كيف يؤثر إفلاس البنوك الأمريكية على اقتصاديات الشرق الأوسط؟

كيف يؤثر إفلاس البنوك الأمريكية على اقتصاديات الشرق الأوسط؟

كيف يؤثر إفلاس البنوك الأمريكية على اقتصاديات الشرق الأوسط؟


15/03/2023

على وقع أزمة اقتصادية طاحنة، تعيد إلى أذهان العالم سيناريوهات انهيار الاقتصاد العالمي عام 2008، أعلن بنك (سيلكون فالي) الأمريكي إفلاسه الجمعة، وهو أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة الاقتصادية العالمية، مخلّفاً موجة ذعر كبيرة لدى الأسواق الأمريكية والعالمية بشكل عام من تداعيات سلبية لموجة التدهور الاقتصادي التي قد تضرب مختلف دول العالم في الأسابيع القليلة المقبلة.

وفيما يبدو أنّه تطور سريع لأزمة الاقتصاد في الداخل الأمريكي، خفضت وكالة (موديز) تصنيف بنك (سيغنتشر) الذي أغلقته السلطات الأمريكية هذا الأسبوع، بعد انهياره في خضم أزمة أشعلها سقوط بنك (سيليكون فالي).

وقالت (موديز) في بيان الثلاثاء: إنّها صنفت الديون الثانوية لبنك (سيغنتشر) عند مستوى (C)، وهي تُعتبر أدنى درجة في التصنيفات غير الاستثمارية.

وأضافت وكالة التصنيف الائتمانية أنّها وضعت (6) بنوك أمريكية أخرى قيد المراجعة لخفض تصنيفها، وهي فيرست ريبابليك بنك، وزيونس بانكورب، وكوميركا، وويسترن أليانز بانكورب، ويو إم بي فاينانشيال كورب، وإنترست فاينانشيال كورب، بحسب ما أوردته "سكاي نيوز".

نزيف مستمر

كان سهم (فيرست ريبابليك)، ومقرّه سان فرانسيسكو، قد انخفض بنسبة قياسية بلغت 62% الإثنين، وتراجع سهم (ويسترن أليانس)، ومقره فينيكس، بنسبة غير مسبوقة بلغت 47%، كما هبطت أسهم (كوميركا)، ومقره دالاس، بنسبة 28%، بحسب "بلومبيرغ".

أعلن بنك (سيلكون فالي) الأمريكي إفلاسه الجمعة، وهو أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة الاقتصادية العالمية

وأغلقت الأحد السلطات الأمريكية بنك (سيغنتشر)، ومقره نيويورك، وهو يُعتبر ثالث أكبر فشل في تاريخ البنوك الأمريكية، بعد يومين من إغلاق (سيليكون فالي).

التداعيات المحتملة على دول الشرق الأوسط

استبعد الخبير الاقتصادي المصري أبو بكر الديب  تأثير إفلاس البنوك الأمريكية الـ (3) على الدول العربية التي تودع أموالها السيادية الدولارية في الغالب لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وقال لـ "حفريات": إنّ التداعيات الكاملة لم تتضح حتى هذه اللحظة، خاصة في ظل عدم الكشف عن كامل العملاء أو البنوك التي ترتبط بالبنوك التي أعلنت إفلاسها، وهو إجراء ربما تتخذه بعض البنوك أو الشركات للحدّ من حالة الهلع وفقدان الثقة.

وأشار الديب إلى أنّ الودائع العربية مستثمرة بشكل آمن ضمن محفظة استثمارية قصيرة الأجل من جانب البنك المركزي الأمريكي، ووفق أدلة الاستثمار القياسية التي تتجنب المخاطر المختلفة.

أبو بكر الديب: التداعيات الكاملة لم تتضح حتى هذه اللحظة، خاصة في ظل عدم الكشف عن كامل العملاء أو البنوك التي ترتبط بالبنوك التي أعلنت إفلاسها، وهو إجراء ربما تتخذه بعض البنوك أو الشركات للحدّ من حالة الهلع وفقدان الثقة

وأوضح الديب أنّ مصر، على وجه الخصوص، آمنة تماماً من تداعيات زلزال بنك "سيليكون فالي"، متوقعاً أن يوقف الإفلاس ارتفاعات الفائدة الأمريكية وكذلك الأوروبية والعربية.

ويرى الديب أنّه لا يوجد أيّ تأثير سلبي لإفلاس بنك "سيليكون فالي" الأمريكي على القطاع المصرفي المصري، لأنّ البنوك المصرية لا تمتلك أيّ ودائع أو معاملات مالية لدى "سيليكون فالي" المتخصص في تمويل الشركات التكنولوجية والناشئة.

ماذا عن التأثيرات المحتملة على الاقتصاد العالمي؟

يرى الخبير الاقتصادي المصري أنّ أزمة بنك "سيليكون فالي" تمثل زلزالاً اقتصادياً، وقد تتسبب في فرملة ارتفاعات الفائدة الأمريكية التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي منذ أشهر لمواجهة التضخم، لكنّها ستكون ذات تأثير محدود على الاقتصاد العالمي، الذي اكتسب خبرة كبيرة وأصبح لديه مناعة، مستبعداً تكرار سيناريو إفلاس بنك ليمان براذرز عام 2008.

وبحسب الديب، يمثل هذا الزلزال أكبر انهيار مصرفي منذ الأزمة المالية، فقد أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في "وول ستريت" منخفضة يوم الجمعة الماضي، وسط موجة بيع، مع قلق المستثمرين بشأن أوضاع البنوك الأمريكية .

وأكد أنّ إفلاس البنك سيلقي بظلاله على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل، بعد أن أثارت الواقعة مخاوف واسعة النطاق من امتداد تلك الأزمة إلى باقي القطاع المصرفي الأوسع. 

 أبو بكر الديب: أزمة بنك وادي السيليكون تمثل زلزالاً اقتصادياً

وأوضح أبو بكر الديب أنّه بالرغم من تكبد البورصة الأمريكية خسائر فادحة، إذ انخفض مؤشر إس آند بي (500) يوم الجمعة، وسط مخاوف من انتشار عدوى الإغلاق إلى بنوك أخرى، وخلال يومين خسرت أسهم البنوك الأمريكية (100) مليار دولار، والأوروبية خسرت (50) مليار دولار، إلا أنّه ورغم ذلك، فإنّ النظام المصرفي الأمريكي ما زال قوياً ومتيناً، ممّا يمنع انتشار الأزمة أمريكياً ودولياً.

ما الدول الأكثر تأثراً؟

يقول الديب: إنّ الدول الأكثر احتمالية للتأثر بإفلاس بنك (سيليكون فالي) هي بريطانيا وسويسرا وفرنسا وألمانيا، لارتباط بنوكها به، كما تظهر التداعيات السلبية بصورة أكبر في إسرائيل، نظراً لوجود أحد فروع البنك هناك، واعتماد الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا على المصرف في تمويل مشاريعها.

الحكومة الأمريكية والفيدرالي الأمريكي قد يلجآن إلى تخصيص الكثير من الأموال لعمليات إنقاذ البنوك المتعثرة وخفض الفائدة أو تثبيتها، وهي إجراءات من شأنها أن تهدد قيمة الدولار الأمريكي عالمياً مقابل العملات الأخرى

 وأشار إلى امتداد التأثير إلى الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الديب أنّ الحكومة الأمريكية والفيدرالي الأمريكي قد يلجآن إلى تخصيص الكثير من الأموال لعمليات إنقاذ البنوك المتعثرة وخفض الفائدة أو تثبيتها، وهي إجراءات من شأنها أن تهدد قيمة الدولار الأمريكي عالمياً مقابل العملات الأخرى.

ماذا حدث في (سيلكون فالي)؟

إفلاس البنك، بحسب الديب، كان نتيجة للفائدة المبالغ فيها، وتصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي مؤخراً أمام الكونغرس الأمريكي باستمرار ارتفاع الفائدة خلال الفترة المقبلة، حيث يُعدّ بنك وادي السيليكون (Silicon Valley Bank)، المعروف اختصاراً باسم (SVB)، من أكبر البنوك الرائدة في تمويل الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا والابتكار في وادي السيليكون والعالم.

وتأسست الشركة المالكة لبنك وادي السيليكون في عام 1983، وهي تتخصص في توفير خدمات التمويل للشركات الناشئة والمتوسطة في قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والرعاية الصحية والطاقة المتجددة والخدمات المالية.

وأكد الديب أنّ بنك وادي السيليكون (SVB) لديه خبرة واسعة في تمويل الشركات الناشئة ودعمها في مختلف مراحل نموها، بدءاً من التأسيس حتى طرح أسهمها للاكتتاب العام، ويوفر البنك الذي يُعتبر أكبر مموّل للشركات الناشئة خدمات مختلفة للعملاء، من بينها الحسابات المصرفية والتمويل الرأسمالي والائتمان والخدمات المصرفية الاستثمارية.

 بنك (سيليكون فالي)، الذي يقع مقره الرئيسي في كاليفورنيا، واجه نقص السيولة منذ فترة

ويتخصص البنك في إصدار التقارير والأبحاث المتعلقة بالتكنولوجيا للشركات الناشئة والمستثمرين، وهي مصدر معلومات مهم لفرص الاستثمار.

وأشار الديب إلى أنّ بنك "سيليكون فالي"، الذي يقع مقره الرئيسي في كاليفورنيا، واجه نقص السيولة منذ فترة، عقب موجة رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة، وقالت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، التي تحمي عادةً الودائع التي تصل إلى (250) ألف دولار، إنّها تحملت حوالي (175) مليار دولار من الودائع المحتفظ بها في البنك الذي يحتل المرتبة الـ (16) بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية