للحدّ من تأثير الفكر المُتطرف.. إطلاق "منظمة فرساي لتلاقي الثقافتين العربية والفرنسية" في باريس

للحدّ من تأثير الفكر المُتطرف.. إطلاق "منظمة فرساي لتلاقي الثقافتين العربية والفرنسية" في باريس


09/06/2022

بقرار من وزارة الداخلية الفرنسية، وبمجلس أمناء يضم نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية الفرنسية، تمّ الإعلان رسمياً في العاصمة الفرنسية باريس عن إطلاق "منظمة فرساي لتلاقي الثقافتين العربية والفرنسية"، للمُساهمة في تحقيق اندماج أفضل للجاليات العربية في المُجتمع الفرنسي.

والمُنظمة، عبارة عن جمعية خدمة مُجتمعية تطوعية غير ربحية ومُستقلة، مقرّها في مدينة فرساي غرب باريس، تعمل وفق القوانين الفرنسية، وقد تأسست لتحقيق مُساهمة في اندماج أفضل للجاليات العربية وفق مبادئ وقيم الجمهورية، والسعي لخلق فهم أفضل بالعالم العربي المُعاصر وتاريخه في فرنسا والاتحاد الأوروبي.

ورغم أنّ العربية عريقة في المدارس الفرنسية، علاوة على أنّها تمثّل اللّغة الثانية اليوم في فرنسا حيث يتحدّثها بالفصحى والعامية حوالي 4 ملايين نسمة، فإنّ تعليمها في المؤسّسات التربويّة الرئيسيّة الآن في طور الاضمحلال وذلك بشهادة العديد من الأكاديميين الفرنسيين الذين اهتمّوا بها في أبحاثهم، إذ يكفي النظر في عناوين مقالاتهم للتأكّد من الواقع المزري الذي تردّت فيه لغة الضاد مثل "لغة طردت من الفصل"، و"لغة لا تحبّها المدارس" لنفس الكاتبة بريجيت بيروكا، و"لغة وقعت التضحية بها" لإيمانويل تالون، و"اللّغة المنسية في التربية الوطنية" لبيار ديكاسن، وفق ما أوردته "العرب" اللندنية.

ولذلك جاء في الميثاق التأسيسي للجمعية، التأكيد على تعليم لغة الضّاد بعيداً عن المساجد كلغة حضارة وسلام وليس لغة دين، وهو ما سيعزز من تعليمها وبالتالي كشف الوجه الحضاري الحقيقي للعرب بعيداً عن الصور النمطية التي باتوا يوصمون بها.

 تمّ الإعلان رسمياً في العاصمة الفرنسية باريس عن إطلاق منظمة فرساي لتلاقي الثقافتين العربية والفرنسية

وسيساهم دعم تعليم العربية لغة الأدب والشعر في الحدّ من تأثير الفكر المُتطرف عبر الاستخدام الصحيح لهذه اللغة، وتعزيز حركة الترجمة بين اللغتين العربية والفرنسية بالاتجاهين، بالإضافة إلى المُساهمة في التنوّع الثقافي للبشرية وفقاً لمبادئ منظمة اليونسكو، ودعم حوار الثقافات والحضارات بين مختلف الشعوب.

ويرأس مجلس أمناء المنظمة الدكتورة فلورنس جابي، رئيسة المكتب البرلماني، والمديرة التنفيذية للتعليم الإنمائي في مركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية في باريس، وهي مُستشارة مُفوّضة في الأمم المتحدة، ورئيسة المُنتدى العالمي للمرأة الفرنكوفونية، ونائبة رئيس معهد روبرت شومان بالاتحاد الأوروبي المعني بحقوق الإنسان والديمقراطية والحوار بين الثقافات والأديان.

 

سيساهم دعم تعليم العربية لغة الأدب والشعر في الحدّ من تأثير الفكر المُتطرف عبر الاستخدام الصحيح لهذه اللغة، وتعزيز حركة الترجمة بين اللغتين العربية والفرنسية بالاتجاهين

 

أما مهام المدير التنفيذي للمنظمة، يتولاها عبد الناصر نهار، المُستشار في الشؤون الثقافية والإعلامية، والكاتب المُتخصص في العمل الثقافي والفكر السياسي، وهو عضو سابق في اللجان العليا للعديد من أهم الفعاليات والمهرجانات التراثية والجوائز الثقافية العربية، ومؤسس مُشارك لها، وله العديد من الأبحاث والدراسات الحائزة على تقدير من جامعة الدول العربية ومؤسسات ثقافية.

وأعرب جان جاك بروت محافظ إقليم "إيفلين" في منطقة "إيل دو فرانس"، عن سعادته الكبيرة وبالغ الشرف بإطلاق الجمعية من فرساي، بما يُساهم في دعم الفرانكوفونية كشكل من أشكال الإنسانية والحضارة وطريقة تفكير وممارسة، كما نوه بدورها في تحفيز الحراك الثقافي والتفاعل بين الحضارتين العربية والفرنسية، والتعريف بلغة وثقافة موليير عبر الفعاليات ذات الصلة في العالم العربي.

وتسعى المنظمة إلى تحقيق غاياتها والوصول إلى أهدافها، عبر إصدار البحوث والدراسات العلمية والثقافية باللغتين العربية والفرنسية وفقاً لمُتطلبات العصر. كما تهدف إلى إغناء اللغة العربية بالمفردات العلمية الجديدة، وتعزيز تواجد لغة الضاد في محتوى الإنترنت.

تسعى المنظمة إلى تحقيق غاياتها والوصول إلى أهدافها

وتسعى أيضاً إلى دعم تطوير برمجيات تعليم العربية، وتنظيم دورات لتعليم لغة الضّاد في مدينة باريس ومنطقة إيل دوفرانس، وذلك بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الثقافية والتربوية المُختصّة لانتقاء مناهج تربوية علمانية.

كما تحرص المنظمة على تنظيم ندوات ومؤتمرات لدعم الحوار بين الثقافتين العربية والفرنسية، والتواصل مع منظمة اليونسكو، والمؤسسات الثقافية العربية والفرنسية والدولية، لدعم أهداف الجمعية والترويج لها.

وتشجع المنظمة على ترسيخ التعدّدية اللغوية والثقافية في فرنسا كمثال يحتذى به بالنسبة إلى العالم المعاصر الذي يتجاوز الانغلاق الثقافي وتقوقع الهوية التي تغير مفهومها ومازال سيشهد تغييرات واسعة، لأجل إنسان أكثر انفتاحاً.

وأشادت منظمة فرساي لتلاقي الثقافتين العربية والفرنسية بالجهود التي تبذلها الحكومة الفرنسية لإتاحة تعليم وانتشار لغة الضّاد وفق غايات إنسانية حضارية، وخاصة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أكد في مُناسبات كثيرة تأييده تعليم اللغة العربية في فرنسا، مُحذّراً من بعض معاهد تعليم العربية، التي تستغل هذه الغاية لنشر أيديولوجيا انفصالية "إسلاموية"، مُشيراً إلى رغبته في أن يتمكن الشباب، الذين يسعون إلى تعلم اللغة العربية من القيام بذلك كجزء من مدرسة وقيم الجمهورية.

مواضيع ذات صلة:

المشروع المصري "سينما الشعب"... نحو تشكيل وعي مجتمعي يجابه التطرف‎

مهرجان بابل يتحدى التطرف الديني وينتصر للفن الجميل

هل تكفي رقابة الناشر العربي لمنع الفكر المتطرف؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية