لماذا اتهمت "العفو الدولية" الخبراء الأمميين بخيانة الشعب اليمني؟

لماذا اتهمت "العفو الدولية" الخبراء الأمميين بخيانة الشعب اليمني؟


16/10/2021

مثّلت الاتهامات الأممية الموجهة بحق الحوثيين، مؤخراً، تحديداً ما يتصل بتصعيدها العسكري والأمني الذي يحصد ضحايا من المدنيين، وكذا خروقاتها الحقوقية بحق الأطفال والنساء، حدثاً لافتاً؛ إذ أوضح التقرير الصادر عن اللجنة الوطنية للتحقيق في قضايا حقوق الإنسان، أنّ سجل الميليشيات المدعومة من إيران يحفل بجرائم عديدة باليمن، وتتصدر القائمة بمعدل ثلاثة آلاف انتهاك موثق.

منظمة العفو الدولية، طالبت بعدم تجديد ولاية فريق الخبراء الدوليين العاملين باليمن، واعتبرت المنظمة الأممية التقاعس عن تجديد ولاية الفريق خيانة للشعب اليمني

وبالتزامن مع التقارير الحقوقية التي وثقت انتهاكات وتجاوزات الميلشيات الحوثية، صوّت مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، خلال جلسة ضمن الدورة 48 في جنيف، على إنهاء تفويض محققيه العاملين في لجان تقصي الحقائق باليمن، بينما ذكر المندوب الدائم للبحرين لدى الأمم المتحدة، يوسف عبد الكريم بوجيري، أنّ مجموعة المحققين الدوليين قد ساهمت في نشر معلومات مضللة عن الأوضاع الميدانية.

جرائم إبادة للحوثي

وبحسب تقرير حقوقي رسمي، صادر عن السلطة المحلية في محافظة مأرب، فإنّّ الميليشيات الحوثية تسببت في "مقتل وإصابة نحو 108 مدنيين، على الأقل، بينهم نساء وأطفال"، في المحافظة الواقعة شمال شرق البلاد، حتى منتصف العام الحالي، موضحاً أنّ تصعيدها العسكري قد نجم عنه "مقتل 31 مدنياً، بينهم ستة أطفال، بالإضافة إلى جرح 77 مدنياً آخرين، من بينهم ثمانية أطفال وخمس نساء ومسعفان"، وذلك في الفترة بين 3 نيسان (أبريل) و3 تشرين الأول (أكتوبر) العام الحالي.

ووفق التقرير الحقوقي المحلي؛ فإنّ استمرار القصف الذي تتعرض له المناطق والأحياء السكنية بمأرب، تسبب في تدمير نحو "14 منزلاً تدميراً كلياً وجزئياً، فضلاً عن إعطاب عشر سيارات، بينها سيارتا إسعاف".

وأردف: "عدد الصواريخ الباليستية التي قصفت بها ميليشيا الحوثي الأحياء السكنية في مديريات المدينة والوادي والجوبة، في الفترة بين 27 أيلول (سبتمبر) و3 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، تجاوزت 15 صاروخاً باليستياً".

 

اقرأ أيضاً: الرواية التي لم تُقرأ.. إخوان اليمن

وبدورها، دانت السفارة الأمريكية في السعودية، الهجوم الذي طاول مطار أبها، بينما خلّف إصابات لأربعة مدنيين، وقالت السفارة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يجب على الحوثي التركيز على السلام بدلاً من العنف، والعمل على إيجاد حلّ دبلوماسي تحت رعاية الأمم المتحدة".

ضرورة إنهاء الحصار على المدنيين

كما شددت الحكومة اليمنية على ضرورة إدانة "جرائم ميليشيات الحوثي وانتهاكاتهم الصارخة، ثم محاسبتهم"، والضغط عليهم لجهة وقف عدوانهم وحصارهم المستمر للمدن اليمنية، الأمر الذي يعرض المدنيين لمخاطر جمة، بينما قال رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، في لقاء تلفزيوني، إنّ الحوثي تسبب في "الدمار والانفصال النقدي والوضع الاقتصادي الصعب"، كما عرج على الأوضاع الميدانية التي تشهد حالة حصار مريرة، كما هو الحال في مأرب، ووصفها بـ "المصيرية لكلّ اليمنيين".

اقرأ أيضاً: القاعدة وداعش وإخوان اليمن.. دموية الحوثي تغذي شبح الإرهاب

وبحسب رئيس الحكومة اليمنية، فإنّ "هناك حكومة متطرفة في إيران، والذي يحدث في اليمن ليس من جماعة الحوثي وحدها، لكنّه مشروع خارجي للسيطرة على البلد كي يكون في الفلك الإيراني".

ووصفت الخارجية اليمنية، في بيان لها، الانتهاكات الحوثية بأنّها "جرائم إبادة جماعية"، موضحة في بيان رسمي؛ أنّه "في الوقت الذي تستهدف فيه ميليشيا الحوثي عشرات الآلاف من المدنيين في المديرية بمختلف أنواع الأسلحة، تفرض في الوقت ذاته حصاراً خانقاً على المديرية، وتمنع دخول الغذاء والدواء وحليب الأطفال".

المحلل السياسي اليمني ومدير منظمة "اليمن أولاً"، عبد الكريم الأنسي

وفي حديثه لـ "حفريات"، أوضح المحلل السياسي اليمني ومدير منظمة "اليمن أولاً"، عبد الكريم الأنسي، أنّ منظمة العفو الدولية، طالبت بعدم تجديد ولاية فريق الخبراء الدوليين العاملين باليمن، واعتبرت المنظمة الأممية "التقاعس عن تجديد ولاية الفريق خيانة للشعب اليمني"، مضيفاً أنّه "قبل نحو عام تقريباً، مدّد مجلس حقوق الإنسان مهمة عمل فريق الخبراء في اليمن، بالرغم من معارضة الحكومة اليمنية والعديد من الدول العربية، كما أنّه في أيلول (سبتمبر) الماضي، أعلنت مجموعة الدول العربية، والصين، رفضهما التقرير الأخير الصادر عن فريق خبراء مجلس الأمن المعني باليمن، وكذا رفض تمديد ولايته".

اصطفاف عربي مؤيد لليمن

ووفقاً لمدير منظمة "اليمن أولاً"، فإنّ رفض سفير اليمن في جنيف والمندوب الدائم في الأمم المتحدة، الدكتور علي محمد مجور، تقرير فريق الخبراء الدوليين، وتجديد ولايته لفترة خامسة، جاء ضمن اصطفاف عربي موسع، وقد أيدت مجموعة الدول العربية، من بينها السعودية والإمارات ومصر والكويت والأردن والعراق موقف الحكومة اليمنية الرافض لتمديد ولاية فريق الخبراء الدوليين.

الباحث اليمني عبد العزيز العامر لـ"حفريات": جرائم الحوثي الموثقة ليست أمراً جديداً أو مباغتاً، فهناك تقارير عديدة حقوقية محلية وأممية، كشفت بالوثائق ما يتعرض له المدنيون

ويلفت الأنسي إلى أنّ ممثل مصر في المجلس شدّد، في كلمته نيابة عن المجموعة العربية، على دعم القاهرة والمجموعة لموقف الحكومة اليمنية.

شكّلت الدول المعارضة للتقرير، أغلبية داخل المجلس، أي نحو 21 دولة مقابل 18 دولة، بينما امتنعت سبع دول عن التصويت، أوضحت أنّ "فريق الخبراء يعتمد في بناء تقاريره على معلومات من مصدر واحد، وليس من كلّ المصادر، كما أنّه لم يصل إلى كلّ الأماكن لتقصي الحقائق"، وعليه؛ طالبت بدعم اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، باعتبار الأخيرة جهة موثوق بها بينما تملك شبكة مراقبين وخبراء يتابعون الأوضاع في كافة المناطق التي تحدث فيها انتهاكات، ومن ثم، بمقدورها توثيق الجرائم والتجاوزات الحقوقية.

ومن جهته، يرى الباحث اليمني عبد العزيز العامر، أنّ جرائم الحوثي الموثقة لا تعدو كونها أمراً جديداً أو مباغتاً، لافتاً إلى أنّ "هناك تقارير عديدة حقوقية، محلية وأممية، كشفت بالوثائق ما يتعرض له المدنيون، مثل أزمة الألغام الحوثية في المناطق والأحياء السكنية، وتجنيد الأطفال، بل وتعرّض بعضهم للابتزاز الجنسي، فضلاً عن عمليات التهريب العديدة التي أضرّت بالاقتصاد"، ويردف لـ "حفريات": "هناك تحركات لافتة تقوم بها الولايات المتحدة والغرب، بغية وقف التصعيد الذي يقوم به الحوثي في اليمن؛ إذ زار المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، عمّان، نهاية الأسبوع الماضي، ضمن زيارات أخرى للمنطقة، تشمل أبوظبي والرياض ومسقط، لجهة بحث إمكانية تسوية سلمية وأفق سياسي للحلّ باليمن".

 

اقرأ أيضاً: إخوان اليمن: استعراض عسكري بدعم تركي لخنق عدن وإفشال المجلس الانتقالي

ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن "حكومة الجمهورية اليمنية، وممثلي المجتمع المدني اليمني، وكبار المسؤولين الحكوميين الإقليميين، والأمم المتحدة، وشركاء دوليين آخرين"، وتشمل الملفات التي سيبحثها "الدعوة إلى إنهاء أزمة الوقود، والتوصل لحلّ بخصوص القيود المفروضة على واردات المشتقات النفطية، وكذا التلاعب الحوثي بأسعارها وتخزينها"، وتضاف لذلك "تداعيات استمرار هجوم الحوثيين في مأرب، الذي يفاقم الأزمة الإنسانية، ومقتل مزيد المدنيين".

وبحسب الخارجية الأمريكية فإنّ جهود مبعوثها الخاص "ما تزال مركزة على تقديم الإغاثة الفورية لشعب اليمن، ودفع عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية