لاتفيا في مرمى الاجتياح الروسي.. هل ينفذ بوتين استراتيجية الأرض المحروقة؟

لاتفيا في مرمى الاجتياح الروسي.. هل ينفذ بوتين استراتيجية الأرض المحروقة؟

لاتفيا في مرمى الاجتياح الروسي.. هل ينفذ بوتين استراتيجية الأرض المحروقة؟


22/11/2022

كشف الانسحاب الروسي من خيروسون، مدى الضغط الواقع على الجيش الروسي، الذي افتقد دينامية الحركة، في ظل دعم عسكري غربي ضخم للجانب الأوكراني، الأمر الذي قد يدفع الرئيس الروسي بوتين، إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، عن طريق توسيع دائرة الحرب، انتقاماً من دول الجوار الداعمة لأوكرانيا.

في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، استدعت وزارة الخارجية الروسية، سفير لاتفيا، ماريس ريكستيتش، بشأن هدم الآثار السوفيتية في بلاده، وقدمت الوزارة احتجاجاً رسمياً على تفكيك الآثار السوفيتية في لاتفيا، واصفة الأمر بأنّه عمل بربري، يهدف إلى تمجيد النازية.

كما اتهمت روسيا السفير اللاتفي بالترويج لتصريحات معادية لروسيا، قائلة إنّ "روايات الفاشية الجديدة لريكستيش، غير مقبولة".

وقامت لاتفيا في 25 آب (أغسطس) الماضي، بتفكيك الجزء الأخير من النصب التذكاري المخصص للجنود السوفييت في الحرب العالمية الثانية، في حديقة النصر بالعاصمة ريغا، وفي 31 تشرين الأول (أكتوبر)، أزالت لاتفيا نصبين آخرين لتكريم القوات السوفيتية.

تصعيد متبادل

ويثير التصعيد المتبادل بين موسكو وريغا، المخاوف من اجتياح روسي محتمل للدولة العضو في حلف الناتو، جراء تصريحات المسؤولين في لاتفيا، والتي باتت تحرض صراحة على مواجهة الغزاة الروس، حيث صرّح وزير خارجية لاتفيا، إدجارز رينكوفيس، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، يوم 20 أيلول (سبتمبر) الماضي، أنّه يجب على المجتمع الدولي، فرض عقوبات جديدة على روسيا، ومنح أوكرانيا المزيد من الأسلحة. مضيفاً: "يبدو أنّ روسيا تمضي قدماً في تنظيم استفتاءات وهمية، في الأراضي المحتلة بأوكرانيا، يجب على المجتمع الدولي رفض هذه الخطوة، ويجب أن يتبعها المزيد من العقوبات". وختم بالقول: "يجب أن تحصل أوكرانيا على المزيد من الأسلحة لتحرير أراضيها، ويجب أن نقول لا للابتزاز الروسي".

مخاوف حقيقية

بعد الهجوم الصاروخي، الذي أسفر عن مقتل شخصين في بولندا، الأسبوع الماضي، نتيجة للحرب الدائرة في أوكرانيا، أعلنت لاتفيا للعالم أنّها أيضاً معرضة للتهديد الروسي، حيث تشترك في 300 كيلومتر من الحدود مع روسيا، التي ضمتها مرتين في تاريخها.

قامت لاتفيا في 25 آب (أغسطس) الماضي، بتفكيك الجزء الأخير من النصب التذكاري المخصص للجنود السوفييت في الحرب العالمية الثانية

من جهته، قال الكولونيل ديدزيس نيسترو، رئيس الأركان في جيش لاتفيا، في مقابلة مع (The Canadian Press) الأسبوع الماضي، إنّ خطر الابتلاع الروسي لبلاده مرة أخرى أمر لا يمكن استبعاده.

الكولونيل نيسترو أضاف أنّه "يبدو أنّ جميع الحروب التي كانت روسيا تميل إلى خوضها، بدءا من حرب الشيشان، كانت كلها موجهة لاستعادة نقاط الوصول القديمة إلى العالم الخارجي". مضيفاً: "إذا تجاوزنا خط الحدود الروسي، فيمكننا أن نرى بشكل أساسي، أنّ جميع البلدان المتاخمة لروسيا، بهذه الطريقة، معرضة للخطر".

اتهمت روسيا السفير اللاتفي بالترويج لتصريحات معادية لروسيا، قائلة إنّ روايات الفاشية الجديدة لريكستيش، غير مقبولة

وتابع: "لقد تضاءل خطر الضم، لكن لا يمكننا استبعاد حدوث أيّ شيء، لهذا السبب نحن كدولة - والتحالف بشكل عام - لدينا شعور معين باليقظة لمواجهة أيّ من هذه المواقف غير المتوقعة؛ لأنّ روسيا ورئيسها بوتين لا يمكن التنبؤ بهما".

وتظهر لاتفيا دعمها الكامل لأوكرانيا، ويتم رفع العلم الأوكراني بشكل بارز في جميع أنحاء العاصمة ريغا، وخاصّة أعلى المباني الرسمية، كما تشيد الجداريات الكبيرة بنضال الأوكرانيين، مع التنديد بالتدمير الذي لحق بميناء ماريوبول.

وتحظى لاتفيا بدعم دول البلطيق، كما تدعمها كندا بنحو 700 جندي، يتدربون في معسكر أدازي؛ كمجموعة قتالية موحدة تدافع عن لاتفيا، التي يبلغ تعداد الجيش النظامي بها حوالي 6000 مقاتل. وتملك لاتفيا نظاماً للدفاع الجوي، قصير المدى (من خمسة إلى ستة كيلومترات)، بالإضافة إلى نظام آخر توفره لها إسبانيا، لكنّه محدود أيضاً.

تحركات عسكرية روسية

يرى مراقبون أنّ الضغط الروسي على الدول الحدودية قد خف، بعد اضطرار موسكو إلى إعادة نشر الكثير من قواتها على الجبهة الأوكرانية، لكنّ وجود قواعد روسية بالقرب من حدود لاتفيا، بعضها على بعد 30 كيلومترا، يثير الكثير من المخاوف، خاصّة وأنّ لروسيا أيضاً فرقة محمولة جواً في بسكوف، فضلاً عن لواء مشاة آلي وقوات خاصة، وقواعد طائرات هليكوبتر، قريبة جداً من الحدود، بالإضافة إلى أنّ الوحدات الجوية والبحرية الروسية في محيط بحر البلطيق، لا تزال تتمتع بقدرات هجومية كبيرة.

حشدت روسيا آلاف القوات في بيلاروسيا على طول الحدود الأوكرانية

في الوقت نفسه، حشدت روسيا آلاف القوات في بيلاروسيا على طول الحدود الأوكرانية، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، وعلّق وزير دفاع لاتفيا، أرتيس بابريكس، على أنباء هذه الحشود، الشهر الماضي، قائلاً إنّ القوة المُجمَّعة ستكون على الأرجح أضعف من أن تتمكن من شن توغل ناجح عبر الحدود، ويقول خبراء عسكريون إنّه سيكون من الصعب عليها اختراق غرب أوكرانيا، من أجل تعطيل تدفق الإمدادات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا عبر بولندا.

تحظى لاتفيا بدعم دول البلطيق، كما تدعمها كندا بنحو 700 جندي، يتدربون في معسكر أدازي؛ كمجموعة قتالية موحدة تدافع عن لاتفيا، التي يبلغ تعداد الجيش النظامي بها حوالي 6000 مقاتل

مع ذلك، يجب على بوتين أن يفكر مرتين قبل مهاجمة دولة من دول الناتو، حيث تنص المادة (5) من معاهدة حلف شمال الأطلسي، على أنّه إذا تعرضت دولة عضو لهجوم مسلح، فإنّ الأعضاء الآخرين يعتبرون أنفسهم أيضاً في حالة حرب مع الطرف المعتدي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية