كيف تنظر أوروبا إلى الصراع في ليبيا؟

كيف تنظر أوروبا إلى الصراع في ليبيا؟


كاتب ومترجم جزائري
07/01/2020

ترجمة: مدني قصري


لا يزال مؤتمر برلين، الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة وأوروبا منذ أشهر، باعتباره آخر اجتماع وآخر فرصة، محاطاً بالعديد من الألغاز التي لا تُبشّر بالخير؛ فلم يتم بعد تحديد موعد هذا المؤتمر، المقرر عقده في كانون الثاني (يناير) الجاري، والمتوقع أن تلتقي خلاله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستعد لهذا الاجتماع رغم عدم تحديد موعده أو قائمة المشاركين فيه بعد.

اقرأ أيضاً: هل يردع الموقف العربي أطماع أردوغان في ليبيا؟‎
ولن تتم دعوة الطرفين الليبيين المتنازعين؛ قوات حكومة طرابلس بقيادة فايز السراج، من جهة، وقوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من جهة أخرى، مباشرة إلى المناقشات، أما مكان جيران ليبيا - تونس والجزائر ومصر - الذين لن يكون هناك حلّ قابل للتنفيذ على أرض الواقع بدونهم، فلا يزال قيد المناقشة.

هل ستستغني روسيا وتركيا عن الوساطة الأوروبية؟
تركيا وروسيا، وهما القوتان اللتان تهيمنان عسكرياً في معركة طرابلس، الأولى لصالح حكومة الوفاق الوطني، والثانية لصالح قوات الجيش الليبي، الذي يسيطر على بنغازي وسيرينايكا والمنطقة الشرقية من البلاد، ستكونان بالضرورة هناك، لكنّ هاتين الدولتين ما زالتا تختبران بعضهما بعضاً.

قد تستطيع روسيا وتركيا الاستغناء عن الوساطة الأوروبية للحصول على اتفاق أو للاستمرار في فرض قوتهما على الأرض

علاوة على ذلك، ربما تستطيع تركيا وروسيا الاستغناء عن الوساطة الأوروبية، للحصول على اتفاق، أو للاستمرار في فرض قوتهما على الأرض، التي توترت بشدة الآن بسبب قرار أنقرة إرسال جنود إلى هناك. تُرى، من سمع الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورئيس المجلس الإيطالي في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي لإنهاء القتال؟ إذا كان صوت أوروبا لم يجد آذاناً صاغية، فذلك لأنّ أوروبا منقسمة؛ فرنسا تتجه نحو قوات الجيش الليبي، وإيطاليا، التي كانت تحتل ليبيا سابقاً، تتجه إلى طرابلس، وألمانيا محايدة، وبالتالي جاء الاهتمام بتنظيم مؤتمر في برلين.
هل سيقلب وصول الأتراك الموازين؟
اكتسب هجوم المشير حفتر على طرابلس في 4 نيسان (أبريل) الماضي، زخماً جديداً منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بفضل الدعم الروسي القوي؛ حيث تمكنت البطاريات الروسية المضادة للطائرات من القضاء على طائرات حكومة طرابلس، والسيطرة جواً، وتتمتع قوات حفتر بتفوق جوي ملحوظ، لكنّ وصول الأتراك إلى المعركة، مع البطاريات والطائرات المضادة للطائرات، وحتى المقاتلين، يمكن أن يغير الموازين.

غموض واشنطن
إنّ دور واشنطن غامض نسبياً؛ لأنّه يعارض روسيا من الناحية التاريخية، والآن يعارض تركيا، التي تهدد إسرائيل واليونان وقبرص في مياه البحر الأبيض المتوسط. وفرنسا ليست في وضع أكثر راحة بعد أن انحازت بوضوح إلى جانب قوات الجيش الليبي، في حين أعلنت رسمياً نفسها على مسافة واحدة من المعسكرين الليبيين.

اقرأ أيضاً: المغامرة التركية في ليبيا.. هل تكون آخر معارك أردوغان في المتوسط؟
أما بالنسبة للأمم المتحدة، التي لم تنجح قط في فرض حظر الأسلحة الذي صوتت لصالحه في عام 2011، فهي تلعب بـ "مصداقيتها" هذه الأيام، كما يحذر غسان سلامة، المسؤول عن الملف الليبي. إنّه، من الناحية الدبلوماسية، يجب الإقرار بأنّ المجتمع الدولي قد ترك الأمور على عواهنها مما جعله غير قادر حتى على إنقاذ سمعته.


مصدر الترجمة عن الفرنسية:
lefigaro.fr



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية