كيف جرت مليونية السودان؟ وكيف تعامل الأمن مع المتظاهرين؟

كيف جرت مليونية السودان؟ وكيف تعامل الأمن مع المتظاهرين؟


31/10/2021

لقي عدد من المتظاهرين حتفهم أمس في الخرطوم حين اجتاح عشرات الآلاف من السودانيين الشوارع للمطالبة بحكومة مدنية وبـ"إسقاط حكم العسكر"، بعد أيام من انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في المؤسسات السياسية لمرحلة انتقالية كان يفترض أن تتيح للسودان التحول إلى الديمقراطية عام 2023.

وقالت لجنة الأطباء المركزية السودانية في بيان: إنّ 3 سودانيين قتلوا برصاص المجلس العسكري، وفق ما نقل موقع "بي بي سي".

وأضافت اللجنة أنّ متظاهرين قتلا في منطقة أم درمان بشمال غرب الخرطوم، "أصيب أحدهما بطلق ناري في الرأس والآخر بالبطن، وعشرات الجرحى في مناطق متفرقة".

ومن جانبها، نفت الشرطة السودانية إطلاق النار على محتجين خلال المظاهرات، وقالت في التلفزيون الرسمي إنّ أحد أفرادها أصيب بطلقات نارية.

لجنة الأطباء المركزية السودانية: 3 سودانيين قتلوا برصاص المجلس العسكري في التظاهرة المليونية

واتهمت "مجموعات من المتظاهرين خرجت عن السلمية وهاجمت الشرطة وبعض المواقع المهمة، ممّا دعا الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم".

وقد انطلقت المظاهرات في عدة مدن سودانية بعد ظهر أمس، استجابة لدعوى قوى مدنية وسياسية رفضاً لانقلاب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وحل الحكومة ومجلس السيادة واعتقال عدد من السياسيين والمسؤولين.

وبحسب تقارير، انطلقت المسيرات الحاشدة في مناطق عدة، من بينها ضواحي أم درمان في شمال غرب الخرطوم، تحت شعار "الردة مستحيلة".

وهتف المتظاهرون في أحياء العاصمة السودانية "المدنية خيارنا"، ورفع بعضهم صور رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك، الذي وُضع تحت الإقامة الجبرية في منزله.

وقال شاهد من "رويترز" إنّ قوات الأمن في الخرطوم استخدمت الغاز المسيل للدموع، وأطلقت النار في محاولة لتفريق الحشود الكبيرة.

وقال شاهد عيان آخر في أم درمان إنهم سمعوا طلقات نارية ورأوا أشخاصاً ينزفون من اتجاه مبنى البرلمان.

قوات الأمن في الخرطوم استخدمت الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في محاولة لتفريق الحشود الكبيرة

وتمثل المظاهرات التحدي الأكبر الذي يواجهه الفريق أول عبد الفتاح البرهان منذ أن أطاح بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يوم الإثنين.

وحمل المتظاهرون الأعلام السودانية ورددوا هتافات "هذه بلدنا وحكومتنا مدنية"، وساروا رافعين صورة رئيس الوزراء حمدوك في عدة أحياء في أنحاء الخرطوم.

ونزل الناس إلى الشوارع في مدن وسط وشرق وشمال وغرب السودان، وقال شاهد لـ"رويترز" إنّ الحشود تضخمت لتصل إلى مئات الآلاف في الخرطوم.

واستبق الجيش هذه المظاهرات بإغلاق جميع الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الـ3 منذ أول من أمس، وعزل العاصمة الخرطوم عن بقية المدن لعدم وصول المتظاهرين إليها.

وانتشرت قوات الأمن المشتركة من الجيش والشرطة والدعم السريع في كل أنحاء البلاد، وفي محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش وفي النقاط الحيوية وبعض الشوارع الرئيسية.

وتعليقاً على المليونية أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تغريدة على تويتر أمس، على ضرورة أن تحترم قوات الأمن في السودان حقوق الإنسان، موضحاً أنّ "أي عنف ضد المتظاهرين السلميين غير مقبول".

وأضاف بلينكن أنّ "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوداني في نضاله السلمي من أجل الديمقراطية".

وشدد المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان على أنّ واشنطن ستراقب عن كثب مظاهرات السودان، وحث المسؤولين على احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي وممارسة حقهم في التعبير والتجمع.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حث القادة العسكريين في السودان على إعادة الحكم المدني على الفور والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

ودعت السفارة البريطانية وبعثة الأمم المتحدة في الخرطوم في بيانات أول من أمس  السلطات السودانية إلى التعامل السلمي مع المشاركين في المظاهرات السبت، وطالبتا بضبط النفس.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية