كُتاب وناشطون ينددون بتصريحات الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي... ما السبب؟

 كُتاب وناشطون مدنيون ينددون بتصريحات الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي... ما السبب؟

كُتاب وناشطون ينددون بتصريحات الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي... ما السبب؟


22/11/2023

ندد كتّاب وناشطون عراقيون بتصريحات الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي رشيد العزاوي الذي حمّل المدنيين والعلمانيين مسؤولية خراب العراق، وانتشار العنف والفساد فيه. حيث رأى الكُتّاب أنّ قوى "الإسلام السياسي"، يتقدمها الحزب الإسلامي، تحاول الهروب من المسؤولية، ورمي فشلها على الضد النوعي لها في الجانب السياسي، مطالبين تيار الإخوان المسلمين وغيرهم بمراجعة جادة للذات والخطاب السياسي.

وانتقد المراقبون العراقيون تبنّي مستشار رئيس الحكومة العراقية لمشروع مسلح خارج إطار الدولة، بعد أن أعرب عن نيته تأسيس فصيل للقتال في فلسطين إلى جانب حركة حماس الإسلامية، متسائلين كيف يريد المستشار الحكومي أن يبني دولة وهو يتبنّى خطاباً ميليشاوياً؟

يأتي هذا بعد أن اتهم العزاوي القوى المدنية العلمانية بأنّها وراء فشل بناء دولة عراقية على مدار العقود التي مضت، وأنّ ثورات العراق قادها العلمانيون، وتسببوا بالفشل المتراكم، موضحاً أنّ "الإسلاميين حُرموا من ممارسة حقهم الطبيعي بالعمل السياسي".

أمين عام الحزب الإسلامي العراقي رشيد العزاوي: نسعى لأن يكون لدينا جناح عسكري، ومستعدون للقتال في فلسطين

ويُعدّ الحزب الإسلامي العراقي الشريك الطائفي الرئيس للأحزاب الإسلامية الشيعية في منظومة الحكم بعد 2003، فضلاً عن الشريك العرقي، وهما الحزبان الكرديان "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة طالباني. حيث سيطر الإسلاميون السُنّة على كافة مناصب وامتيازات العرب السُنّة في الدولة العراقية، علماً أنّ المكون كان قد قاطع النظام السياسي الذي جاءت به أمريكا وحلفاؤها بعد إسقاطها لنظام صدام حسين في نيسان (أبريل) عام 2003.

ودائماً ما يحاول الحزب الإسلامي العراقي أن يكون تحت ظل الإسلاميين الشيعة، بوصفه الشريك الطائفي، لكي يحصل على المواقع السياسية والنيابية والوزارية والاستشارية بفضل تلك القوى، خشية صعود شخصيات علمانية ومدنية في الطرف السنّي تزيح الخطاب الإسلامي المهيمن وقتذاك على مقدرات العرب السُنّة داخل النظام السياسي الحالي.

رئاسة البرلمان العراقي كانت من حصة العرب السنة التي هيمن عليها الحزب الإسلامي لسنوات طويلة

وقد تعرّض الإسلاميون السُنّة لنكسة انتخابية منذ العام 2010 وصولاً إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2021، إذ تمكنت الشخصيات والقوى المدنية السنّية من إزاحة الحزب الإسلامي عن مواقع الحكم في المحافظات الغربية، وهي كلّ من: الأنبار، وديالى، وصلاح الدين، ونينوى، فضلاً عن رئاسة البرلمان الاتحادي. 

العزاوي: حرمنا من ممارسة حقنا السياسي

وفي أحدث ظهور له رفض الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي رشيد العزاوي اتهام الإسلاميين بالفشل في إدارة الدولة العراقية بعد التغيير الذي حصل عام 2003، موجهاً سهام نقده صوب العلمانية العراقية التي كانت الأنظمة السياسية السابقة محسوبة عليها، وأنّ سبب الخراب كان بسببهم منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921. 

وقال العزاوي في لقاء متلفز: إنّ "العراق يحكمه الليبراليون والعلمانيون منذ تأسيس الدولة، وهم سبب الفشل، وثورات العراق قادها العلمانيون وتسببوا بالفشل المتراكم"، موضحاً أنّ "الإسلاميين حرموا من ممارسة حقهم الطبيعي بالعمل السياسي".

دائماً ما يحاول الحزب الإسلامي أن يكون تحت ظل الإسلاميين الشيعة، بوصفه الشريك الطائفي، لكي يحصل على المواقع السياسية والنيابية والوزارية والاستشارية بفضل تلك القوى

ودافع العزاوي عن حزبه، وقال: إنّ "الحزب الإسلامي قدّم 1500 (شهيد) خلال مواجهة الحركات السنّية المتطرفة"، لافتاً إلى أنّ "الأحزاب الإسلامية الشيعية وقفت ضدنا، وعتبنا عليها شديد"، مشيراً إلى أنّ "الأحزاب الشيعية كلها وقفت مع الفيدرالية والأقاليم".

وأكد العزاوي أنّ "السلاح المنفلت يندرج ضمن مخططات إضعاف العراق، ويجب إعادة جميع الشخصيات العراقية من الخارج، حتى وإن أخطأت"، مشيراً إلى أنّ "العفو عن أحمد العلواني ممكن، والقضاء مطالب بحلّ ملف طارق الهاشمي".

في دفاعه عن حماس

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني وأحداثه الأخيرة، أوضح العزاوي أنّ: عملية "طوفان الأقصى" أعادت التفاعل الكبير مع القضية الفلسطينية، وأنّ أكثر حكومات المنطقة محرجة من  تلك العملية.

وأضاف: "العالم الإسلامي لم يتعافَ عقب الحرب العراقية الإيرانية إلا بعد "طوفان الأقصى"، مبيناً أنّ "بعض الدول الإقليمية كانت تنتظر من الموساد أن يوفر الحماية لها"، مشيراً إلى أنّ "الإعداد لعملية طوفان الأقصى استمر لمدة عام ونصف قبل انطلاقها، وأنّ أكبر محطة للموساد سقطت خلال (5) ساعات".

ولفت إلى أنّ "إيران دعمت المقاومة الفلسطينية، لكنّها ليست الداعم الوحيد لها"، مشدداً على أنّ "إيران واقفة مع المقاومة الفلسطينية بقوة".

الكاتب والصحافي علي حسين

وبيّن أنّ "الإخوان المسلمين يدفعون ضريبة مقاومة حماس الشرسة"، مضيفاً أنّ "بعض دول الخليج تتخوف من الإخوان المسلمين خشية ظهور حماس أخرى"، مؤكداً "نسعى لأن يكون لدينا جناح عسكري، ومستعدون للقتال في فلسطين".

ولفت العزاوي إلى أنّ "حركة حماس لم تستهدف شيئاً خارج حدود فلسطين"، مؤكداً أنّ "الجيوش لا تستطيع حماية الحكومات، وأنّ تحريك الشعوب بيد الحركات الإسلامية".  

تنديد بتصريحات العزاوي

بالمقابل، ندد كتّاب وناشطون علمانيون بتصريحات الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي رشيد العزاوي، بوصفه أنّ العلمانية العراقية هي سبب دمار البلاد، مؤكدين أنّ الحزب الإسلامي شريك الإسلاميين في نظام الفساد والمحاصصة الطائفية. 

ويقول الكاتب والصحافي علي حسين: إنّ "الحديث عن فشل النظام السياسي صار مرتبطاً بالمدنيين، وكأنّهم تسلموا السلطة منذ عام 2003 وحتى لحظة إعلان العزاوي حربه عليهم، مقولات وعبارات يستخدمها البعض ليثبت أنّه يفهم في السياسة، فتجدهم وهم يشاركون في دراما السلطة ومنافعها يصوبون مدافعهم باتجاه القوى المدنية التي لا ناقة لها ولا جمل في معمعة الخراب". 

أمّا الناشط لؤي هاشم، فقد قال: إنّ "الحزب الإسلامي كان شريكاً وداعماً لأعوام الخراب التي عاشها العراق عندما نهبت موازناته وتحولت أموال البلاد إلى خارج الحدود"

وتابع قائلاً: "ولأنني لا أريد أن أدخل في جدال سياسي مع العزاوي، خوفاً من أن اتهم بتخريب البلاد ونشر الرذيلة، فسأحاول فقط أن أذكّره بأنّ الحزب الإسلامي كان شريكاً في الحكم منذ عام 2003، وتسلم مناصب قيادية، منها: منصب نائب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء، ورئاسة البرلمان، وعدد من الوزارات السيادية"، مبيناً أنّ "القوى المدنية المسكينة لم تمنح إلا مرة واحدة وزارة الثقافة، وعندما شعرت أحزاب السلطة بغلطتها سلّمت الوزارة إلى الحزب الإسلامي أيضاً".

أمّا الناشط لؤي هاشم، فقد قال: إنّ "الحزب الإسلامي كان شريكاً وداعماً لأعوام الخراب التي عاشها العراق عندما نهبت موازناته وتحولت أموال البلاد إلى خارج الحدود". 

وأضاف: "للأسف يدخلنا بعض الساسة كل يوم في أتون حرب جديدة، المفاجأة فيها أنّ العدو لم يكن الفشل الذي أصاب مفاصل الدولة، وإنّما القوى المدنية الذي تجرأت وخرجت في تظاهرات ضد المحسوبية والطائفية والفساد"، متسائلاً: "كيف لمستشار رئيس الحكومة وأمين عام حزب سياسي أن يرغب بتأسيس ميليشيا مسلحة خارج إطار الدولة للقتال في فلسطين؟". 

مواضيع ذات صلة:

العراق: انقسامات داخل الإطار التنسيقي... لماذا هددهم السوداني بالاستقالة؟

تقرير يُحذر الولايات المتحدة من هجمات الميليشيات الإيرانية المتجددة في سوريا والعراق

العراق: الصدريّون يتظاهرون نصرةً للقضية الفلسطينية... والحكومة ترسل مساعداتها عبر مصر



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية