كيف جاءت الردود الدولية على فوز رئيسي؟ ومن أول المهنئين؟

كيف جاءت الردود الدولية على فوز رئيسي؟ ومن أول المهنئين؟


20/06/2021

أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لأنّ الإيرانيين لم يتمكنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها إيران اول من أمس.

وفي أول تعليق يصدر عن واشنطن بشأن فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال متحدث باسم الخارجية أمس: إنّ "الإيرانيين حرموا من حقهم في اختيار قادتهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

اقرأ أيضاً: قتيل خلال احتجاجات شعبية على الانتخابات الإيرانية... تفاصيل

وأضاف المتحدث أنّ الولايات المتحدة سوف تواصل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والعمل إلى جانب حلفائها وشركائها في هذا الصدد".

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على تويتر: "رئيس إيران الجديد، المعروف باسم جزار طهران، متطرف مسؤول عن قتل آلاف الإيرانيين، وهو ملتزم بالطموحات النووية للنظام وبحملته للإرهاب العالمي"، مضيفاً في بيان منفصل من الخارجية الإسرائيلية أنّ انتخاب رئيسي لا بدّ أن "يثير قلقاً كبيراً للمجتمع الدولي".

وقالت الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي أدت اليمين يوم الأحد الماضي: إنها ستعارض إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين الدول الكبرى وخصمها اللدود إيران.

منظمة العفو الدولية تندد بفوز المتشدد رئيسي، وتؤكد أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان

وفي السياق، ندّدت منظمة العفو الدولية أمس بانتخاب المحافظ المتشدد رئيسي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان.

واعتبرت المنظمة في بيان أوردته وكالة "فرانس برس" أنّ "واقع أنّ إبراهيم رئيسي وصل إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأنّ الإفلات من العقاب يسود في إيران".

المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن، اتّهمت رئيسي بأنه كان عضواً في "لجنة الموت" التي نفّذت عمليات إخفاء قسري وإعدامات خارج نطاق القضاء بشكل سري بحق آلاف المعارضين المعتقلين، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران عام 1988.

الولايات المتحدة تعرب عن أسفها لأنّ الإيرانيين لم يتمكنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرة ونزيهة"

 

ويُعرف رئيسي الذي أمسك في العامين الأخيرين بزمام القضاء الإيراني المثير للجدل بـ"قاضي الموت" نظراً لصدور آلاف أحكام الإعدام بحق معارضين في عهده.

واتّهمت المنظمة أيضاً رئيسي بأنه "ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان" حين كان رئيساً للسلطة القضائية ، مضيفة أنّ حملة القمع طالت "مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي".

 وتابعت منظمة العفو أنّ رئيسي "مسؤول أيضاً عن توقيف آلاف المتظاهرين ومئات عمليات الإخفاء القسري بعد الاحتجاجات التي اندلعت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019" وتمّ قمعها بشكل عنيف.

ودعت منظمة العفو الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ "تدابير ملموسة للرد على الإفلات المنهجي من العقاب في إيران".

يُعرف رئيسي الذي أمسك في العامين الأخيرين بزمام القضاء الإيراني المثير للجدل بـ"قاضي الموت" نظراً لصدور آلاف أحكام الإعدام بحق معارضين في عهده

وحول مفاوضات الاتفاق النووي، عبّرت مصادر دبلوماسية أوروبية على صلة بالمحادثات النووية في العاصمة النمساوية فيينا عن مخاوفها من أن تتعقد جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع وصول رئيسي إلى السلطة في طهران، لكونه على لائحة العقوبات الأمريكية بسبب ضلوعه في الإعدامات الجماعية للمعارضين في الثمانينيات وبالنظر لموقف المتشددين الأكثر عداوة لواشنطن.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون إيرانيون ومحللون: إنّ مجموعة من العوائق ما زالت تعترض سبيل إحياء الاتفاق النووي، مشيرين إلى أنّ عودة طهران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق ما زالت بعيدة المنال، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

 

الخارجية الإسرائيلية: رئيس إيران الجديد، المعروف باسم جزّار طهران، متطرف ومسؤول عن قتل آلاف الإيرانيين

 

يأتي ذلك فيما أكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد أول من أمس كانت متدنية جداً (10%)، بينما زعمت وزارة الداخلية الإيرانية عكس ذلك.

وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أمس عبر التلفزيون الرسمي فوز المرشح إبراهيم رئيسي بالانتخابات مع 17.8 مليون صوت ما يشكل 61.95% من الناخبين.

وأضاف وزير الداخلية أنّ 28.9 مليون شخص صوتوا في الانتخابات، أي ما نسبته 48.8% من الإيرانيين الذين يحق لهم الاقتراع.

وذكّر رحماني فضلي أنّ مجلس صيانة الدستور حدد مهلة 10 أيام لتلقي الطعون بالنتائج.

من جهتها، قالت أمانة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية": إنّ نسبة التصويت لم تتخطّ الـ10%، وذلك استناداً إلى "تقارير أكثر من 1200 صحفي ومراسل لقناة سيماي آزادي، من 400 مدينة في إيران، وأكثر من 3500 مقطع فيديو متوفر لتقديمه على المراجع الدولية والرأي العام".

أكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد أول من أمس كانت متدنية جداً (10%)

وقد وصفت رئيسة "المقاومة الإيرانية"مريم رجوي، في بيان وصل "حفريات" نسخة منه، مقاطعة الشعب للانتخابات بأنها "أكبر ضربة سياسية واجتماعية ضد (المرشد) علي خامنئي والاستبداد الديني، وتستحق تهنئة تاريخية للشعب".

وأضافت أنّ "العالم رأى ذلك، وثبت مرة أخرى أنّ تصويت إيران هو لصالح إسقاط نظام الملالي، إنّ نظام ولاية الفقيه آخذ في الانحدار ويجب كنسه".

وأضافت: "تخرج الديكتاتورية الدينية من هذه الانتخابات فاضحة وضعيفة وأكثر هشاشة، وستسقط أخيراً بانتفاضة الشعب وجيش الحرية".

ورأت رجوي أنه "ليس لدى المجتمع الدولي أي مبرر للتعامل مع رئيس إيراني متهم بجرائم ضد الإنسانية"، مضيفة: "على المجتمع الدولي تقديم إبراهيم رئيسي للعدالة في محكمة دولية".

بالمقابل، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الإيراني المنتخب، وأعرب عن تمنياته بأن تحمل نتائج الانتخابات "الخير لشعب إيران الصديق والشقيق".

 

مصادر دبلوماسية أوروبية تعرب عن مخاوفها من أن تتعقد جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع وصول رئيسي إلى السلطة

 

وأعرب أردوغان، وفق ما نقلت وكالة الأناضول، عن ثقته بأنّ التعاون بين البلدين سيزداد قوة خلال فترة رئاسة رئيسي، وقال سأكون سعيداً بزيارة إيران -عقب تخطي جائحة كورونا- بمناسبة الاجتماع المقبل لمجلس التعاون التركي الإيراني.

وفي الإطار ذاته، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسي بفوزه، وقد أكد الملحق الصحفي في السفارة الروسية في طهران، مكسيم سوسلوف، لوكالة "نوفوستي" تسليم رسالة تهنئة من بوتين إلى رئيسي، مشيراً إلى أنّ الرئيس عبّر عن أمله في مزيد من التطور في التعاون بين موسكو وطهران.

اقرأ أيضاً: جولة ختامية لحسم النقاط العالقة في الاتفاق النووي الإيراني... تفاصيل

من جانبه، هنأ الرئيس العراقي برهم صالح رئيسي بفوزه في الانتخابات، وقال إنه يتطلع لترسيخ العلاقات مع إيران، وأكد صالح في تهنئته أنّ المنطقة في أمسّ الحاجة للحكمة وتغليب لغة الحوار عبر إرساء الأمن واحترام السيادة.

من جهتها، باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لرئيسي "اختيار الشعب له"، وهنأته على فوزه في الانتخابات الرئاسية.

في سياق متصل، قال مراسل الجزيرة في طهران إنّ الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني على خلفية ما تصفه بتعرض الناخبين الإيرانيين للمضايقات من قبل المعارضة الإيرانية في لندن وبرمنغهام.

وأضافت الخارجية السبت أنّ السلطات البريطانية لم تتمكن من توفير الأمن للناخبين الذين أرادوا أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت يوم الجمعة.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  وحركة حماس الفلسطينية أول المهنئين لإبراهيم رئيسي

 

فوز رئيسي، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس"، من شأنه أن يعزز إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم في إيران، بعد فوزه العريض في انتخابات مجلس الشورى العام الماضي.

ورئيسي من مواليد 1960 في مدينة مشهد، رجل دين وسياسي محافظ، التحق بالقضاء عام 1980، وعمل مدّعياً عامّاً حتى عام 1994.

وفي العام نفسه عُيّن رئيساً لهيئة التفتيش العامة، وعام 2004 شغل منصب النائب الأول للسلطة القضائية واستمر فيه مدة 10 أعوام، وعيّنه المرشد الأعلى رئيساً للقضاء عام 2019.

وقد التحق رئيسي بمجلس خبراء القيادة عام 2006، ومن ثم عُيّن عام 2017 عضواً بمجمع تشخيص مصلحة النظام بمرسوم من خامنئي، وفي انتخابات 2017 الرئاسية جاء ترتيبه الثاني بعد روحاني.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية