لماذا يُعتبر 2022 عام الخسائر للإخوان؟.. تسلسل الأحداث

لماذا يُعتبر 2022 عام الخسائر للإخوان؟ تسلسل الأحداث

لماذا يُعتبر 2022 عام الخسائر للإخوان؟.. تسلسل الأحداث


23/07/2023

مُنيت جماعة الإخوان المسلمين في عام 2022 بالكثير من الهزائم والإخفاقات في عدد من الدول التي كانت تُعتبر الراعية الرسمية لهم.

وقد أفرد موقع (اليوم الثامن للدراسات والأبحاث) دراسة لتوضيح الحال المؤسفة التي وصلت إليها الجماعة، ومساعيها لإعادة التموضع في دول وأماكن أخرى.

ووفقاً للدراسة، فإنّ أحداث العام الماضي أكدت للإخوان ولمناصريهم ولمموليهم فشلهم وعدم قدرتهم على إدارة أنفسهم فضلاً عن إدارة الأقاليم التي يتواجدون بها، وقد دفعت هذه الهزائم العديد من القوى الإقليمية إلى إعادة النظر في تحالفها مع الجماعة، وتشككت في جدوى توفير الغطاء الأمني والسياسي لها، مع تكلفته السياسية والاقتصادية المرتفعة.

وأوضح المصدر نفسه أنّه بعد قرابة (9) أعوام من محاولاتهم الفاشلة، حاول الإخوان العودة إلى المشهد المصري عبر التسلل إلى الحوار الوطني، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في رمضان الماضي، محاولين إعادة تدوير أنفسهم وارتداء قناع المعارضة، لكنّ الرد جاء شعبياً، فقد رفضت شريحة كبيرة من النخب المصرية دعوتهم للحوار الوطني، وأصروا على استمرار تصنيفهم جماعة إرهابية تلوثت أيديها بدماء الأبرياء المصريين.

وحتى الآن يحاول الإخوان تأجيج الغضب في الشارع المصري مستغلين الأوضاع الاقتصادية التي يتعرض لها البسطاء، فأنفقوا أموالهم ووقتهم، وافتتحوا فضائيات واشتروا أقلاماً سخروا أصحابها لحث الشعب على الخروج في مظاهرات فوضوية، إلا أنّهم فشلوا في هذا أيضاً.

منيت جماعة الإخوان المسلمين في عام 2022 بالكثير من الهزائم والإخفاقات في عدد من الدول التي كانت تُعتبر الراعية الرسمية لهم

أمّا الإخوان في تونس، فقد كانوا على موعد مع سلسلة من الهزائم والإخفاقات التي بدأت عام 2021، عندما خرج الشعب يطالب الرئيس التونسي قيس سعيّد بعزل الإخوان عن الحكم في 25 تموز (يوليو)؛ ممّا دفع بالرئيس سعيّد إلى تعليق أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة وتولي السلطات في البلاد.

وتلا ذلك التفاف شعبي وراء الرئيس التونسي، الأمر الذي مثّل صدمة للإخوان وفرعهم في تونس (حركة النهضة) برئاسة راشد الغنوشي، ليهددوا بعد ذلك بنشر الفوضى إذا استمر عزلهم عن الحياة السياسية.

ووفقاً للدراسة، فإنّ الشعب التونسي رفض مجدداً الانخراط في دعوتهم للتظاهرات، لتبدأ بعد ذلك السلطات التونسية بالتحقيق مع عناصر الإخوان، بعد كشف حقيقة وجود تنظيم سري مسلح متهم باغتيال معارضين لهم.

وتعرّض زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي للتحقيق في اتهامه بالتعامل مع تنظيمات إرهابية، وتسهيل نقل الأفراد إلى سوريا والعراق، وتحريضه على الإرهاب، بالإضافة إلى قضايا فساد، وتمّ توقيفه على ذمة تلك القضايا.

تعرّض زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي للتحقيق في اتهامه بالتعامل مع تنظيمات إرهابية، وتسهيل نقل الأفراد إلى سوريا والعراق

وشهدت حركة النهضة العديد من الانشقاقات وخروج عدد من القيادات من عباءة الإخوان لتكوين كيانات سياسية جديدة، رفضها الشعب التونسي الذي يرى أنّها مجرد محاولة لتغيير اللافتة والهروب والتنصل من جرائم حركة النهضة الإخوانية.

أمّا في المغرب، فقد مُني حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لإخوان المغرب، بهزيمة ساحقة، بعد سقوطهم المدوي في الانتخابات التشريعية عام 2021، وتراجعهم إلى المرتبة الثامنة، برصيد (12) مقعداً فقط من أصل (395)، بعدما كان متصدّراً في انتخابات 2016 بـ (125) مقعداً.

وخلال 2022 استمر الرفض الشعبي للحركة ورموزها واتجاهاتها وأفكارها، حتى في الانتخابات التي تمّت في الدوائر الـ (4) التي تمّت إعادة التصويت فيها بأمر من المحكمة الدستورية، بعد أن وجدت الهيئة القضائية أنّه تم ارتكاب عدد من المخالفات، وأمرت بإعادة الانتخابات على (7) مقاعد لم يفز العدالة والتنمية بأيٍّ منها.

وتسببت الهزائم المتتالية بإصابة الجماعة بحالة من التصدع والانشقاق الداخلي والهجوم المتبادل بين قياداتها، حيث هاجم رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام الحالي لحزب (العدالة والتنمية) الإخواني عبد الإله بنكيران، سياسة رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، واتهمه أنّه هو المتسبب في تلك الخسارة.

الشعب التونسي رفض مجدداً الانخراط في دعوتهم للتظاهرات

أمّا الهزيمة التي لحقت بهم في قطر، فقد فوجئ عناصر الجماعة باستقبال الشيخ تميم بن حمد في القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي.

لم يصدق الإخوان هذا التقارب وعجزوا عن فهمه، بعد أن صدّر لهم قادتهم فكرة أنّ دولة قطر شعبة من شعب الجماعة، ثم كانت صدمتهم عندما نفى مسؤولون قطريون أيّ صلة بجماعة الإخوان، مؤكدين أنّ قطر دولة عربية ذات سيادة مستقلة، وأنّ خياراتها السياسية تخضع للمصلحة القطرية، وليست خدمة للجماعة المهزومة والمأزومة.

وزادت صدمة الإخوان بزيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة في أيلول (سبتمبر) الماضي، وهي الزيارة التي جسدت تقدم العلاقات بين البلدين، وخسارة رهان الجماعة على صعوبة التقارب العربي مع قطر.

وزار السيسي الدوحة مرة أخرى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لحضور افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، بدعوة من أمير قطر، وهو ما وضع الإخوان في تحدٍّ جديد، وهو خسارة أكثر الدول التي كانت راعية لهم.

تأكد خروج عدد كبير من الإخوان من تركيا إلى أماكن متفرقة في أفريقيا العام الماضي مستغلين بعض الجمعيات التي تعمل في الإغاثة الإنسانية

في قارة أفريقيا التي كانت الملاذ الآمن لحركة الإخوان، والمخبأ السري للهروب من الملاحقات الأمنية في أيّ دولة عربية، حاولت الجماعة التمركز في غرب القارة السمراء على أمل أن تكون غرفاً آمنة يلوذ بها أفراد التنظيم.

ومؤخراً تمكنوا من إقامة مشروعات اقتصادية كبيرة، وبدؤوا بالنزوح إلى (صومالي لاند) إحدى المناطق الاقتصادية الرخوة دون وجود تعقيدات، فأنشؤوا شركات تجارة الحلال، وكذلك في كينيا.

كما تأكد خروج عدد كبير من الإخوان من تركيا إلى أماكن متفرقة في أفريقيا العام الماضي مستغلين بعض الجمعيات التي تعمل في الإغاثة الإنسانية .

وفي عام 2022 أيضاً وصلت إخفاقات الإخوان إلى أوروبا، التي كانت حتى وقت قريب الحاضنة والملاذ الآمن للجماعة الإرهابية، ونجحوا بتأسيس شبكة علاقات من جنسيات مختلفة تداخلت فيها المصاهرات السياسية.

وجاءت إخفاقات الإخوان في أوروبا بعد أن عززت عدة دول أوروبية إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف على أراضيها، في مقدمتها النمسا وألمانيا وفرنسا، التي حظرت نشاطات وشعارات جماعة الإخوان، كما قام المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا بطرد كافة الواجهات الإخوانية من عضوية المجلس، وفي مقدمتهم المركز الإسلامي في ميونخ واتحاد الطلبة التابع للإخوان المسلمين.

فوجئ عناصر الجماعة باستقبال الشيخ تميم بن حمد في القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي

وقام المجلس بتجريد إبراهيم الزيات المعروف بوزير مالية الإخوان من كافة مناصبه داخل الاتحاد، في واحدة من الهزائم المريرة للتنظيم في أوروبا.

أمّا في تركيا، فقد أفاق الإخوان العام الماضي على سلسلة من الهزائم التي لم يكونوا يتوقعونها يوماً في ظل حكم العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فهناك تصارع الإخوان في منفاهم الاختياري على الأموال والنفوذ والسلطة وعلى التعامل مع المخابرات الغربية بأنواعها متسترين بالدين.

واكتشف أعضاء الإخوان هشاشة التنظيم الذي انشق لأول مرة إلى (3) جبهات، كل جبهة تزعم أنّها هي الأحق بالقيادة وفق اللائحة؛ الأولى جبهة المكتب العام وهي أقلهم عدداً وأكثرهم جرأة في الاعتراف بحملهم للسلاح وفي رغبتهم في التغيير عبر الاغتيالات، والثانية جبهة محمود حسين وهي قليلة العدد ولكنّها متماسكة بفضل احتفاظ أعضائها بملفات الداخل المصري وملفات التمويل الخارجي، وأخيراً جبهة إبراهيم منير التي كانت تُعدّ أكثرهم عدداً، ولكنّها لا تحظى بتأييد الإخوان في الداخل المصري.

كما شهد العام الماضي علانية الصراعات وخروجها إلى الإعلام بشكل واضح، بعد قيام كل جبهة بفصل الآخرين من الجماعة.

وأبى عام 2022 أن ينتهي دون أن يلحق بالإخوان أشد هزائمهم، عندما التقى الرئيس التركي أردوغان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الدوحة على هامش افتتاح بطولة كأس العالم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وتصافحا لأول مرة.

لتتطور العلاقات شيئاً فشيئاً بين البلدين وتمنع تركيا الكثير من الإعلاميين من مهاجمة الدولة المصرية وتطرد الكثيرين منهم.

وجاءت صفعة جديدة بعد تصريحات نائب وزير الثقافة التركي سردار جام بأنّ الإخوان على علاقة بالتنظيمات الإرهابية مثل داعش، وما تبعه من تحقيقات موسعة من المخابرات التركية مع عناصر الإخوان واحتمال إبعاد قيادات إخوانية عن تركيا أو تسليم مطلوبين أمام القضاء للدولة المصرية.

لم يكن تغير موقف تركيا من الإخوان إخفاقاً أو هزيمة، بل كان أكبر من ذلك، كان بمثابة صدمة سحقت أيّ بارقة أمل في تسوية أزمتهم التي تفاقمت في عام 2022 الذي يستحق أن يطلق عليه الإخوان عام الهزائم والخسائر والإخفاقات.

ومنذ بداية العام الجاري تشهد الجماعة أيضاً الهزائم، خاصة في تركيا التي أوقفت الكثير من معاملات منح الجنسية لقادة من الإخوان، وطلبت من آخرين مغادرة الأراضي التركية، في إشارة ضمنية إلى أنّها لن تستمر في دعم الجماعة.

مواضيع ذات صلة:

صحافة الإخوان: النظام السري لتوجيه الرأي العام

- ما بين السندي ومحمد كمال.. جماعة الإخوان إذ تقدم قرابين الخلاص!

كيف يقدس الإخوان المسلمون حسن البنا ؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية