لبنان: هل هناك رئيس محتمل خارج هذه الأسماء الأربعة؟

لبنان: هل هناك رئيس محتمل خارج هذه الأسماء الأربعة؟

لبنان: هل هناك رئيس محتمل خارج هذه الأسماء الأربعة؟


22/11/2022

عدة أسماء تُتداول في الساحة السياسية اللبنانية تتصدر مشهد الانتخابات الرئاسية، ومرجح أنّ يكون أحدهم رئيساً للبلاد، التي عقد برلمانها عدة جلسات لانتخاب الرئيس دون تقدم يُذكر.

ومنهم قائد الجيش جوزيف عون، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، النائب في مجلس النواب ميشال معوض، إلى جانب الطامح للمنصب رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، رغم أنّ واحداً منهم أعلن ترشحه رسمياً وهو النائب معوض، بينما تنتظر البقية نضوج التفاهمات والظروف المحلية والإقليمية والدولية.

الورقة البيضاء

وأخفق مجلس النواب في جلسته السادسة في انتخاب رئيس الجمهورية مع استمرار تصويت نواب الثامن من آذار؛ حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة وغيرهم بورقة بيضاء، فضلاً عن استمرار القطيعة بين النواب التغيريين ومرشح السياديين ميشال معوض. ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني شادي سرايا، أنّ "جلسات انتخاب الرئيس تعتبر مسرحية، وما في مادة في الدستور بتعطل الجلسة بعد مغادرة النواب، ولا يملك نبيه بري إجابة حول تبنيه ذلك".

وبدوره توقع الكاتب والباحث السياسي اللبناني عاصم عبد الرحمن، أن تطول مدة الشغور الرئاسي نظراً لعدم وجود أكثرية واضحة في المجلس النيابي تتمكن من إيصال مرشح. وأفاد لـ"حفريات" بأنّ مختلف القوى السياسية على قناعة باستحالة انتخاب رئيس للجمهورية دون توافق بين الجميع. وأضاف "قد نصل إلى منتصف العام المقبل دون رئيس للجمهورية ريثما تهدأ المنطقة وترتسم خريطة طريق سياسية يكون لبنان جزءاً منها".

ماريو ملكون: المنظومة الحاكمة اعتادت على ضرب الانتظام المؤسساتي

وإثر انتهاء الدورة الأولى، أتت نتائج التصويت على الشكل التالي: ميشال معوّض 43 صوتاً، بتراجع بصوت عن 44 في الجلسة الخامسة، 46 ورقة بيضاء، لبنان الجديد 9 أصوات، عصام خليفة 7 أصوات، ثلاثة أصوات لزياد بارود، وصوت لكل من ميشال ضاهر وسليمان فرنجية، وهناك ورقتان ملغاتان. وبلغ عدد النواب في الجلسة 112 نائباً من أصل 128 نائباً يتشكل منهم مجلس النواب، وبعد الانتهاء من فرز الأصوات طيّر نواب 8 آذار النصاب بالمغادرة ورفع رئيس مجلس النواب نبيه برّي الجلسة، معلناً عن جلسة انتخاب سابعة يوم الخميس المقبل.

ولم يطرأ تبديل جوهري على هذه النتائج، لكنّها تُفصح عن جمود حظوظ مرشح السياديين ميشال معوض الذي فقد صوتاً مضموناً وأصواتاً أخرى داعمة، فضلاً عن استمرار تشتت الكتلة التغيرية المنقسمة على ذاتها بخصوص تأييد اسم كمرشح للرئاسة، وهو دور لن تقدر هذه الكتلة التي تبلغ 13 نائباً على القيام به وربما يكون الأفضل لها لعب دور بيضة القبان بين كبار المتنافسين وفق ما يحقق برنامجها التغييري الذي اُنتخبت وفقاً له.

المحلل د. شادي سرايا لـ"حفريات": أربعة أسماء قد يكون أحدها رئيساً؛ ميشال معوض، جوزيف عون، سليمان فرنجية، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة

وصرح المسؤول الإعلامي في جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، ماريو ملكون، بأنّ المنظومة الحاكمة اعتادت على "ضرب الانتظام المؤسساتي والأولويات الدستورية لصالح الحفاظ على مصالحها واستغلال كلّ الاستحقاقات لحماية مواقعها". وقال لـ"حفريات" بأنّ خيار الورقة البيضاء في الاستحقاق الرئاسي لجأت إليه هذه المنظومة لطمس خلافاتها وانقساماتها وعدم قدرتها على الذهاب بمرشّح واحد، وسط عدم رضى النائب جبران باسيل على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، مقابل عدم إقدام حزب الله على ترشيح باسيل.

وأفاد الكاتب شادي سرايا لـ"حفريات" بأنّ الثنائي الشيعي لا يريد الدخول في لعبة الأسماء حالياً لأنّ "حزب الله واقع في حيرة بين جبران باسيل وسليمان فرنجية، وتؤيد حركة أمل فرنجية". وأشار سرايا إلى أنّ بعض قوى 14 آذار لا تحمل غضباً كبيراً تجاهه، وشدد على أنّها "لن تعيد الكرّة مثل ما حصل في انتخاب ميشال عون".

الرئيس التوافقي

ووفق المادة (49) من الدستور اللبناني "يُنتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الإقتراع التي تلي".

وأثار تفسير تلك المادة فيما يخص انعقاد الدورات التالية للجلسة خلافاً بين رئيس المجلس نبيه بري الذي يلتزم بنصاب قانوني يمثّل ثلثي نواب المجلس، 86 نائباً على الأقل لانعقاد الجلسة والدورات التالية، بينما رفض رئيس كتلة الكتائب سامي الجميل هذا التفسير، مطالباً بانعقاد الدورات التالية بالحضور دون إلزامية النصاب، وذلك لقطع الطريق على تعطيل قوى الثامن من آذار انتخاب الرئيس من خلال تطيير النصاب بعد الجلسة الأساسية.

وهناك خلاف في تفسير عدد النواب الذين يشكلون النصاب القانوني لانعقاد جلسة رئيس الجمهورية؛ بين من يقول بالنصاب النصف زائد واحد، 65 نائباً، ومن يقول بالثلثين أي حوالي 86 نائباً، مع ضرورة إلزامية نفس النصاب في الدورات التالية للجلسة، على أنّ يُنتخب الرئيس بتصويت الثلثين في الجلسة الأولى، والأغلبية المطلقة في الدورات التالية.

د. شادي سرايا: جلسات انتخاب الرئيس مسرحية

ووفقاً لذلك يجب تأمين عدد (86) صوتاً في مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية من الجلسة الأولى. وما لم يطرح فريق 8 آذار اسم مرشحه لرئاسة الجمهورية فلن يشهد المجلس انعقاد دورة تالية لأي من جلسات الانتخاب.

وشدد المسؤول الإعلامي في القوات اللبنانية ماريو ملكون على أنّ القوات تعتبر النائب ميشال معوض هو "مرشّح نهائي بالنسبة لها وتوافقي ما بين قوى المعارضة ويُجسّد تطلّعاتها كخيار سيادي وانقاذي". وأكد أنّ القوات ترفض التنازل عن هذه المواصفات وعن جوهر هذا الترشيح لأنّ "أيّ توافق مع القوى الأخرى أيّ قوى السلطة وفي مقدّمتها حزب الله يعني توجّهاً لأنصاف معايير ولنصف رئيس".

مسؤول إعلامي في القوات اللبنانية لـ"حفريات": ميشال معوض مرشّح نهائي بالنسبة للقوات وتوافقي ما بين قوى المعارضة ويُجسّد تطلّعاتها كخيار سيادي إنقاذي

ومن جانبه، ذكر الكاتب والباحث عاصم عبد الرحمن لـ"حفريات" أنّ المرشحين الأقوياء لرئاسة الجمهورية هما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المقرب من حزب الله، وقائد الجيش جوزف عون المقرب من الأمريكيين على الرغم من عدم إعلانهما الترشح رسمياً بانتظار كل منهما نضوج ظروفه داخلياً وخارجياً. وأفاد بأنّ باقي المرشحين المعلنين ما هم إلا "لتقطيع الوقت الضائع بانتظار ولادة تسوية ما تأتي برئيس للجمهورية ورئيس للحكومة والاتفاق على برنامج عمل العهد الجديد".

العامل الإقليمي والدولي

وبدوره ذكر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، شادي سرايا بأنّ أربعة أسماء قد يكون أحدها رئيساً؛ ميشال معوض، جوزيف عون، سليمان فرنجية، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.  ويرى الكاتب عاصم عبد الرحمن أنّ خيارات حزب الله حالياً هي إقناع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالسير في ترشيح فرنجية. وأضاف على الرغم من رفض باسيل المعلن لهذا الخيار إلا أنه مستعد للقبول به عندما يوافق فرنجية على "جملة شروطه في الحصول على التعيينات في مختلف الأسلاك في ظل العهد الجديد، وأن يأخذ وعداً إلهياً من نصر الله بتبني ترشيحه في الدورة المقبلة بعد 6 سنوات".

ويتفق المراقبون على أهمية العامل الإقليمي والدولي في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خصوصاً المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص البرنامج النووي وغيرها من القضايا. ولا يعلق الكاتب السياسي شادي سرايا آمالاً على المجتمع الدولي: "لبنان متروك لمصيره". وأشار إلى أنّ فرنسا تسعى وراء مصالحها بإرضاء إيران، وواشنطن حليف سري لإيران توظفه كفزاعة في وجه الخليج، ما لم يتضمن الاتفاق النووي مع إيران تفاهماً على الاستحقاق الرئاسي.

عاصم عبد الرحمن: الاتفاق والتوافق هما الحل

من جانبه شدد الكاتب عاصم عبد الرحمن على أنّ "الاتفاق والتوافق هما من المخارج الوحيدة لإنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى والتي لن تتم بمعزل عن توافق إقليمي - دولي ينعكس إيجاباً على لبنان".

وفي السياق ذاته، أوضح المسؤول الإعلامي في جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، ماريو ملكون أنّ المواقف الدولية والإقليمية تختلف من القضايا اللبنانية وضمناً الملف الرئاسي وفقاً لنظرتها للبنان. وذكر أنّ "بعض الدول يحترم سيادة الدولة ودائماً ما سعى إلى مساندة الشعب اللبناني من منطلق الصداقة والأخوّة، وبعضها الآخر يتعامل معه كتابع وملحق وساحة لتنفيذ الأجندات وإرسال المتفجرات".

يتكون مجلس النواب اللبناني 128 مقعداً، تُقسم مناصفة بين المسلمين والمسيحيين على اختلاف مذاهبهم. وبحسب النتائج النهائية للانتخابات النيابية الأخيرة في أيار (مايو) 2022، فاز حزب القوات اللبنانية 20 مقعداً، التيار الوطني الحر 18 مقعداً، لوائح المجتمع المدني 15 مقعداً، حزب الله 13 + 3، حركة أمل 15 مقعداً، الحزب التقدمي الاشتراكي 9 مقاعد، أعضاء المستقبل السابقين 6 مقاعد، الشخصيات المستقلة 11 مقعداً، حزب الكتائب 5 مقاعد، حزب الطاشناق 3 مقاعد، وتوزعت بقية المقاعد على أحزاب وكتل صغيرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية