
محمد طارق
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن العملية الإسرائيلية في إيران رفعت العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى آفاق جديدة، وقد يُنظر إلى الإصرار الإسرائيلي على مواقف قد تعرقل تحقيق خطط الرئيس الأمريكي على أنه "نكران للجميل"، وهنا يكمن التحدي الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في صياغة الحوار لتعزيز الشراكة الاستراتيجية.
وأضافت "يسرائيل هيوم" في تحليل سياسي أعده مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أنه إلى جانب الجهود المبذولة لإطلاق سراح الأسرى والاحتفال بالنجاح في مواجهة إيران، تهدف زيارة واشنطن إلى تعزيز رؤية ترامب ونتنياهو لتغيير وجه المنطقة، ومن الصواب أن النظر إليها باعتبارها شراكة استراتيجية وليس حوار مقايضات يقدم ثمناً لكل إنجاز.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على خلفية المحادثات المتقدمة لصياغة "صفقة محدودة" لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من غزة، ومع وجود قائمة طويلة من القضايا العالقة على جدول الأعمال، من إيران، وتركيا، وسوريا إلى الضفة الغربية، يؤدي بنيامين نتانياهو زيارته إلى واشنطن، وهي الرابعة منذ عودته لمنصب رئيس الوزراء، موضحاً أن نتانياهو سيلتقي ترامب لاستكمال "جولة النصر على إيران"، وسيحاولان استغلال الزخم الناتج عن ذلك لـ"تغيير وجه المنطقة".
وفي تصريحاته في الأسبوع الماضي، بدا أن نتانياهو يرفع توقعات زيارته لواشنطن بشكل واضح إلى آفاق جديدة، حيث أشارت الصحيفة إلى الرسالة التي نقلها في سلسلة من الزيارات إلى مختلف الجهات داخل إسرائيل، والتي تلخصت في أن الزيارة فرصة هائلة لن تضيع، مضيفة أن الرئيس ترامب الذي سيكون فخوراً بما حققه من نجاح في مواجهة إيران، سيسعى إلى تحقيق وعده بإنهاء الحروب وتعزيز اتفاقيات السلام.
وتابعت "بصرف النظر عن لحظات الراحة والرضا من النصر والمشاركة في تحقيقه، فإن هذه الزيارة هي زيارة عمل حافلة بالمواضيع والتحديات، الوقت قصير، الفرص كثيرة، التحديات ليست سهلة، والرئيس يضغط، من المتوقع أن يكون هذا هو الجو العام للزيارة".
نكران الجميل
وتقول "يسرائيل هيوم" إن العملية ضد إيران رفعت العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى آفاق جديدة، وأن استمرار هذه الشراكة في الساحة السياسية يضيف إليها ويزيد من إمكانات التأثير والربح المتوقع منها، ومع ذلك، هناك أيضاً تكاليف، خصوصاً عندما يُنظر إلى التدخل الأمريكي أو يُقدم على أنه إنقاذ من تهديد وجودي، وفي مثل هذه الظروف، يصبح إصرار إسرائيل على مواقف قد تعرقل تحقيق خطط الرئيس الأمريكي أكثر صعوبة، وقد يُنظر إليه على أنه نكران للجميل.
انتقام إيراني
واعتبرت الصحيفة أن التحدي الأول لنتانياهو هو صياغة الحوار لتعزيز للشراكة الاستراتيجية وليس حوار مقايضات، مشيرة إلى أن الصدام المباشر مع إيران هو مجرد فصل أخير من الموسم الأول، ويجب افتراض أن الاستعدادات للموسم المقبل تتسارع، لأن العملية تركت إيران مثل الجريح المتعطش للانتقام.
وقالت إن القضية الأولى التي تتطلب اتفاقاً إسرائيلياً أمريكياً هي إنفاذ الإجراءات ضد أنشطة إيران، حيث أن على إسرائيل أن توضح أن الإنفاذ دون اتفاق أفضل من اتفاق دون إنفاذ، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب كرر في تصريحاته أن إيران لن تملك سلاحاً نووياً عسكرياً، وإلى جانب ذلك، يجب أيضاً تقييد الصواريخ الباليستية والأسلحة الدقيقة، التي خططت إيران لتحقيق تأثير مماثل لأسلحة غير تقليدية من خلالها.
كما شددت على ضرورة ألا تحصل إيران على أي منفعة لإقناعها بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة أن تشديد مواقفها من مراقبة النووي يوفر الآن مبرراً إضافياً لفرض عقوبات عليها بآلية "السناب باك".
التحذير من عودة حماس
أما عن أزمة غزة، فذكرت الصحيفة أن هناك 3 مكونات للصورة النهائية في حرب غزة لا يجب المساومة عليها، وهي إعادة الرهائن، ونزع سلاح قطاع غزة والقدرات العسكرية، وتحقيق مبادرة الهجرة الطوعية للرئيس ترامب، وتابعت: "لا يجب الانخداع بأي حال من الأحوال بأفكار من شأنها أن تسلب حماس السيطرة المدنية ولكن تتركها قوة مهيمنة، لأن حماس ستتعافى بسرعة وستعيد إسرائيل إلى واقع الجولات المتكررة".
نهج مشكك في سوريا
وعن سوريا، شددت "يسرائيل هيوم" على ضرورة ضمان حرية العمل العسكري في سوريا، باتفاق أو دونه، ورفض مناقشة وضع مرتفعات الجولان التي تعتبرها إسرائيل خط الدفاع الاستراتيجي على حدودها الشرقية، ولذلك في أي اتفاق مع النظام السوري، يجب تقييده بإبرام اتفاقيات لا تسمح لدول أو جهات معادية بالعمل من سوريا ضد إسرائيل.
موقع "24"