لأول مرة منذ 9 أعوام... طالبان تكشف موقع قبر الملا عمر

بعد أن استطاع الاختفاء عن أعين العالم كله لأعوام بعد احتلال أفغاستان عام 2001، كشفت حركة طالبان الأحد، ولأول مرّة، عن موقع قبر مؤسس الحركة الملا محمد عمر، الذي بقيت وفاته ومكان دفنه سراً لأعوام.

وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لوكالة الأنباء الفرنسية: إنّ قادة بارزين في الحركة حضروا في وقت سابق الأحد مراسم حول قبر الملا عمر قرب عمرزو في ولاية زابل، جنوب أفغانستان.

كشفت حركة طالبان ولأول مرّة عن موقع قبر مؤسس الحركة الملا محمد عمر، الذي بقيت وفاته ومكان دفنه سراً لأعوام

وأوضح مجاهد: "مع وجود العديد من الأعداء، ونظراً إلى أنّ البلاد كانت محتلة، بقي مكان القبر سراً؛ من أجل تجنب إلحاق ضرر به، وأفراد الأسرة المقربون فقط يعرفون المكان".

وأظهرت صور نشرتها السلطات قادة من طالبان مجتمعين حول قبر أبيض بسيط محمي بقفص حديدي أخضر، وقال الناطق: "الآن اتُّخذ القرار...، وبالتالي لم تعد هناك مشكلة في زيارة الناس للقبر".

بسرعة كبيرة، وبالرغم من الوعود التي قدّموها في بادئ الأمر، عاد حكام البلاد الجدد إلى فرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية

الملا عمر، الذي توفي عن (55) عاماً، أسّس في عام 1993 حركة طالبان التي استولت على السلطة في 1996 بعد أعوام من الحرب الأهلية.

يُذكر أنّ حركة طالبان استحوذت على السلطة في أفغانستان في 15 آب (أغسطس) 2021 بعد الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أنّ أعمال العنف انخفضت مذاك بشكل ملحوظ، إلا أنّ الأزمة الإنسانية في البلاد تعاظمت سريعاً.

تم تقييد النساء والفتيات بشكل كبير، ومُنِعن من المشاركة في معظم فعاليات الحياة اليومية خارج البيوت

وبسرعة كبيرة، وبالرغم من الوعود التي قدّموها في بادئ الأمر، عاد حكام البلاد الجدد إلى فرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية، وهو ما قيد حقوق المرأة بشدة.

وبحسب تقارير صحفية فإنّه، وبعد مرور أكثر من عام على وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، تم تقييد النساء والفتيات بشكل كبير، ومُنِعن من المشاركة في معظم فعاليات الحياة اليومية خارج البيوت، ولا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أنّ طالبان ستسمح للفتيات بالعودة إلى المدرسة.

ولم يعد بإمكان الفتيات مواصلة تعليمهن بعد الصف السادس، ممّا يعني أنّه يُسمح لهن بالذهاب إلى المدرسة الابتدائية فقط، ويمكن للملتحقات بالجامعة بالفعل مواصلة دراستهنّ في فصول دراسية منفصلة عن الطلبة الذكور، ولم يعد مسموحاً بالتعليم الثانوي.