة تنظيم انقلاب ضد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في العام 1965.

كانت جبهة محمود حسين، قد أصدرت بياناً نهاية العام الماضي، نددت فيه بالخطوات التي اتخذتها جماعة إبراهيم منير، بما في ذلك خطط الانتخابات الداخلية، وخطط تعيين قائم جديد بالأعمال.

حسم اختيار صلاح عبد الحق يأتي في ظل تردد محمد البحيري، وعدم رغبته في قيادة الجماعة في هذا التوقيت الصعب

وتشير التقارير إلى أنّ حسم اختيار صلاح عبد الحق، يأتي في ظل تردد محمد البحيري، وعدم رغبته في قيادة الجماعة في هذا التوقيت الصعب، رغم الضغوط التي مارسها أنصاره، وخاصّة مجموعة علي العوضي في ألمانيا، ومجموعة حسين الشرقاوي في البوسنة والهرسك. كما اعتذر لاحقاً القيادي في جبهة لندن، محمد عبد المعطي الجزار، وكذا محمد الدسوقي؛ لأسباب صحية.

الجناح المؤيد لاختيار صلاح عبد الحق، يرى أنّ الأخير بوصفه كان عضواً في تنظيم 1965، هو أنسب شخص لقيادة الجماعة في المرحلة الحالية؛ بينما تشير التقارير إلى أنّ محيي الدين الزايط سوف يكون مسؤولاً عن التنظيم المصري في الداخل والخارج.

شق فصل جديد من الصراع طريقه إلى "الإخوان المسلمين"، مما ألقى بمزيد من الشكوك حول مستقبل التنظيم.

مداولات سرية وزيارات مكوكية

تشير التقارير إلى أنّ الأيام الماضية شهدت مداولات مكثفة؛ من أجل الاتفاق داخل التنظيم على شخصية تقوم بإدارة ما تبقى من الجماعة، وأنّ جبهة لندن أعلنت نيّتها تعيين صلاح عبد الحق، قائماً بالأعمال. وبحسب مصادر شبكة "العين نيوز"، فقد كانت المداولات سرية للغاية، وتسربت للجمهور، كاشفة عن نية جبهة لندن تعيين صلاح عبد الحق القيادي في تنظيم سيد قطب.

وكشفت التسريبات عن فشل المفاوضات بين جبهتي لندن وإسطنبول، للتوافق على أي من الشخصيات البارزة في الجبهتين لقيادة الإخوان في المرحلة المقبلة، سواء كان محمود حسين من جبهة إسطنبول، أو حلمي الجزار من جبهة لندن.

فشل محاولات المصالحة يعود إلى تمسك محمود حسين بحقه في قيادة الجماعة

وبحسب مصادر "العين نيوز"، فإنّ فشل محاولات المصالحة بين طرفي الإخوان المتنازعين؛ يعود إلى تمسك محمود حسين بحقه في قيادة الجماعة، ورفض مبادرة القيادي المتقاعد، محمد أحمد الراشد، والتي حث فيها محمود حسين على نبذ الفرقة، ووأد الفتنة داخل الجماعة. وقد ظهرت بوادر ذلك الفشل قبل فترة، مع تعيين محمود حسين نفسه مرشداً بالوكالة بناءً على نص المادة الخامسة من لائحة الإخوان، والتي تنص على أنّه في حال وجود عوائق قهرية تمنع المرشد العام من مباشرة مهامه؛ يحل محله نائبه الأول، ثم أكبر النواب سناً، ثم الأكبر سناً من أعضاء مكتب الإرشاد، وهو ما ترفضه جبهة لندن، التي كلفت زعيمها محيي الدين الزايط في وقت سابق بتسيير أعمالها مؤقتاً، قبل قرارها بتعيين صلاح عبد الحق قائماً بالأعمال.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية