لليوم الثالث على التوالي.. احتجاجات طلبة السليمانية تتجدد وتمتد إلى عاصمة كردستان العراق

لليوم الثالث على التوالي.. احتجاجات طلبة السليمانية تتجدد وتمتد إلى عاصمة كردستان العراق


24/11/2021

تشهد محافظة السليمانية التابعة لإقليم كردستان شمالي العراق، لليوم الثالث على التوالي، تظاهرات حاشدة، شارك فيها آلاف الشباب معظمهم من الطلبة، تنديداً بالوضع الاقتصادي وانقطاع المساعدات المالية منذ أعوام، و"نقص الخدمات" و"ارتفاع معدلات الفقر".

وأقدم المحتجون الغاضبون، أمس، على إضرام النار في مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (الحزب المهيمن) داخل مدينة السليمانية.

كما وشرع مئات المتظاهرين الثلاثاء بإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار السليمانية الدولي، وطريق السليمانية - أربيل، والسليمانية - رانيه.

اقرأ أيضاً: غضب داخل كردستان العراق من تركيا لهذا السبب

بالمقابل، تدخلت قوات الأمن بالقوة لفتح الشوارع التي أغلقها المتظاهرون، واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والهراوات، ما أوقع عشرات المصابين بين الطلبة، أغلبهم تعرض لحالات إغماء جراء استنشاق الغاز المدمع.

وأظهر، مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، عناصر أمن ينهالون بالضرب على أحد المتظاهرين، فيما أظهر فيديو آخر متظاهرين يرمون الحجارة على عناصر الأمن.

وأكدت مصادر محلية تسجيل عشرات الإصابات بين الطلاب، نتيجة تدخل قوات الأمن بقنابل الغاز والهراوات لفض الاحتجاجات التي تتركز عند بوابة الجامعة الرئيسية.

وما زال الوضع في مدينة السليمانية متوتر حيث تحاول قوات الأمن السيطرة على الأوضاع قبل خروجها عن السيطرة.

مطالب شرعية

ويطالب المتظاهرون بإعادة دفع مخصصات شهرية تتراوح بين 33 و66 دولاراً كانت تمنح للطلبة ولكن تم تعليقها منذ عام 2014 بعد انهيار أسعار النفط العالمية، وإثر خلافات حول الميزانية بين كردستان وحكومة بغداد.

وتمنح حكومة إقليم كردستان العراق مبلغ 50 ألف دينار عراقي (نحو 33 دولاراً) شهرياً، للطلبة الدارسين في الجامعات من سكان مركز المدينة، و100 ألف دينار (66 دولاراً) للطلبة القادمين من مناطق خارج المركز.

أكدت مصادر محلية تسجيل عشرات الإصابات بين الطلاب، نتيجة تدخل قوات الأمن بقنابل الغاز والهراوات لفض الاحتجاجات التي تتركز عند بوابة الجامعة الرئيسية

وقال أحد المتظاهرين رافضاً الكشف عن هويته "نحن كطلاب نتظاهر بسبب انقطاع المخصصات التي مرت عليها 6 أعوام"، وأضاف "نحن في أمس الحاجة إلى هذا المبلغ الصغير، يوجد بين زملائنا طلاب غير قادرين على السفر إلى منازلهم في الأقضية والنواحي بسبب عدم توفر مبلغ كاف لذلك"، وتابع "لدينا طلاب آخرون ليس بمقدورهم تناول 3 وجبات في اليوم".

بدورها قالت سارة قادر، وهي تعد أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة السليمانية قسم الإعلام، إنّ "طلبات المتظاهرين شرعية، فالطلاب يعانون من الوضع الاقتصادي الصعب ومن واجب الحكومة أن تستجيب لمطالبهم"، وفق ما أورد موقع "الحرة".

شباب من بغداد يعلنون تضامنهم مع طلبة السليمانية

وكشف مصدر في وزارة التعليم العالي في كردستان، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أنّ الوزارة بحاجة إلى 70 مليار دينار عراقي (46 مليون دولار) سنوياً لتغطية مخصصات الطلبة الذين يزيد عددهم عن 135 ألف طالب في عموم إقليم كردستان. وأضاف "على وزارة مالية الإقليم تخصيص هذا المبلغ لوزارة التعليم".

تضامن شعبي

وذكر شهود عيان، لـ "العرب" اللندنية، أنّ "الاحتجاجات التي نظمها طلبة جامعة السليمانية منذ 3 أيام تطورت بانضمام مواطنين من خارج الجامعة، للتنديد بالوضع الاقتصادي العام في المحافظة".

كما وأعلن ناشطو بغداد وباقي المحافظات تضامنهم مع متظاهري السليمانية وأربيل، وخرج بعضهم في وقفات تضامنية.

تحتاج وزارة التربية والتعليم العراقية إلى 70 مليار دينار عراقي (46 مليون دولار) سنوياً لتغطية مخصصات الطلبة الذين يزيد عددهم عن 135 ألف طالب في عموم إقليم كردستان

كما أعلنت أحزاب عراقية، يقودها ناشطون شاركوا في التظاهرات التي جرت في بغداد والمحافظات الأخرى، مثل حزب البيت الوطني، تضامنها مع المتظاهرين.

بدورها، دعت رئيسة برلمان الإقليم ريواز فائق خلال جلسة الثلاثاء وزيري التعليم العالي والمالية لحضور جلسة الأربعاء أو الخميس لمناقشة هذه الأزمة.

اقرأ أيضاً: كردستان العراق تحبط عمليات إرهابية لداعش بعد استهداف هذه الخلية

واتسعت رقعة تظاهرات الطلبة الأكراد لتشمل مناطق أخرى في إقليم كردستان، إذ شهدت جامعة صلاح الدين في محافظة أربيل، احتجاجات مؤيدة لتظاهرات السليمانية. 

أعلنت أحزاب عراقية، يقودها ناشطون شاركوا في التظاهرات التي جرت في بغداد والمحافظات الأخرى، مثل حزب البيت الوطني، تضامنها مع المتظاهرين

وأكدّ المتظاهرون أنهم لن يتراجعوا قبل قيام سلطات إقليم كردستان بصرف مخصصاتهم المتراكمة بشكل فوري، وتحسين أوضاع الجامعات والأقسام الداخلية، مشيرين إلى أنّ مدن محافظة السليمانية تشهد انتشاراً أمنياً مكثفاً للحيلولة دون اتساع رقعة الاحتجاجات. 

الفساد أم الخلافات؟

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السليمانية مثل هذه الاحتجاجات، ففي كانون الأول (ديسمبر) الماضي خرجت احتجاجات مماثلة على تردي الأوضاع الاقتصادية في الإقليم وتأخر صرف رواتب الموظفين العموميين، في ظل خلافات مع بغداد حول إدارة الثروة النفطية وتوزيع إيراداتها.

الشرطة بمواجهة طلبة يحتجون على قطع مخصصاتهم في السليمانية

وتخلل تلك الاحتجاجات إضرام النيران في مكاتب أحزاب ومؤسسات تابعة للدولة في عدة مدن وبلدات بالمحافظة ذاتها.

وتدفع الظروف القاسية التي يعاني منها العراقيون عموماً، وسكان إقليم كردستان على وجه الخصوص، إلى موجات هجرة متكررة تسببت آخرها في أزمة دولية بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي الذي اتهم مينسك باستدراجهم لإغراقه بالمهاجرين.

 يرى مراقبون أنّ الأزمة الاقتصادية في كردستان العراق لا تقف أسبابها عند أعتاب الخلافات بين سلطة الإقليم والحكومة المركزية، بل هناك حالة من الفساد المستشري في الإقليم

ويرى مراقبون أنّ الأزمة الاقتصادية في كردستان العراق لا تقف أسبابها عند أعتاب الخلافات بين سلطة الإقليم والحكومة المركزية، بل أيضاً هناك حالة من الفساد المستشري في الإقليم، حيث يحظى المنتمون إلى الأحزاب الكبرى بامتيازات في التشغيل وفي الحصول على منح وفي المقابل تعاني الأغلبية من ارتفاع معدلات البطالة.

ويهيمن كل من الحزب الوطني الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني على الحياة السياسية في إقليم كردستان العراق.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية